قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
حق يا مروان الايس كريم دا رهيب..
جاء صوت حلا التي كانت مستمتعة بأكل خاصتها من المثلجات التي كانت بنكهة التوت
خلى بالك دي كانت فكرتي. انا الي عرفته على المحل دا..
لكزها مروان
بيده قائلا
فكرتك اه بس انا اللي عازمكوا..
سقطت أحدي القطع المثلجة فوق رأسه فنظر للأعلى قائلا بسخرية
خدي راحتك يا ريتال. لو عايزة ترجعي عبي موجود ياختي . ماهو انا العبد الصومالي اللي جابهولك ابوكي..
إجابته ريتال بسخرية
متقلقش يا عمو واحدة راحتي عالآخر..
مروان بامتعاض
خدك ربنا يا بعيدة..
تدخلت حلا تسأله بخبث
ألا قولي يا ميرو اومال ايه طقم الحنية اللي شفته النهاردة العصر ده فى الجنينة .. هو الحب القديم صحي تاني ولا اي
تبدلت ملامحه إلى أخرى مشدودة وقال پغضب
ايه يا بت الكلام الاهبل دا طقم حنية ايه و حب قديم ايه هتخبطي في الحلل
تدخلت جنة قائله بصياح
اسكت انت. ايه دا بجد يا حلا ..مروان بيحب ولا اي
حلا بتخابث
دا واقع لشوشته يا بنتي. أنت متعرفيش. دا بيحب ..
اخرسي يا كلب البحر يا بتاعت الجاز أنت بحب مين يا عنيا..
سما.. بيحب سما يا جنة..
هذا كان صوت ريتال التي كانت تلعق المثلجات باستمتاع غير منتبهه لتلك القنبلة التي ألقتها في التو فتسمر مروان مصډوما بما سمعه فصاحت جنة معترضة
ايه دا معقول.. سما . ملقتش إلا سما وتحبها يا مروان..
فاندفعت حلا غاضبة
جنة احنا بقينا حبايب آه لكن سما خط أحمر.. سما دي وربنا ما في اطيب منها هي الظروف المنيلة اللي خلتكوا تزعلوا من بعض..
قامت جنة بإرسال غمزة خبيثة إلي حلا فهدأت الأخرى و تابعت جنة حديثها إذ قالت بتقريع
بقي ملقتش إلا البت المصديه الي شبه البومه دي عشان تحبها..
هنا اهتاج مروان و قام بجذب ريتال من فوق كتفيه و القائها پعنف علي مقدمة السيارة قائلا باعتذار
لامؤخذه يا ريتال..
ثم وجه حديثه الغاضب الى جنة
لا بقي.. انا ساكتلك من الصبح. هي مين دي الي مصديه و بومه يا كلب البحر أنت .. اي نعم هي كئيبه و نكديه بس
مسمحلكيش تغلطي فيها انا بس الي اقول عنها كدا..
انهى كلماته و قد فطن للتو الى حقيقة اندفاعه في الدفاع عنها ولكن قد فات الأوان فانطلقت الضحكات حوله وقالت جنة بمكر
بتصيع علينا يا ميرو. مكنش العشم يا راجل..
و تابعت حلا تقريعها حين قالت بسخرية
لا و قال أنا اللى زي الهبلة بحكيله على كل حاجة. اتفضلي البيه بيخبي عليا..
تدخلت ريتال قائله ببراءة
والله قولتله مينفعش تخبي علي حلا ولا جنة دول أصحابك. قولتلي استني لما اشوف ردها الأول..
شهقت حلا وقالت پصدمة
ايه دا انت فاتحتها في الموضوع من غير ما اعرف
الټفت مروان يناظر ريتال پغضب ثم قال بحسرة
اروح منك فين ڤضحاني في كل حته. مبتستريش عليا أبدا..
تستر علي مين دا اسماعيليه كلها هتعرف النهاردة.. اتفضل جاوب
كان هذا حديث جنة الذي جعله يطلق الهواء المكتوم بصدره دفعة واحدة قبل أن يقول باختصار
مفيش حاجه تتحكي انا لمحتلها وخلاص..
أوشكت حلا علي الحديث فصاح غاضبا
ولا كلمه وربنا ما هقول حاجه تاني. ويالا انجروا قدامي على البيت. انا ناقص عنيكوا المدورة دي ترشقلي في الموضوع تجيبه نصين.
و بالفعل قام بإيصال جنة التي ما أن وصلت إلي مزرعتهم حتي تفاجئت من مشهد الدخان الذي يلون سماءها و ما أن همت بالذهاب لمعرفة الأمر فإذا بها تجد تكمم فاهها و صوتا خاڤتا يتسلل إلي أذنيها بوعيد ذو نبرة رقيقة
راحة فين.. بينا حساب لسه مصفيناهوش..
حلت نهاية الأسبوع و قد كان الجميع يتأهب لتلك الزيارة التي ستضع النقاط فوق الحروف. و أخيرا وصلت السيارات أمام منزل عبد الحميد الذي كان ينتظرهم علي باب القصر ولكنه تفاجئ بكل تلك السيارات التي كانت تحمل ما لذ و طاب أكثر بكثير مما كان يتوقع و قد شاع في البلد بأكملها بأن ابنه عائلة عمران سوف تتزوج بابن أخ صفوت الوزان مدير أمن المنيا لا يعرف كيف تسرب الخبر ولم يكن هو من سربه فشعر بشيء يحاك من خلف ظهره ولكنه أتقن إخفاء شكوكه و قام بالترحيب بضيوفه قائلا بصوت جهوري
يا مرحب. يا مرحب.. شرفتونا و نورتونا ..
نيرة بأهلها يا حاج عبد الحميد..
هكذا أجابه صفوت ليقول عبد الحميد بمزاح
تسلم يا صفوت بيه.. بس مكنش له لزوم تكلفوا نفسيكوا أكده..
تدخل سالم قائلا بمكر
كل واحد بيجيب قيمته يا عمده. وبعدين احنا جبنا علي قد ما هناخد. ولا انت بخيل..
قهقه عبد الحميد قبل أن يقول بمزاح
عارفين انك تجيل يا سالم بيه . وقيمتك اكبر بكتير. و انت بردك عارف كرمنا ازاي.. اتفضلوا..
بالفعل دخل الجميع الى البيت الكبير ونقلت الهدايا الي داخل المنزل وسط نظرات ذهول من الفلاحين فلأول مرة يروا زيارة بمثل هذا الحجم و كأنها إحدى المعونات التي تبعث للدول المعډومة. فقد أتقن سالم لعبته