قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
الرئيسي فوجدت إحدي الخادمات فأوقفتها قائله بلطف
لو سمحتي ممكن تبعتي حد بالفطار لجنة !
كادت الخادمة أن تجيبها و لكن صدح صوت خلفهم يقول بتهكم
إيه هي السنيورة مش عايزة تشوفنا ولا إيه
رفعت فرح رأسها تطالع همت التي كانت تتدلي من الدرج و هي تناظرها پغضب فلم تجبها فرح و واصلت الحديث مع الخادمة قائله بلطف
و لو سمحتي أعمليلي فنجان قهوة و هاتيهولي علي أوضه المكتب
.
أغضب تجاهلها تلك التي كانت تود إفتعال شجار معها عله يهدأ من نيران ڠضبها و لو قليلا لذا توجهت قائله بصوت حاد
أنتي .. أنا مش بكلمك . مبتروديش ليه مفيش أي إحترام
كان كل هذا يحدث أمام الفتيات الثلاثه سما حلا ساندي و قد كانت نظرات الشماته تحاوطها من كل جانب فڠضبت كثيرا من أسلوبها في التحقير منها لذا قررت إيقافها عند حدها أمامهم فرفعت رأسها بعنفوان و قالت بقوة
لما تدي الإحترام وقتها تبقي تطلبيه ! دا أولا . ثانيا ليا إسم و أسمي . فرح . أنسه فرح عمران. ثالثا بقي و دا الأهم . سؤالك أسخف من إني أرد عليه ! عشان كدا مش هرد . عن إذنك
أوشكت على المغادرة فأوقفها حديث همت الساخر حين قالت
طبعا هستني إيه منك غير قله أدب و قلة ذوق . الله يسامحه إللى حدفكوا علينا
تخطت وقاحتها حدود المسموح لذا إلتفتت فرح تناظرها پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
لو مش عايزة تشوفي فعلا قلة الإدب أتجنبيني ! و خليكي فاكرة أننا مغصوبين عليكوا أكتر ما أنتوا مغصوبين علينا . و كلها كام شهر و جنة تولد و أخد أختي و أبنها و أمشي
من هنا و نرتاح و نريحكوا !
إحتدت نبرتها كثيرا حين قالت جملتها الأخيرة حتي جفلت همت التي لم تتوقع أن ترد الصاع صاعين و ظنت بأنها قد تخيفها و لكن علي العكس هي من أخافتها . دام صراع النظرات لثوان قبل أن يقطعه صوت صارم جاء من الخلف
إيه يا همت أتعودنا نعامل ضيوفنا بالشكل دا
إرتفعت أنظار فرح إلي تلك السيدة التي كانت تدق بعصاها أرضا و هي تنزل من علي السلم و عيناها معلقه بهم و لكنها لم تتأثر مثقال ذرة علي عكس همت التي تراجعت للخلف و قد بان علي ملامحها لمحات الخۏف و تجلي في نبرتها حين قالت
أنا مقولتش حاجه هي إللي ما صدقت تمسك فيا و كل دا عشان بسأل ليه جنة مجتش تفطر
معانا !
إرتفع إحدي حاجبيها الجميلين بسخرية و هي تطالع تخاذل همت أمام أمينه التي قالت بوقار
طولي بالك يا همت هما لسه متعودوش علينا و لا عرفوا طبعنا . بكرة أن شاء الله يعرفوه و يتعودوا عليه !
كانت تشعر بشئ مبطن بين كلماتها و أيضا لم تكن مرتاحه لنظراتها و لكنها تجاهلت كل شئ و قالت بنبرة قويه
و طبعكوا بيقول أنكوا تغلطوا في ضيوفكوا يا حاجه
لا طبعا مين غلط فيكي
هكذا تحدث أمينه بهدوء مثير للشك بادلتها إياه فرح حين قالت
الغلط عارف مكانه يا حاجه و أنتي كمان عارفاه ! فمالوش لازمه الكلام . و عموما زي ما قولت للحاجه همت كلها كام شهر جنة تولد و نمشي من هنا و نرتاح و نريح !
قالت كلمتها الأخيرة و هي تنظر إلي همت و الفتيات خلفها نظرات ذات مغزى فبادلوها النظرات بآخري حانقه فأجابتها أمينه قائله بغموض
متحكميش علي بكرة يا بنتي . دا لا في إيدي و لا في إيدك . دا في إيد المولي عز و جل .قادر يغير كل شئ في غمضة عين .
لم ترتاح لحديثها و لا لنظراتها و لكنها هزت رأسها قائله بهدوء
ونعم بالله يا حاجه . عن إذنك سالم بيه مستنيني في المكتب !
ما أن تقدمت خطوتان إلي غرفة المكتب حتي توقفت قائله بإستفزاز
آه.. متنسوش تبعتوا الفطار
لجنة . و ياريت ميتأخرش !
توجهت بخط واثقه إلي المكتب و رأس مرفوع بعنفوان أصاب الجميع بالدوار من شدة الغيظ فكان أول المتحدثين همت التي قالت بإنفعال
شايفه يا أمينه بتتعامل معانا إزاي
كانت نظراتها غامضه و ملامحها لا تفسر حين إلتفتت إلي همت قائله بوعيد
الصبر حلو يا همت . بيقولوا عليه مفتاح الڤرج !
دلفت إلي المكتب بعد أن سمح لها
بالدخول فحاولت إرتداء قناعها المعتاد حين توجهت بخط واثقه إلي حيث يجلس و لكنه لم يكن ينظر إليها بل كان منكبا علي الأوراق التي أمامه و ما أن وصلت إليه حتي نالت ساعته الثمينة إلتفاته منه تشير إلي تأخيرها فأغضبها ذلك كثيرا و خاصة حين قال
أول يوم تأخير ١٢ دقيقه بالظبط عن المعاد المتفق عليه ! واضح
أنك بروفيشنال فعلا!
خرجت الكلمات حانقه من بين