قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 

واحده قبل أن

يقول بتحذير

انا مبهددش ولا حاجه . و مبوجهش كلامي للحريم.

زحف الندم إلي قلبه حين احتد في حديثه فتابع بلهجة أهدأ 

و عشان ننهي جدال عقيم مالوش لازمة . انا جيلكوا النهاردة عشان حازم اخويا ټوفي بعد حاډثة بنتكوا بيوم واحد..

شهقه قويه شقت جوفها حين سمعت حديثه بينما ارتسمت معالم الصدمة على زوجها الذي قال

انت بتقول ايه 

لم يجيبه إنما أخرج شهادة ۏفاة شقيقه و أعطاها له فالتقطها الرجل بيد مرتعشة لقراءة الحروف المدونه بها و التي أثبتت أن هذا الشيطان قد رحل فسقط على الكرسي خلفه بأكتاف متهدله و ملامح لونتها الخيبة التي تساقطت من بين حروفه حين قال 

يعني البنت ضاع مستقبلها. و حتي حقها مش هنعرف نجيبه.. فوضت امري ليك يارب

اقتربت منه زوجته تحتضنه وهي تقول پألم 

حسبي الله ونعم الوكيل. متعملش في نفسك كده احنا ملناش غيرك..

ود لو يعتذر الف مرة علي تلك الفاجعة التي ضړبت حياتهم و التي للأسف كان السبب بها هو شقيقه ..

انا عارف يا استاذ محمد أن أي حاجه هعملها مش هتمحي أبدا الكارثه اللي حصلت. لكن أنا تحت أمرك في اي حاجه. شوف ايه اللي يرضيك وانا معاك فيه ..

التفتت الأعين تناظره بيأس تجلي في نبرته حين قال 

هتعمل ايه هتقدر ترجع شرف بنتي الي ضاع. و لا ترفع راسنا قدام الخلق بعد اللي حصل ه تقدر تخلي المجتمع يحترمها و يتعامل معاها علي انها ضحيه مش مذنبه هتقدر تعمل ايه يا بيه العمل عمل ربنا ..

كانت كلمات الرجل كشاحنة ثقيلة دهست علي قلبه المشبع بمرارة الذنب الذي لم يعد يتحمله ف احتدت نبرته وهو يقول 

يولع المجتمع اللي هيعاقب طفله بريئه علي ذنب ملهاش يد فيه . انا مش هنا عشان الناس . انا هنا عشان البنت اللي جوه دي و زي ما قولتلك مستعد اعمل اي حاجه عشان خاطرها..

يبقي تكتب عليها..

هكذا خرج صوت رضا والدة لبني التي كانت تناظره پغضب و حرقه . وأصابتها كلمته في الصميم فبالرغم من أنه كان يتوقع ذلك إلا أنه ڠضب و بشدة من عرضها الأمر بتلك الطريقة فأجابها بخشونة

انت شايفه ان الحل ده في مصلحة بنتك 

طبعا.. علي الاقل هتقدر ترفع رأسها بين الناس بعد كدا..

هكذا أجابته ف تصاعدت أبخرة النيران المندلعة بقلبه و تحدث قائلا بفظاظة 

بردو كل تفكيرك في الناس . يا مدام اهم حاجه ابنتك . فكري فيها و في مصلحتها قبل ما تفكري في أي حد. 

انت جاي عشان تعجزنا. نفكر في ايه هو دا الحل الوحيد للكارثه دي ..

الحل انك تجوزيها واحد قد ابوها. عشان تنقذ سمعتك و ترفع راسك وسط الناس 

كان حديثه حادا يشبه ملامحه مما جعل الزوجان ينظران الى بعضهما البعض بخجل فتابع بفظاظة

لبني عندها سبعتاشر سنه وانا عندي أربعين بيني وبينها ٢٣ سنه. 

احني الرجل رأسه بقله حيلة تجلت في نبرته حين قال 

والله ما بقيت عارف افكر . ايه العمل طيب 

أشفق علي مظهره كثيرا ولكن لم يظهر ذلك بل تابع بجفاء 

انا هتبني لبنى..

ارتفعت الرؤوس تناظره پصدمه تجاهلها و أردف بلهجه لا تقبل الجدال

لبني من النهاردة بنتي. هتكفل بعلاجها و تعليمها و كل حاجه تخصها لحد ما اسلمها بإيدي

لجوزها. 

برقت الأعين وهي تناظره فحديثه كان كالقنبلة الموقوتة التي لم يكن يتوقعها أحد فتابع بخشونة 

و مش لبني بس . لبنى و اخواتها. و لو المكان اللي انتوا فيه الناس بتضايقكوا بسبب الي حصل . اختاروا اي مكان تحبوا تكونوا موجودين فيه وانا تحت أمركوا.. 

انت ليه بتعمل كدا يعني اخوك ماټ و احنا مش في أيدينا حاجه نعملها .. ليه تعرض عرض زي دا و تلزم نفسك كدا

هكذا استفهمت رضا التي لم تكن تتخيل عرضه ابدا و الذي جعل الشك يتسلل إلى قلبها و قد شعر هو بذلك فقال بفظاظة

كل راع مسئول

عن رعيته وحازم الله يرحمه كان مسئول مني. حتي لو هو مبقاش موجود فأنا موجود وواجب عليا أرد الحقوق لصحابها..

كانت إجابة لم تتوقعها من رجل تبلورت به كل مظاهر الشهامة و الرجولة ف خرجت كلماتها صادقه حين قالت

انت انسان محترم . و اللي زيك قليلين . انا مش عارفه اقولك ايه 

تجاهل ثناءها و قال بخشونة 

مش محتاجة تقولي حاجه .

 

 

و زي ما قولتلك دا واجبي.

تحدث الرجل باعتذار 

ربنا يكتر من امثالك. و يجازيك خير ..

أومأ برأسه و قال بعملية 

حساب المستشفي مدفوع و بزيادة . و الكارت دا في رقمي الخاص. اول ما تشد حيلها كلموني عشان ننسق مع بعض هنعمل ايه.

أخذت منه رضا الكارت الصغير وهي تومئ

 

تم نسخ الرابط