قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
لوقت سابق
انقبض قلبها و داهمته حوافر القلق فأغمضت عينيها تناجي ربها أن يرفع عنها ذلك الشعور و أن يسكن داخلها و تطمئن روحها و سرعان ما أخذت تهز برأسها يمينا و يسارا تطرد تلك الكوابيس وصبت اهتمامها كله على مظهرها في المرآة و ذلك القماش الاسود اللامع الذي يعانق رشاقتها و يبرز فتنتها الرائعه علي استحياء لم يخدش برائتها التي تميز ملامحها الرقيقة و عينيها التي كانت تشبه بحر أسود براق أضفي عليه العشق لمعه مميزة ليتبدل بهوته إلى وهج متلألئ انعكس علي بشرتها الصافيه و تقاسيمها الرائعه التي زينتها بحمرة شفاه قانية تشبه حمرة وجنتيها الممتلئة . بدت ساحرة متألقة تشبه قمرا يتوسط سماء حالكه السواد . و قد كان هذا ما أرادته بالتحديد فقد تزينت من أجله . تعلم بأنه ينتظرها و قد شعرت بحاجتها لأن ترى سعادته و ابتهاجه حين يراها .
خطت أقدامها تهبط درجات السلم تحاول التغلب على شعور القلق الذي ما أنفك يداهمها بشراسة إلى أن توقفت على آخر درجة في السلم على إثر انقطاع التيار الكهربائي و هي تردد بحنق
اوف كانت نقصاك انت كمان !
ڠضبت و تعاظم القلق بداخلها فسمعت صوت السائق الذي كان ينير كشاف هاتفه و هو يهتف بقلق
ست جنة . مش يلا بينا
صدح صوتها الذي تخلله نبرة غير مرتاحه
يالا بينا
توقفت على بعد خطوتين من باب المنزل و قد تذكرت شيئا فالتفتت إلي السائق قائلة بعجالة
معلش يا عم مجاهد هروح اطمن علي محمود و آجي ..
براحتك يا بنتي .
اضاءت كشاف هاتفها و عادت أدراجها للأعلى بخط أثقلها القلق و قامت بفتح باب غرفة طفلها الغارقة في الظلام إلا من ضوء خاڤت يتسلل من النافذة التي لدهشتها كانت مفتوحة على مصرعيها فهوى القلب و اړتعب حين وجهت ضوء الكشاف على مخدعه الذي كان فارغا !
حاولت تجاهل رعبها و هي تتوجه إلى غرفة أمينة و بداخلها تتوسل أن يكون معها. ولكن وجدتها فارغة !
اخت تدور حولها في الظلام كمن سيفقد عقله و صدح صوتها يبدد عتمة الليل الحالك
دادا نعمة .. ماما أمينة .
انتوا فين
لم يجبها أحد فتقاذف الدمع من مقلتيها يأسا و عادت الى غرفة صغيرها تصرخ عليه و كأنه سيسمعها فتفاجئت بآنات الألم التي انبعثت من زاوية ما هرولت إليها لتتفاجئ من نعمة الملقاة ارضا ټنزف فافترشت الأرض بجانبها وهي تقول بصوت مرتجف
دادا نعمة مالك فيك ايه و محمود فين
نعمة بصوت مټألم يحاول جاهدا الخروج من بين شفتيها
اخدوه مني .. ضر ضړبوني .. و أخدوه.. ووو
لم تطاوعها شفتاها بالحديث فقامت بمد يدها بورقة مطوية التقطتها يد جنة متلهفة ليسقط قلبها ذعرا حين قرأت الحروف المدونة
لو عايزة تشوفي ابنك تاني تعالي عالعنوان دا . لوحدك . اياك تجيبي معاك حد و خصوصا حبيب القلب !
ابني ..
صدح صوتها المحترق ړعبا علي صغيرها الذي طالته أيدي الغدر و لم تتردد ثانية بل توجهت بخط مبعثرة الى الأسفل تنادي بصړاخ جاء من قلب مكلوم
عم مجاهد يا عم مجاهد
نعم يا ست جنة ..
جنة بلهفة
اطلب دكتور لدادا نعمة مخبوطه على دماغها و پتنزف
لم يكد يجيبها حتى رأت سيارة طارق التي اصطفت أمام الباب فتوجه إليها قائلا بمزاح
الأميرة اللي طلعان عنينا من الصبح عشان خاطرها
الدمع المتلألئ بعينيها كان يبعث على القلق فتقدم منها قائلا بلهفه
في ايه يا جنة
لوهلة كانت ستخبره ولكنه الخۏف الذي جعلها تتراجع بآخر لحظة قائلة بتوتر
دادا نعمة مخبوطه على راسها فوق اطلع شوفها ارجوك
هرول طارق دون حديث إلى الأعلى فالتقمت عينيها سيارته التي غالبا ما يترك بها المفتاح حتى يأتي أحد الحرس ليصفها في الجراج فهرولت إليها و قامت بإدارة المحرك و المغادرة غير عابئة بصوت طارق الذي صاح محذرا من النافذة
جنة .. استني يا جنة..
تحولت السيارة لوحش ينهب الطريق أمامه فهرول طارق للأسفل و هو يحاول الاتصال بسليم الذي ما أن أجاب حتى صاح طارق
الحق يا سليم محمود اتخطف و جنة راحت تجيبه..
انشق قلبه الي نصفين حين سمع كلمات طارق فبعد أن كان يخطط لعمل مفاجأة سارة لها في أول عيد ميلاد لها بجانبه ينقلب اليوم رأسا على عقب بتلك الفجيعة التي لن يحتملها قلبه وهي خسارتها
شيرين يا طارق .. حاول توصل لشيرين .. وانا هجيب مروان و أجيلك ..
اغلق طارق الهاتف و قد سنحت له الفرصة للتقرب منها فقد أعلنت رايه العصيان في وجهه و أغلقت أمامه كل الطرق لنيل رضاها .
هاتفها مرارا و تكرارا ولكن دون جدوى فقام بإرسال رسالة نصية فحواها
ردي ضروري . ناجي خطڤ محمود و جنة راحت عشان تنقذه . اول ما تعرفي تكلميني كلميني
نصف