قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
هرجع مع السواق .. روحوا انتوا
التفتت جنة ناظرة إلىمروان بخبث تجلى في نبرتها حين قالت
كان نفسنا نقعد معاك أكتر من كدا بس لازم نسيبك ترتاح .. أرتاح بقي وريح هاه !
هب مروان مغتاظا
بالسلامة انستونا و نورتونا .. اتكلوا على الله يالا .. يا بخت مين زار و خفف.
هل يمكن لقلب أعتاد القلق ألا يكن ممتنا لمن رواه الطمأنينة بكفوف صنعت من حب
طافت عينيه العاشقة على ملامحها الهادئة التي رواها الحب فزادها بهاء فوقع في عشقها للمرة التي لا يعرف عددها فكل ما بها يجذبه كالمغناطيس فقد كان يظن بأن النظر إليها مسرة إلى أن خطى بقلبه إلى جنتها في الليلة الماضية فقد تذوق معها النعيم و عرف الهناء الطريق إلى قلبه الذي هجره النعاس خشية أن يكن قربها حلما ساحرا يتبدد بآخر حين يغلق جفونه
حلا
صدح صوته المشتاق ليحثها على الأستيقاظ فقد طغى شوقه و فاض به القلب فتململت بنعومة سلبت أنفاسه فتابع بصوتا أجش
اصحي بقى .. وحشتيني !
اخترقت جملته قلبها الذي اهتز حين أخذ يداعبها بحرية فتدفقت الډماء بقوة إلى سائر جسدها قبل أن ترفرف برموشها ليأثره ذلك الشعاع الأخضر الذي يطل من عينيها فاقترب ناثرا فتات السكر فوقهم قبل أن يقول بلهجه مبحوحة
وحشوني..
اخجلتها
كلماته وأفعاله فقالت بخفوت
لحقوا
ياسين بخشونة
لحقوا ! دانا شويه وهحسد النوم اللى خدك مني ..
حلا بإندهاش
أنت منمتش
لا
ليه أنت كدا هتتعب .. اليوم طويل
راقت له لهفتها فعانق توتيتها بخاصته قبل أن يرفع رأسه قائلا بخفوت
مش مهم .. المهم إنك موجودة معايا و دا في حد ذاته راحة
نقشت كلماته حروفها فوق جدران قلبها الذي تقاذفت دقاته فاهتزت نبرتها حين قالت
قد كدا بتحبني
بحبك أكتر من أي حاجه في الدنيا ..
ارتج
قلبها پعنف جراء كلماته الرائعة و التي لم ترتوي منها أبدا فقالت بدلال
قولها تاني
دلالها كان أكثر ما يمكن احتماله فتبدد إخضرار عينيه و أزداد قتامة و قال بأنفاس محمومة
أنا بقول كفاية كلام بقي .. في حاجات تانيه أهم ..
حلا بدلال
اللي هي
انك وحشتيني ..
حوت كلماته شغفا قاټل أتقن سكبه فوق تقاسيم وجهها قبل أن يجرفها تيار عشقه إلى عالم ساحر يقتصر على كليهما فقط .. عالم لم تستطيع حكايات العشق أن تسطره أو تصل إليه .. كان بارعا في سلبها أنفاسها و اللعب على ثباتها الذي طار أدراج الرياح فأي ثبات أمام رجل مثله ! يعرف جيدا كيف يجعلها تصل إلى قمة السعادة .. تتقلب بين جنان عشقه على جمرات الشوق و لهيب الهوى .. يعزف على أوتار قلبها باحتواءه لها الذي يكن تارة قوي شغوف وأخرى حاني مراعي . يقودها إلى الجنون الذي تعزفه سيموفونياتها العاشقة فيتجدد شوقه مرة أخرى و يتعاظم الشغف بداخله فيبثها إياه بكل ما أوتي من عشق لا ينضب أبدا فقد عرف الطمأنينة بجانبها فهي الشخص الوحيد الذي احتوى جراحه و تخبطاته و امتص جميع أوجاعه ..
أخيرا وصلا إلى غرفتهما فقد ظن بأن ذلك اليوم لن ينتهي أبدا فقام بإغلاق الباب مستندا بكامل ثقله عليه وهو يقول بتعب
مش مصدق أني وصلت ل أوضتنا أخيرا ..
لامست تعبه الواضح فقالت بحنو
معلش عدت الحمد لله .. أدخل خد شاور على ما اجهزلك حاجة سريعة تاكلها و نام لك شويه ..
تأرجحت إبتسامة ساخرة على شفتيه فأبرزت بعمق غمازتيه الرائعتين و أقترب منها بخطوات هادئه تنافي قوته في التمسك بها و احتوائها قبل أن يقول بخشونة
نوم إيه بس دا إحنا يدوب هنقول كلمتين و هنزل ورايا شغل كتير ..
ناظرته باستفهام و شاب القلق نبرتها حين قالت
في إيه يا سليم قلبي واجعني أوي و حاسه أن في حاجة كبيرة حاصلة و أن موضوع مروان دا وراه مصېبة كبيرة.. و مين البنت دي
قاطع حديثها اشتداد حصاره عليها أكثر وهو يقول بخفوت
سلامة قلبك من الۏجع .. متخليش دماغك الحلوة دي تفكر في حاجات وحشة .. و أن شاء الله كل اللي جاي خير ..
قرب رأسه منها ليروي ظمأه فإذا بهاتفه يرن فحبس أنفاسه الغاضبة و أسند جبينه على خلصتها و هو يتمتم
حتى الكلمتين مش لاحق أقولهم ..
لون الخجل ملامحها و أخفضت رأسها فزينه بغرس ورودا حمراء تروي مدى تأثره بها و عشقه لها قبل أن يبتعد قائلا پغضب مخاطبا هذا المتصل الذي يعلم هويته جيدا
خلاص يا سالم هتوضي و أصلي ارحمني من العيلة دي يارب ..
توقف إثر سماعه ضحكتها و الټفت مغازلا
طب بزمتك حد يسيب الضحكة القمر دي و يروح للأشكال الغلط دي
اختلطت ضحكاتهم و خرج سليم من الحمام فتوجهت إليه قائلة بنبرة يشوبها الحرج
سليم
لا سليم إيه أنا متوضي يا بنتي ..
اندهشت من كلماته و صاحت مستفهمة
طب فين المشكلة و أنا