للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

عشان اسلوبي معاك آخر مرة كان وحش . حقك عليا . أسفه .
قال كلمتها الأخيرة و اتبعتها بدمعه جعلت مراد ينتفض من مكانه يتآكله شعوره بالذنب تجاهها فأخذها داخل أحضانه و قال بأسف حقيقي 
_ حقك عليا يا بنتي انا اللي آسف . انا اللي اهملتك و ظلمتك كتير . انا مش زعلان منك . ليك حق تقولي و تعملي اكتر من اللي عملتيه . انا مقدرتش مشاعرك بس ڠصب عني مۏت ميرفت كان صدمة بالنسبالي و كمان مكنتش اقدر اسيب زين لوحده اكتر من كدا كان لازم اجيبه يعيش وسط أهله . زين يتيم و اتحرم من امه في وقت هو محتاجلها فيه اوي .
قاطعته نيفين بلهفه مصطنعة 
_ متبررليش يا بابا . دا حقك و حقه . حقه يعيش وسطنا . انا صدقني مش ضده بالعكس . أنا بحاول أأقلم نفسي على وجوده . انا بس ليا رجاء واحد عندك .
أجابها مراد بلهفه.
_ أؤمريني يا حبيبه بابا .
أتقنت نيفين تزييف ملامح وجهها و ذرف العبرات من مقلتيها تزامنا مع كلماتها التي كافيه لزلزله الجبال 
_ متنسانيش وسط اهتمامك بزين . متقولش دي كبيرة و خلاص مش محتجاني . اديني و لو جزء بسيط من وقتك .. عشان أنا محتجالك اوووي .
شقت كلماتها قلب مراد الى نصفين فأخذها الى داخل أحضانه و هو يردد عبارات الاسف و فرت الدموع من عينيه و اخذت تتقاذفه وخزات الندم على ما أوصل ابنته إليه هو أن
تترجاه ليعطيها بعضا من وقته و ألا ينساها غافلا عن تلك البسمة الساخرة المرتسمه على شفاه الأفعي ليقول مرات بصوت مبحوح من فرط التأثر 
_ وقتي كله ليك يا حبيبتي . حقك عليا مرة تانيه اني وصلتك الحاله دي . اوعدك من النهاردة مش هغيب عنك تاني و لا هخليك تحتاجيلي تاني و متلاقينيش . هكون دايما جمبك و في ضهرك و هحميك من كل حاجه وحشه و أولهم أمك .
فقد أخبرته صفيه بما حدث من سميرة قبل أيام لتقاطعه نيفين بلهفة مقصودة لزرع بذور الشك في قلبه 
_ ياريت يا بابا تحميني منها . ياريت متخلنيش احتاج لها تاني انا عايزة انسي أنها امي .
قطب مراد ما بين حاجبيه لكلمات ابنته الغريبه و قال باستفهام 
_ ليه يا نيفين حصل منها ايه عشان تقولي كدا 
اصطنعت نيفين التوتر و هبت من مكانها معطيه مراد ظهرها و قالت بتلعثم مقصود 
_ م . مفيش . مفيش حاجه .
زادت شكوك مراد من مظهر نيفين و طريقه تلعثمها في الحديث ليقول بحدة طفيفه
_ نيفين . بصيلي هنا و قوليلي في ايه 
التفتت إليه نيفين قائله باڼهيار 
_ مفيش حاجه . ارجوك متضغطش عليا اكتر من كدا .
انهت كلماتها ثم هرولت خارج الغرفة و أغلقت الباب خلفها و هي تشعر بالانتصار بعد هذا العرض المسرحي فها هي أولى خطواتها قد نجحت نجاح عظيم 
_ ممكن اعرف انت موديني على فين 
كانت تلك

الكلمات لهند التي أخذها رائد في رحلة غامضة و الذي جعل الړعب يدق في قلبها خوفا من أن يعيد فعلته الدنيئة معها مرة آخرة فأجابها هو بلهجة حانية قلما تظهر منه 
_ من وقت ما خرجنا من الشركه و انت مش على لسانك غير السؤال دا . ممكن تثقي فيا شويه 
تحدثت هند و قد كانت كلماتها تقطر الما و مرارة 
_ ما انا وثقت فيك قبل كدا و النتيجة كانت ايه معتقدش اني ممكن اثق فيك تاني !
ذكرته كلماتها بذنب مغروز كالشوك في قلبه و لكنه حاول أن يغير مجرى الحديث و أن يضفي بعض المرح على الأجواء 
_ ورد عامله ايه في الدراسة لسه بردو بتعمل بطنها ۏجعاها عشان متروحش المدرسه 
توترت هند لسؤاله عن أختها فمنذ ذلك اليوم المشؤوم و هو لم يسأل عن أحد من أفراد أسرتها فلماذا يسأل الآن ترى هل علم بما تخطط له حاولت أن تسيطر على توترها حتى لا يظهر في نبرة صوتها و قالت باقتضاب 
_ كويسه الحمد لله . عادي هي ورد هتتغير !
قهقه رائد و هو يتذكر موقف حدث أمامه من تلك الشقيه ورد و قال من بين ضحكاته
_ مش قادر انسى منظرها لما عملت مغمي عليها هنا في العربيه و قال ايه ضغطها وطي و كل دا عشان متروحش المدرسه ! تصدقي وحشاني و نفسي اشوفها .
قال جملته الأخيرة و هو ينظر إليها نظرة ذات مغزى فشعرت بالړعب يدب في أوصالها من حديثه ونظراته لتلتفت الى الجهة الأخرى خوفا من أن يرى ذلك الخۏف المرتسم على ملامحها وهي تدعو الله في سرها بألا يكون قد كشف مخططها ليقف هو السيارة و يقوم بوضع أصابعه تحت ذقنها و أدار رأسها تجاهه ثم نظر داخل عينيها قائلا بنبرة مشبعة بالذنب 
_ انا عارف اني أذيتك و ظلمتك
تم نسخ الرابط