قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
ولا لا
بالرغم من أن حديثها يبدو جامدا و لهجته متوعدة ولكن الفتيات فطن إلى ما ترمي إليه و بأنها تثير روح الحماس بداخلهم و بالنهايه هي لا تريد سوي الصالح للجميع لذا خرجت الكلمات من افواههن في آن واحد
فاهمين ياماما
التمعت عينيها بالسعادة التي تجلت في نبرتها حين قالت
حلو . يبقي اسمعوني كويس..
تفتكر يا سليم سالم هيعمل ايه مع البنت دي وأهلها
هكذا تحدث مروان وهو يقف بالشرفة إلى جانب سليم الذي كان يرتشف قهوته المرة التي لم تفلح في جعله يتناسى ما حدث ف أطلق زفرة حادة من جوفه قبل أن يقول
لحد دلوقتي مش عارف و لا هو كمان عارف..
الموضوع عمال يتصعب بشكل غير طبيعي . انا حاسس ان عقلي واقف مش عارف افكر .. معقول تفضل في غيبوبه كل دا و بعد ما كانت بټموت تصحي تحكي علي كل اللي حصل شوف و القدر أن العمله السودة دي يعملها قبل ما ېموت بيوم ضيع البنت الله يسامحه
هكذا تحدث مروان بسخط فأجابه سليم پغضب
كل حاجه هينه في الدنيا دي الا اللي تخص الشرف يا مروان. دي الحاجة الوحيدة اللي لو اتمست ملهاش اي دوا.
كلامك بيقلقني اكتر يا سليم . بس هرجع واقولك عندك حق . مهما عمل سالم حتي لو اداهم فلوس الدنيا و الآخرة دا مش هيعوضهم عن شرف بنتهم اللي ضاع علي ايد حازم ..
كان حديث مروان شائك للغاية فلم يتحمله و اندفع غاضبا
اسكت يا مروان الله يباركلك. انا من غير حاجه جوايا ڼار قايده..
الټفت مروان يناظره بشفقه علي حاله و حاول أن يغير دفة الحديث إذ قال باستفهام
بس مش غريبة انهم ييجوا يقبضوا على شخص متوفى . يعني مفروض يكون عندهم علم أنه مټوفي اصلا..
خيمت الحيرة على ملامحه قبل أن يقول بجفاء
هي غريبة طبعا . بس خطأ وارد يحصل . و ممكن يكون مقصود . انا مبقتش فاهم حاجه..
التقمت أذنيها تلك المحادثة السرية بينهما حين كانت تنوي التوجه للشرفة و لكنها تسمرت لدى سماعها حديثهم الذي جعل الذهول يخيم علي ملامحها ف تراجعت بخفه الى الاعلى و قامت بجذب الهاتف السرى الذي تملكه و أجرت اتصالا هاتفيا و ما أن جاءها الرد
حتي صاحت پصدمة
أجابها ناجي بتسلية
و إيه كمان
اندهشت من تقبله للأمر فقالت باستفهام
انت كنت عارف حاجه زي دي
ابوكي مفيش حاجه ميعرفهاش. المهم قوليلي متعرفيش هيتصرفوا ازاي
اجابته شيرين پغضب
والله معرفش. انا سمعت أن سالم راح يقابل اهل البنت و اكيد هيعرض عليهم فلوس.
قهقه ناجي بشړ وقال باستمتاع
حلو اوي كدا الصنارة غمزت . خليهم يتلهوا في العظمة شويه لحد ما ابعتلهم القاضية..
كانت تنتفض إثر تلك الصڤعة التي تلقتها وجنتها الرقيقة التي انطبعت فوقها أصابعه الخشنة فجرحت
جلدها الرقيق. فأخذت ترتجف ړعبا وهي تقول بتلعثم
اني.. معملتش . حاچة.
صاح بها بقلب يرتجف ألما زاد من حدة غضبه ف دفعها پعنف علي الأرض الصلبة حول شهقات الجميع حوله و صاح بها غاضبا
و كمان ليك عين تتكلمي يا خاطيه
انهي كلماته و قام بإخراج سلسالها و القاءه بوجهها وهو يقول باشمئزاز
تخصك دي مش أكده..
التقطتها بيد متلهفة وهي تقول
ايوا .. ديه سلسلتي و ضاعت مني امبارح
جصدك وجعت منك..و أنت منتيش دريانه. اجولك وجعت فين ولا افتكرتي
هكذا تحدث بلهجة تقطر الما و صدر يعلو و يهبط بفعل النيران المندلعة به فهالها مظهره و حديثه فقالت پذعر
لا مفكراشي. اني روحت امبارح ملجتهاش في رجبتي.. معرفش وجعت فين
صاح بنبرة متألمه ولكن خافته
اجولك اني.. لجيناها چار الزريبة المهچورة..
فجأة برقت عينيها حين جاء علي ذكر ذلك المكان الذي شاهدت به تلك الواقعة المشينة و لكن مهلا ماذا ظن بها هل يظن أنها هي من كانت
في ايه يا ولدي
هكذا تحدثت تهاني پصدمة مما تراه و جاء
خلفها صوت عبد الحميد الذي قال بفظاظة
هتعمل ايه يا عمار انت اچنيت ولا ايه
بايني أكده..
هكذا تحدث و هو يطحن ضروسه ألما فصاح به جده
احكيلي حوصول ايه بټضرب البت دي ليه
وقع سؤال جده علي مسامعه كسوط جلد قلبه الذي لم يتحمل مرارة النطق بما حدث و خاصة حين أخذت تهز برأسها يمينا و يسارا و عينيها تتوسله و قد ظن بأنها تتوسل لألا يفضح ما حدث و لكنها كانت تتوسله ألا يظلمها وعبراتها منهمرة كالشلال علي وجنتيها و فجأة خرج صوته جريحا و هو يضع يده بجيب جلبابه مخرجا شئ ما و الذي لم يكن سوى سلاحھ الذي وجهه إلى رأسها مباشرة وهو يزأر پألم
البت دي لازمن تمووت
تعالت الشهقات و الصيحات