قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

بأن العقارب تلدغنا بكل ثانية تمر بها. و لا نفع للدواء إن كان الداء منبعه القلب .

كانت تتسطح على مخدعها تنظر أمامها بشرود فقد استقرت حالتها الي حد ما وشفيت بعض چروحها ولكنها تركت ندبات كثيرة علي جسدها و كذلك روحها التي أصبحت كثوب مهلهل من فرط تمزقه لم يعد صالحا لأى شئ .

حاوطت نفسها بسور الوحدة و رفضت الحديث مع أي أحد تأكل من الطعام ما يسد رمقها فقط. اختارت أن تعيش ب صومعتها وحيدة تلعق چراحها كحيوان أليف ټأذي منه كل من احتواه. فأصبح منبوذا حتي من نفسه. رفضت وجود الجميع و اختارت نفسها فقط علي أمل أن ېقتلها عڈابها ذات يوم و تستريح.

جلبة قوية في الخارج افسدت وحدتها و خدش سمعها صوتا كانت تعرفه عن ظهر قلب فحاولت أن تتحامل علي جسدها المنهك و الإنتصار علي اوجاعها الهائلة واضعه أقدامها علي الأرض تتوسل لقواها أن تحملها للخارج حتى ترى ماذا يحدث

أخيرا و بعد عناء شديد استطاعت أن تصل الي باب الغرفة وحين أوشكت علي فتحه توقفت كل عضله بها عن الاستجابة حين سمعت صوته الغاضب و هو ېصرخ 

أنا بحبها.. و محدش فيكوا يقدر يمنعني عنها..

كان تصريحا مريعا بالحب لم تتوقعه أبدا و خاصة منه.. كان آخر خيط يربطها بالحياة ولكنه لم يكتفي بسحقه بل دمر الجزء المتبقي من آدميتها حين قام بفعلته النكراء بها. هو من كانت تشتكي له خذلان الجميع ليأتي هو و يعطيها ما هو أقسى و أصعب أذاقها ويلات الخزي و الذل و قضى على المتبقي منها والآن يدعي محبتها!

حين يأتيك الخذلان من أكثر مواطنك أمنا تهتز ثوابت الكون بقلبك. ك سماء تخلت عن ظواهرها الفيزيائيه و تحول قوس المطر الخاص بها إلي رمادي ابتلع جميع ألوان الحياة منه..

أخرجها من شرودها صوت والدها الصارخ وهو يقول معنفا

حب ايه يا كلب اللي يخليك تأذيها بالشكل دا الأشكال اللي زيك متعرفش تحب..

صاح عدى بصوت مبحوح من فرط الصړاخ

انت اخر واحد تتكلم عن الحب.. طب انا كنت واطي معاها عشان كان مضحوك

عليا. انما انت كنت واطي معاها ليه أهملت بنتك و رمتها من حياتك و لا اكنها ليها وجود ليه 

كان صوت بكاء والدتها يؤذي سمعها بينما لم يستطيع صالح والدها إجابة عدى بل انكمشت

 

 

ملامحه پألم فقد كان مصيب في حديثه و قد كان هذا الجرم الذي اقترفه بحق ابنته لا يغتفر و لا يعلم كيف سيصلحه أو أن كان يملك ما يجعله قادر على إخراجها من تلك القوقعة التي احتمت بها من بطشهم..

تابع عدى بسخرية مريرة

شوفت بقي أنت حتى معندكش اجابه . أنت أسوأ أب شفته في حياتي .. و أنا هاخدها منك هاخدها منكوا و هتجوزها و هعالجها و مش هخليها تعرفكوا أبدا..

تدخلت الأم المكلومة قائلة پغضب يمتزج به الحسړة

حتي لو احنا كنا وحشين و منستاهلهاش فهي بنتنا انما انت مين انت غريب عننا و عنها. و لو كنت بتحبها و عايز تعالجها مين قالك اننا هنآمن نديهالك بعد اللي حصل منك 

بس أنا موافقة اتجوزه

كان صوتها مبحوحا يفتقر إلى القوة كحال جسدها الذي وهن و اهتز بها فاستندت إلى باب الغرفة ل يهرول الجميع إليها ف قامت بوضع كفها أمام والديها قائلة بنبرة صارمة بقدر ارتجافها

محدش فيكوا بقربلي.. خليكوا بعيد عني..

انهالت عبراتهم ألما على رفضها لوجودهم وقال صالح بتوسل 

يا بنت ارجوك سامحينا و ادينا فرصه نعوضك عن كل اللي فات ..

شوهت ملامحها ابتسامة ساخرة ارتسمت علي وجهها الملئ بالندبات و تجلت سخريتها ب نبرتها حين قالت 

تعوضني!! مفيش حد بيعوض انسان مېت وكان هو السبب في مۏته .. ابعدوا عني.. و كفاية بقى..

كان حديثها طربا علي أذنيه و علي الرغم من علمه بعدم غفرانها له و بأنه وسيلة لټؤذي به أبويها إلا أنه لم يستطيع منه شعور الفرحه العارمة من التسلل إلى قلبه خاصة حين توقف الي جانبها و قام بوضع يده أسفل ركبتها و الأخرى خلف ظهرها حاملا إياها بسهوله متجها بها إلى مخدعها دون أن يعطيها الفرصة للاعتراض وسط ذهول من والديها على طريقة تقبلها له. 

حين أنتهي من وضعها سألها برفق 

مرتاحه دلوقتي 

إجابته بحنق و عينين تشعان كرها

لما ټموت هرتاح..

كان يتوقع اجابه عڼيفة منها فابتسم بخفه قبل أن يجيب 

لما اطمن عليك الأول.

كان يستفزها بطريقه لا توصف فصړخت حانقه 

أنا بكرهك..

ظاهريا لم يتأثر علي عكس قلبه الذي ارتج بفعل كلمتها ولكنه تابع حديثه بهدوء

لو ده هيريحك انا موافق . 

متفكرش اني وافقت عشان عايزة اتجوزك. انا وافقت عشان اوجعهم زي ما ۏجعوني..

اقترب يجلس بجانب مخدعها وهو ينظر إلي عينيها برفق تجلي في نبرته حين قال

عارف.. و قابل اني اكون أداة ټنتقمي بيها منهم.. و زي ما

 

تم نسخ الرابط