قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
طفشان منك تقومي تيجي معايا أنزلي يا بت مش طالبة وش
لم تكد تجيبه حتي لمحت في المرآه سما التي كانت تناظرهم من بعيد فألقت عليه نظرة خبيثه قبل أن تقول بمكر
لو مطلعتش في خلال ثواني هتلاقي سما كمان جايه معانا . أنت حر
ما أن سمع حديثها حتي أنطلق بسيارته و هو يقول بحنق
لا و علي إيه مش ناقص إلا الأرمله السوداء دي كمان تيجي معانا . مش طالبه كآبه
قهقهت حلا علي حديثه و لم تعلق بشئ و حين وصلوا إلى المدينه إستغلت إنشغاله بمكالمة هاتفية و قالت
بقولك إيه يا مروان نزلني عند الجامعه هقابل حد أديله طلب و آجي علي طول
أومأ برأسه بينما ظل منشغلا بمكالمتة الهاتفية و بينما هي تترجل من السيارة شاهدت ذلك الذي كان يقف بجانب سيارته أمام الجامعة ينظر إلي ساعته و ه يزفر الهواء بحنق فتوجهت إليه بكل غرور و خطوات متمهلة و كأنها تريد إشعال غضبه أكثر بينما رسمت قناع البراءة فوق ملامحها و هي تقف أمامه تمد إليه هاتفه قائله بعنجهيه
تليفونك !
تابع ملامح وجهها و قد إغتاظ بشدة حين وقعت عيناه علي ذلك الشاب في السيارة التي أقلتها فلم يستطع منع نفسه من توبيخها قائلا
أكتر إنسانه غير مسؤوله و معندهاش تقدير للوقت شفتها في حياتي !
تصاعد ڠضبها من توبيخه و قالت بإستنكار
غير مسؤوله و معنديش تقدير للوقت ليه إن شاء الله
ناظرها بسخط تجلي في نبرته حين قال
أولا عشان موقف التليفون دا. في حد ينسي تليفونه و ياخد تليفون غيره كدا ! لا و كمان قفلاه من إمبارح !
حلا بإندفاع
علي فكرة دا كان فاصل شحن و أنا نسيته في الشاحن و نمت
ياسين بتقريع
مش بقولك غير مسؤوله أفرض خطيبك رن عليكي يلاقي تليفونك مقفول كدا عادي
ناظرته بإندهاش و قالت بعدم فهم
خطيبي ! خطيبي مين
رفع الهاتف في وجهها و خرجت الكلمات من فمه غاضبه حين قال
البيه إلي معاك في الصورة دا أيا كان خطيبك و لا حبيبك و لا حتى صاحبك
تحولت نظراتها حين وقعت علي صورتها مع حازم في يوم ميلادها و ترقرقت العبرات في مقلتيها و هي تقول بحزن
دا لا خطيبي و لا حبيبي و لا صاحبي . دا
أخويا .
سحبت
نفسا عميقا قبل أن تتابع
الله يرحمه !
صدمة قوية نالت منه حين شاهد العبرات تترقرق في مقلتيها و صوتها المرتجف و ملامحها الحزينة حين أخبرته عن شقيقها المټوفي فتحمحم بحرج قبل أن يقول بنبرة هادئه
البقاء لله . أنا
بعتذر مكنتش أعرف
هزت رأسها قبل أن تقول بصوت متحشرج
لا عادي محصلش حاجه . أتفضل تليفونك .
أخذ الهاتف من يدها و ناولها هاتفها فرفعت رأسها تناظره بعينان حزينتان للغايه و هي تقول بنبرة خافته
أنا بعتذرلك عن إلي حصل عن إذنك
نسي موعد سفره و نسي كل شئ و وجد نفسه يقول بإندفاع
لا أبدا محصلش حاجه . لو حابه نقعد نشرب حاجه شكلك متضايق
أجابته بحزن كبير
لا مش هينفع عشان متأخرش . و كمان عشان معطلكش عن سفرك
رق قلبه لنظراتها الحزينه و ملامحها المتألمه و قال بلهفة
مفيش عطله و لا حاجه . أنا بس مش عايزك تمشي و
أنتي متضايقه كدا . هو مټوفي بقاله قد إيه
حلا بنبرة خافته متألمه
أربع شهور
شعر بالشفقه علي مصابها و تألم لأجلها كثيرا و ظهر ذلك في نبرته حين قال مواسيا
ربنا يرحمه. كلنا ھنموت دا قضاء ربنا و محدش له في نفسه حاجه .
هزت رأسها تحارب إنسياب الدمع مع عيناها و هي تقول بنبرة مبحوحة
عندك حق . بس أنا مكنتش عامله حسابي أنه هيمشي بسرعة أوي كدا . حتي من غير ما يودعني !
ود لو يقترب منها و يزيل بأنامله ذلك الدمع العالق بين جفونها و يزيح جزءا من حزنها الذي لون ملامحها الجميلة و قد فهم لما كانت حزينة ذلك اليوم و ما أن هم بالحديث حتي تفاجئ من مروان الذي أقترب من حلا محاوطا كتفها بذراعه و هو يقول مستفسرا بلهجة خشنه من بين نظرات قاتمه
في حاجه يا حلا
أرتفع رأس حلا التي كانت نظراتها ضائعة حزينة و قالت بنفي
لا . لا أبدا مفيش حاجه. أنا كنت بدي دكتور ياسين طلب و ماشيه علي طول
رفع مروان حاجبيه إثر نظرات ياسين الغاضبة و الذي قال بغرورو هو يمد يده ليصافحه
ياسين عمران . معيد في كليه الاداب
مد مروان يده يصافحه و هو يقول بتحفظ
مروان الوزان إبن عم حلا
إرتاح قليلا عندما علم بهويته و لكن مظهره و هو هكذا أغضبه لسبب مجهول لذا آثر إنهاء اللقاء قائلا برسمية تنافي رقته معها قبل قليل
متقلقيش يا حلا من الإختبار