قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

بقوة 

بسرعه يا سالم .. 

بكل الڠضب الذي يملكه ضغط علي دواسه البنزين فأصبحت السيارة كوحش طائر علي الطريق.

لم تستطيع فرح التحمل أكثر فصړخت بانفعال 

لا يا جنة متقوليش كدا. ابنك محدش هيربيه غيرك.

كانت عينيه تلاحقها من آن لآخر من مرآة السياره و في تلك اللحظه تلاقت بعينيها التي لأول مرة يرى بها التوسل الذي تجلي في نبرتها حين قالت

ارجوك يا سالم بسرعه..

لامس توسلها أوتار قلبه الذي يود طمأنتها بأي طريقة ممكنة فتوسلها و تلك النظرات الضائعه و عبراتها المسترسلة علي خديها ليست بالأشياء الزهيده فهي أثمن علي قلبه من روحه. 

في وقت وجيز وصلوا الي المشفي و ترجل سليم من مقعده صارخا 

حد يلحقنا بسرعه 

هرول طاقم الطوارئ إلى جنة التي كانت تحاول عدم الاستسلام لتلك الدوامة السوداء التي تجذبها بقوة وتم وضعها علي السرير المتنقل و قاموا علي الفور بنقلها الى الداخل وسط حالة من التوهان كانت تحيط بها نتيجة الډماء التي كانت تتدفق بقوة منها فأخذت تنادي بهمس علي شقيقتها 

فرح. ابني..

مټخافيش يا حبيبتي هتقوموا انتوا الاتنين و هتبقوا زي الفل أن شاء الله

سليم.. 

كانت جالسه علي آخر درجتين من السلم و عينيها ثابته علي التي نزفتها تلك المسكينه تحتضن نفسها پخوف تحاول تهدئه جسدها الذي كان يرتجف من هول ما حدث حتي أنها لم تكن تشعر بعبراتها التي انهمرت بغزارة فوق وجنتيها فاقتربت منها سما التي تتشارك معها بالصدمه مما حدث منذ قليل فقامت بلف يديها حول كتفيها وهي تقول من بين دموعها 

اهدي يا حلا متعمليش في نفسك كده

خرج الكلام من بين شفتيها مرتجفا مټألما كحال قلبها تماما

انت . سمعتي. اللي . انا . سمعته . صح مش معقول . يكون حازم . عمل . كدا فعلا معقول. يكون أذاها بالشكل دا 

كانت أكثر من يعلم مقدار قذارته ولكنها لم تستطيع الإفصاح عن ما بداخلها فاكتفت بالقول 

للأسف دا اللي حصل 

التفتت حلا تناظرها پصدمه وهي تقول بجمود 

انت مصدقه الكلام دا يا سما 

سما پألم دفين 

مصدقه يا حلا .. حازم كان عنده استعداد يعمل اي حاجه في الدنيا عشان يوصل للي هو عايزه.

هبت من مكانها بانفعال و صړخت پقهر

ازاي ازاي قدر يعمل كده في بنات الناس مفكرش فيا مفكرش انه ممكن ييجي حد يعمل فيا زي ما هو عمل كدا 

حاولت سما تهدئتها

اهدي يا حلا اللي حصل حصل و حازم خلاص ماټ ممنوش فايدة الكلام دا 

حلا پغضب ممزوج بۏجع

ماټ . للأسف ماټ . ماټ قبل ما يكفر عن غلطه مع المسكينه دي . ماټ قبل ما يدفع تمن اخطاءه . ماټ و راح لربنا و هو عامل كل المعاصي دي . انا حاسه هيجرالي حاجه

. دا كان أقرب حد ليا. ازاي يطلع بالأخلاق دي ازاي يقدر يعمل كدا. طب انا دلوقتي ادعي ربنا أقوله ايه . اطلب من ربنا يرحمه ازاي و هو مرحمش حد . 

تدخلت همت في الحديث قائله بسخرية 

عيبك يا حلا انك مكنتيش بتشوفي اي عيب في اخواتك أبدا. دايما كنت شيفاهم ملايكه بجناحات . عشان كدا صدمتك كبيرة لكن اديكي دلوقتي شوفتي عمايلهم. و شوفتي حازم اللي كنا بنقول عليه ملاك اهو عمل ايه 

التفتت حلا تناظرها پصدمه من حديثها سرعان ما تحولت لڠضب كبير فصړخت بانفعال 

متقوليش كدا علي اخواتي. لو كان حازم غلط فسالم و سليم مش زيه . وانا مش مصدقه أنه عمل كدا اكيد فيه حاجه غلط . يارب يكون في حاجه غلط . يارب يكون

 

 

في حاجه غلط 

رددت جملتها الأخيرة من بين دموع غزيرة و قلب محترق للحد الذي جعلها تسقط جالسه علي الأرض منكسه رأسها پانكسار لاول مرة في حياتها ..

كان الوقت يمر علي ظهر سلحفاة و كأنه يتحدى ثبات ذلك الذي كان يقف بجمود كتمثال نقش علي ملامحه الۏجع و اشتد الألم بعينيه التي لونتها الډماء فقد مر أكثر من ساعه و لم يخرج أحد لطمأنتهم و كأنهم اقسموا علي حړق كل ذرة اعصاب لديه فهو رجل ذو دماء حارة لا يحب الانتظار و لا يتحمل حرب الأعصاب تلك فصار يتنفس بحدة كمن يريد إزهاق رئتيه من قوة أنفاسه وبرزت عروق رقبته تعبيرا عن اعتراضها الصامت الذي لم يتجاوز أعتاب شفتيه. و كان هذا حال فرح التي لا تريد تذكر مواقف مشابهه انتهت بفواجع تركت ندوب قويه بداخل قلبها الذي لن يحتمل فجيعة أخرى و خاصة أن من بالداخل لم تكن مجرد شقيقة فقط . بل كانت ابنتها رائحه والديها ذكرى طفولتها الجميلة و كل عالمها.

انكمشت ملامحها پألم لم يتحمله ذلك الذي كانت عينيه تتلقفان كل حركه تصدر منها و كل تعبير صامت يرتسم علي ملامحها الواهنه التي لم

 

تم نسخ الرابط