قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
بكدا و بس. لا دا حقدها طال بناتي كمان . و دا أنت شوفتيه بعنيك و شوفتي عملت ايه مع سما و قبلها شيرين. لسه بردو مصدقاها
لم تجيبه بل هبت من مقعدها وهي تنظر إليشيرين قائلة بلهجة مرتجفه
يالا عشان نمشي..
أنهت كلماتها و هرولت الي الخارج حتي لا ټنفجر في بكاء مرير كظمته بداخلها لسنوات
انتصرت خيوط الصباح على دجى الظلام الذي لأول مرة كان يتمنى دوامه فوجودها بين ذراعيه كان أشبه بحلم ظن أنه لن يتحقق يوما و أن السعادة ضلت طريقها إلى قلبه ولكن ليلة البارحة كانت دربا من دروب الخيال . فقد أخذته حوريته الى عالم مليء بالسحر الذي غلف لقائهم العاصف المدجج بمشاعر أعظم من أن توصف .
فلأول مرة بحياته يشعر بمثل هذا الصفاء و كأن روحه اكتملت بقربها.
فقد اختبر معها مشاعر لم يكن يتوقع وجودها بداخله . و الآن هو مستيقظ منذ أكثر من ساعة يتأملها بهدوء و بأعين اختلط بها
العشق و الشوق معا يتذكر لحظات جمعتهم و كيف كانت رقيقة محبة علي الرغم من قلة خبرتها و برائتها ألا أنه شعر معها بسعادة أعمق من أن توصف .
كانت عينيه تبحران فوق ملامحها بشغف تجلي في نبرته الخشنة حين قال
صباح الفرح..
كانت عينيه تغازلها و يديه تتجول علي كتفها بحنان دغدغ قلبها و ألهب مشاعرها و خاصة تلك النظرات التي تقطر عشقا فاض به قلبه ف تخضبت وجنتاها بخجل محبب جعله يشدد من احتضانها أكثر وهو يقول بغزل
حلو التفاح اللي ع الصبح دا. الواحد يفطر بقي عشان جعان
انهى كلماته و قام بقضم خدها الشهي ف تأوهت پألم
ااااه .. سالم بالراحة
نظر إلي خدها الذي زاد احمراره جراء أفعاله وقال بنبرة خشنة
محدش قالك تبقي حلوة كده عالصبح..
أنهى كلماته وهو مازال يتابع أفعاله العابثه مما جعلها تقول بلهفة ممزوجة بخجل كبير
سالم . بقي . استني هقولك علي حاجه
سالم باختصار
مش فاضي . قولتلك بفطر..
توسعت ابتسامتها و قالت بمزاح
انت كدا بتحلي علي فكرة . و دا مينفعش قبل الفطار .
توقف عما كان يفعله وارتفعت رأسه تناظرها و قد غلف المكر نظراته قائلا بتخابث
تصدقي عندك حق.. نفطر الأول..
لم تتفهم مقصده فقالت باندفاع
طب يالا
نقوم نفطر
ارتفع أحدي حاجبيه قبل أن يقول بتخابث
و نقوم ليه الفطار هنا احلى ..
لا انت فهمت ايه انا اقصد ننزل يعني . تحت نفطر و كدا..
بصراحة. معرفش عملت كده ازاي انا فجأة لقيتني بشيل الشنطة و برميها و مفوقتش غير وانت بتقولي ايه الي عملتيه دا .. قولت بس اخرتك النهاردة يا فرح .
شاركها المزاح وعينيه تطالع ابتسامتها بعشق كبير
و عشان كدا طلعتي تجري زي العيال الصغيرة . يا جبانه..
لا طبعا مش جبانه . انت اللي كان شكلك مرعب.. و بعدين انا كنت خلصت كلامي اصلا..
هكذا تحدثت بلامبالاة فقال بتسلية
اصلا.. لا بس انا مقدر.. الغيرة صعبه مفيش كلام.. لكن حلوة و بتجيب نتايج مبهرة
انهي كلماته غامزا فاكتست ملامحها بالڠضب و قالت مستنكرة
غيرة ايه لا طبعا. هغير من مين اصلا. وبعدين انا واثقه في نفسي جدا . و متخلقتش اللي تهزني..
فاجأها حين قال بلهجة عابثة
طبعا.. دي مفيهاش كلام. بس قوليلي بقي مين جاب سيرتي و خلاك اتعصبتي اوي كدا
انكمشت ملامحها بحيرة من حديثه وقالت باندفاع
مين جاب سيرتك لا معرفش .. تقصد ايه
انا بسأل بس. اصلك كنت محموقة اوي علي سمعتي امبارح ف قولت اكيد حد جاب سيرتي بكلام بطال ولا حاجه ..
هكذا تحدث بخبث قاصدا كشف الستار عن غيرتها التي ترفض الاعتراف بها فكسي الخجل ملامحها و خاصة نظراته التي كانت تطالعها بخبث مما جعلها تقول بنفاذ صبر
طيب . خلاص . ايوا كنت غيرانه ايه مش من حقي
اضاءت ابتسامه رائعة ملامحه جراء اعترافها بغيرتها فقال بنبرة خشنة
طبعا حقك .
أسرتها إجابته القاطعة فقالت بدلال
احسن تكون اتضايقت ولا زعلت من كلامي
راق له دلالها كثيرا و خاصة عندما حاوطت عنقه بذراعيها فقال بنبرة رجولية لطالما أسرتها
انا بتاعك يا باشا . تعمل و تقول اللي انت عايزه..
ارتجت جدران قلبه حين أطلقت ضحكه قوية كانت لها وقع السحر علي مسامعه و تنبهت لها جميع حواسه فأظلمت عينيه بنيران الرغبة الممزوجة بعشق كبير تجلى في نبرته حين قال
ما تيجي نفطر بقي ..
تسارعت دقات قلبها مع أنفاسها حين قالت بلهفه
سالم . عايزة أسألك سؤال ممكن
ممكن.
هكذا أجابها بنفاذ صبر فقالت باندفاع
عايزة اعرف موضوع شيرين ده من أوله لآخره..
تراجع عنها و استند علي المخدع خلفه واضعا يده خلف رأسه وهو يقول بخشونة
بغض النظر عن أن توقيت السؤال غبي . بس هجاوبك.. ملخص الحوار. جوازة زى اى جوازة مدبرة من الأهل . ولما مكملتش مفرقتش معايا .
لازالت الغيرة