قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
الآمنة
خرج كلا من مروان و طارق و سليم للتحدث إلى الطبيب بينما اقتربت جنة من مقعد شقيقتها الذي اجلسها عليه مروان دون حديث وقامت علي رأسها و أخرى على كفها الأيسر وأرسلت إليها نظرة مطمئنه هدأت من وطأة الأمر قليلا قبل أن تخرج خلفهم لتفسح لها المجال معه قليلا فالتفتت عينيها تحويه بضمة قويه جاءت من قلب يرعبه الفراق والألم الذي انبعث من مقلتيها على هيئة أنهار من العبرات التي أغرقت فلم تهتم بل اقتربت منه واضعه رأسها على كتفه السليم و باليد اليسري أمسكت كفه بحنان سكبته يدها . فرفعت رأسها بلهفه تناظره بفرحه أكبر من أن تستطيع وصفها فاصطدمت اللتان تجلى بهما التعب فتألمت لحالهما و خرجت الحروف من بين شفتيها
يخالطها مزيج من الحب و الحزن و الشوق
حبيبي ..
إن كان سابقا يتألم فالآن شفيت جميع جراحه بفعل ذلك البلسم .
أحبك .. كأنها تطمأنه لا تخف أنا معك .. و الأخرى التي تتشبك أصابعها بأصابعه و كأنها تؤكد له انا لن اتركك أبدا ..
فكيف لا تشفي جراحه في حضرة وجودها
تعرفي أن كلمة حبيبي دي خطړ عليا أكتر اللي خدتها..
أراد ازاله تلك النظرة الحزينه من عينيها التي اشتاقهم كثيرا و قد نجح في ذلك فقد رسمت كلماته بسمة رائعه على شفتيها التي غافلتها و اقتربت واضعه قبلة رقيقة فوق جبهته قبل أن ترفع رأسها لتناظره بأعين مشتاقه
حمد لله على سلامتك ..
انتفض بلهفه غير مسبوقة له
بعد الشړ عنك ..
فقالت بلهفه
أرتاح متتحركش هناديلك الدكتور ..
منعتها يده التي امسكت بمعصمها پغضب تناثر من بين حروفه حين قال
مابحبش الكلام دا و متقوليهوش تاني ..
حاضر .. حقك عليا .
حاولت مراضاته فتجاهل حديثها فقد تألم لدعائها و أدار وجهه للجهة الأخرى يحاول إعادة تنظيم أنفاسه فامتدت أصابعها الحانيه تحت ذقنه لتدير رأسه إليها هامسه بأعين فاض بها العشق
متقساش عليا .. يعني هو ذنبي أني مقدرش أعيش من غيرك يعني ذنبي أني مقدرتش اتحمل اشوفك تعبان أو بتتألم ..
طب يعني ذنبي أيه
فاجئته حين اقتربت وهي تقول بنبرة مبحوحة
أنا قلبي أضرب ألف ړصاصه من وقت ما سمعتك بتهمس باسمي لحد ما جيت هنا وشوفتك ..
لا يدرى ماذا يقول بالعادة لم يكن شخص يستطع التعبير عما يجول بصدره بالكلمات و خاصة إن كانت ستظهر ضعفه الذي شعر به تلك اللحظة فقد تمنى فقط رؤيتها قبل أن ېموت .. أغلق عينيه وهو يهمس باسمها بضعف يريد نسيانه ولا يريدها أن تتذكره لذه همس بخشونة
خلاص يا فرح انتهى .. انسي..
لن يعطها الفرصة لإجابته فقد خرجت كلماته المازحه لتشتت انتباهها
و بعدين ما أنت مثبتاتي قد الدنيا أهو .. أومال مخبى المواهب دي فين
رفعت رأسها بخجل تجلى في كلماتها حين قالت
مواهب إيه و تثبيت إيه انت بتكافأني أني كنت ھموت من الخۏف عليك و جيتلك جرى عشان تتريق عليا !
قالت جملتها الأخيرة بحزن زائف التقمته عينيه فراق له ذلك كثيرا فشاكسها قائلا
فكريني أول ما أخرج من هنا اديك احلى مكافأة علي طريقة سالم الوزان ..
اتبع حديثه بغمزة جعلت الخجل يتشعب بداخلها فاندفعت الډماء إلى أوردتها فروت خديها لينبت بهما محصول التفاح ا. هطلب أشوفك أول واحدة..
مكنتش هقدر اسيبك أبدا يا سالم .. أنا جيتلك أنا و قلبي جري.
سيبك أنت بس انت طلعت قمر و أنت مطيع و بتسمع الكلام .
رمقته بخجل و قالت بحماس
لا ماهو أنا أخدت قرار مهم و نويت تنفيذه
تمتم ساخرا
استر يارب .. خير
تجاهلت سخريته و قالت بجدية
مش هعاندك و لا هقولك لا على حاجة تاني أبدا
تعجبه بكل حالاتها ولكن بعنادها و تحديها الذا استفهم بجديه
أنا قولتلك أعملي كدا
إجابته بإختصار
لا ..
يبقي متعمليش حاجة من دماغك ..
طب عايزني أعمل إيه
استفهمت بتيه فأجابها بغزل اخجلها
أنت تعملي و تقولي اللي أنت عايزاه
هبت بحيرة
و بعدين بقي حيرتني معاك أعمل ولا معملش
أضاءت وجهه إبتسامة عاشقة و أجابها و يديه تقربانها إليه أكثر
سيبيلي نفسك خالص وأنا اللي هعمل ..
لم تكد تفهم ما يرمي إليه حتي اختطفها معه الي عالم آخر كان ملئ بالسحر و الشغف الذي جعل قلبها يتضخم وهي تستشعر عشقه الذي أخذ يغدقه عليها بسخاء دون أن يستجيب لكتفه الذي يئن پألم فقد أراد أن يرمم ذلك الچرح بداخله والذي لن يداويه سوى شهدها الرائع الذي غيبه عن الواقع و أنساه أمر إصابته ولم يخرجهما من لجة المشاعر التي جرفتهما في تيارها سوى طرقات على باب الغرفة أجبرته على إفلاتها بأنفاس مقطوعه و ألم قاټل
فأسند رأسه على الوسادة و هو يئن من فرط الۏجع الذي بالرغم منه لم تفلتها يداه و ظلت
تعانق كفها بحنان
يارب يا ساتر .. إيه يا كبير