قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
لوحدها..
صححت حديثه قائله
قصدك مبتعرفش تشوفها وهي صاحيه فبتيجي وهي نايمه صح
فاجئها حين لم بنفي حديثها انما أجاب ببساطه
صح .
لم تجد أمامها مفرا من الحديث بصراحه فقالت مستفهمه
عايز منها ايه ياسليم. مش كفايه كل الي حصلها منكوا..
إجابها ببساطه تتنافي مع حجم ما تفوه به
عايز اتجوزها..
ايه
لفظ الهواء بقوة من رئتيه قبل أن يترك يدها ناصبا عوده وهو يتوجه الي باب الغرفة قائلا بفظاظة
لما تكون قادرة تتكلم عرفيها الي قولتهولك دا
اغتاظت من حديثه فقالت ساخرة
حتي بعد ما عرفت انها ممكن متخلفش تاني.
لم تهتم ملامحه و كذلك نبرته حين أجابها
هتجوزها يا فرح. حتي لو فضلت نايمه كدا عمرها كله. خلفة و غيره مش فارقلي كتير.
صاحت تحذره
بس هي اكيد مش هتوافق و انت عارف كدا و انا بصراحه لو مكانها مش هوافق
بدا تصميمه جلي في نظراته و تضمن لهجته التي كانت فظه كثيرا
احتفظي برأيك لنفسك . و بعدين انا معنديش مشكله اقعد العمر كله أقنعها توافق.
عاندته كما اغضبها
قصدك تزهقها لحد ما توافق.
بلامبالة أجابها
مش هتفرق المهم في الآخر توافق..
عودة للوقت الحالي
حاولت استفزه كتير عشان اعرف سبب رغبته في الجواز منها بس طبعا مقالش اكتر من كدا..
هكذا تحدثت فرح فأجابها ياسين ببساطة
باين اوي أنه بيحبها. و بالرغم من الي حكتيه بس سليم مش وحش. الموضوع صعب و اي حد في مكانه كان هيبقي دا موقفه..
زفرت بتعب قبل أن تقول باذعان
عندك حق. بس جنة لا يمكن هتوافق.
سليم بتفكير
هنشوف المهم اعملي حسابك تجهزوا حاجتكوا
كلها كام يوم و جنة تروح تعمل الفحوصات و هتطلعوا علي عندنا. انا لولا حالتها مكنتش سمحت بكدا أبدا..
شعرت بحزمه من الوخزات الموترة ټضرب عمودها الفقري حين سمعت كلماته عن المغادرة وقالت بتوتر
تمام .. الي . تشوفه.
ياسين بتهكم
اه مانا شايف ..
فرح باستفهام
شايف ايه
أجابها ساخرا
شايف عنين بتطق شرار وهي بتبص علينا من الشباك الي هناك دا..
أوشكت علي الالتفات فنهرها قائلا
متبصيش. خليه يطق شويه. انا اساسا مش طايقه و فرصه اضايقه..
خطت الي داخل الغرفة و هو خلفها فوقفت أمام الباب تشاهده و هو يتقدم و يضع الطفل فوق المخدع قبل أن يقبله قبله حانيه فوق جبينه الناصع جعلت قلبها يدق پعنف فهي للآن لم تقبل طفلها ولم ټشتم رائحته لم تحظى بلحظه دافئه معه علي عكس الجميع و قد كان هذا مؤلم كثيرا لقلبها الذي تجلى ألمه علي ملامحها و عينيها التي اغمضتها للحظات قطعها صوته الذي تشوبه لهفه كبيرة حين قال
أنت كويسه
كانت تود الصړاخ قائله لا ولكنها تجاهلت ألمها و تقدمت تلتقط محرمه ورقيه من فوق الطاوله تجفف بها دمعه خائڼه تسللت من طرف عينيها قبل أن تقول بجفاء
كويسه.. شكرا . تقدر تنزل
اغضبته كلماتها و الاكثر أنها كانت تعطيه ظهرها تحاول وضع جدار فاصل بينهم لكي لا تتألم أكثر من ذلك.
سمعت صوت الباب يغلق فعلمت بأنه غادر فالتفتت بلهفه فإذا بها تتفاجئ به يقف ممسكا بمقبض الباب وهو يقول بعينين تكاد ټنفجر من شدة الڠضب الذي تسلل إليها جراء تهوره فقالت بجفاء
اتفضل أخرج بره
اجابها بصرامه
عايز اتكلم معاك
جهرت معانده
و أنا مش عايزة اتكلم معاك.
تحدت بفظاظة
يبقي تسمعيني.
كان الفضول بداخلها يأكلها لمعرفة ماذا يريد أو لنقل بأنها كانت ترغب بحديثه ولكنها تأبي الإفصاح عن ذلك لذا هبت أن تصيح معارضه ففاجئها حين قال بخشونة
انا طلبت ايدك من فرح. قالتلك
تسمرت للحظات في مكانها فشقيقتها لم تخبرها شيئا كهذا ولكن تلك فرصتها لتجعله يتذوق نيران أحرقها بها سابقا لذا توجهت إلي المقعد تجلس بهدوء فقد كانت ملامحها جامده تغلفها بقناع من الثلج الذي يتنافى مع تلك النيران التي تحيط بهم و بنبرة جافة أجابته
ايوا قالتلى. و اظن ان اجابتي وصلاك من زمان
كانت عينيه تطالعها بشغف و اشتهاء نابع من احتراقه بالشوق المضني الذي فاقت حرارته النيران المندلعة بالخارج و قال بهمس خاڤت
عايز اعرف الإجابة منك.
نظراته و هسيسه و أنفاسه المحيطة بها كانت كفيضان مباغت ضړب سدا هش فأجهز عليه فاڼهارت داخليا و لكنها أبقت القشرة الخارجيه جامدة لا تتأثر بشئ و بعينين ثابتة و نبرة قوية اجابته
لو آخر راجل في الدنيا عمرى ما هتجوزك!
لم تكن تلك المرة الأولى الذي يستمع فيها إلى هذا التصريح ولكن الآن بعدما أزيلت كل الحواجز التي تمنع اجتماعهم كان الأمر بالنسبة له كارثي لذا تقدم خطوتين منها وقال بنظرات يملؤها التصميم الذي تضمن لهجته حين أجابها قائلا
طب اعرفي بقي ان انا الراجل الوحيد في الدنيا دي اللي هينفع تتجوزيه ..
صاحت معانده
يبقى هشيل فكرة الجواز من دماغي خالص.
كانت الشئ الوحيد الذي اشتهاه بكل جوارحه و التنازل عنه دربا من دروب المستحيل فتحدث بلهجة تحمل الهدوء و الخطړ معا
وماله