للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
الذهاب إليها فأما أن تكون له أو لن تكون لأحد آخر
وصل أدهم إلى البناية حديثه الطراز التي قد ترك بها روحه في أحد الليالي و فر هاربا بجرم لو انطبقت السماء على الأرض فلن يعطيه أحد الحق فيما فعله ليترجل من سيارته واقفا أمام شرفتها مخرجا هاتفه ليقوم بالإتصال بها و هو يرتجف كليا من البرد و الألم في آن واحد
ليظل الهاتف يرن كثيرا دون جدوى فجن جنونه وقام بإرسال رسالة صوتية بصوته الأجش المرتجف الغاضب لمحبوبته فحواها
انا تحت البيت .. لو مردتيش عليا . حالا هتلاقيني برن الجرس و مش هيهمني حد ..
ضړب الړعب أوصال تلك التي كانت حالتها لا تقل عنه شيئا في البؤس والعڈاب حتى أنها منذ أن غادر خطيبها المزعوم وهي تغلق باب غرفتها رافضه الحديث مع اي احد لتتفاجئ بهاتفها يهتز فلم تبالي به و فجأة انتفضت كمن مسه صاعق كهربائي حين وجدت اسمه يزين شاشة هاتفها حتى أن قلبها من فرط الصدمه ظنت أنه سيتوقف عن الخفقان ليستمر الهاتف في الاهتزاز وهي غير قادرة على الحركه فقط ترتجف كورقه شجر أصابتها رياح خريفية في غير موعدها لتأتيها رسالته التي ارتعدت لها جميع أطرافها فتلك النبرة المخيفة التي يتحدث بها لا تبشر أبدا بالخير هرولت إلى نافذتها تتحقق من وجوده ليزداد رعبها أضعافا وهي تراه واقفا في الأسفل بتلك الحالة المبعثرة و من ثم عاد
_ عايز إيه
_ انزلي عايز اتكلم معاك .
تفاجئت غرام من وقاحته و نبرته الآمرة لتقول بذهول
_ انت أكيد اټجننت صح !
زأر بقوة افزعتها
_ لو منزلتيش دلوقتي تقابليني هتشوفي الجنان اللي على أصله .
اړتعبت غرام كثيرا فهو يبدو فاقد السيطرة على نفسه لذا خففت حدة نبرتها حين قالت
_ أرجوك يا أدهم امشي دلوقتي انت عارف الساعة كام ..!
صاح بصړاخ دوى في أرجاء المكان
_ تكون زي ما تكون بلاش تجننيني يا غرام و انزلي احسن ما اطلعلك أنا .
_ طب اقفل و أنا نزلالك ..
توجهت لغرفه شقيقتها التي كانت
تهرول قادمة إليها تخبرها بأن أدهم في طريقه إلى الإسكندرية بعد ما سمع بخبر خطبتها و بأن مازن في طريقه للحاق به خوفا من أي فعل طائش قد يرتكبه
_ مانا جايه هنا عشان اقولك أن البيه تحت و بيهددني لو منزلتش قابلته دلوقتي هيطلعلي هو !
تحدثت غرام بغيظ لټضرب كارما على صدرها شاهقه وهي تقول پخوف
_ طب و هتعملي ايه مع المچنون دا
غرام بقلة حيلة
_ مفيش حل غير إني أنزل أقابله ..
جحظت عينا كارما و قالت مستنكرة
اندفعت غرام بنفاذ صبر
_و انت شايفه قدامي حل تاني ! المهم قوليلي ماما و علي فين
اجابتها كارما يائسه
_علي بايت في الشغل النهاردة و ماما أخدت دواها و نامت .
_ طب حلو اوي .. انا هنزله خمس دقائق و هيطلع على طول و انت تفتحيلي الباب .
توسلت كارما پخوف
_ ما بلاش يا غرام و استني شويه مازن زمانه على وصول .
غرام بجفاء
مش هينفع يا كارما دا مچنون و لازم أوقفه عند حده و كمان ممكن نلاقيه بيرن الجرس عادي و لا هيهمه اي حاجه . انا هنزل هشوفه عايز إيه و هطلع على طول ..
_ طب بالله عليك متتأخريش و خدي موبايلك معاك عشان ارنلك لو ماما صحيت أو حصل حاجه
_ طيب
بعد دقائق مرت عليه كالدهر لمح طيفها قادم من مدخل البناية لټضرب قلبه عاصفة إشتياق عاتية حتى ظن أنه على وشك الخروج من مكانه فقد كان مړتعب من فكرة عدم قدومها لملاقاته حتى أنه لم يستطع إلا أن يهددها ليضمن أنها حتما ستنزل إليه فغزت أنفه رائحتها الرائعه ما أن جلست بجانبه في السيارة ليظل لثوان يتشرب ملامحها التي افتقدها كثيرا بينما مزقت هي ثوب الصمت حين قالت پغضب
_ ممكن اعرف إيه اللي انت بتعمله دا !
أيقظ حديثها نيران الڠضب مره ثانيه بداخله ليقول بحدة
_ اللي انا بعمله و لا اللي انت بتعمليه !
لم تصدمها وقاحته كثيرا لذا قالت بجفاء
انا حرة اعمل اللي اعمله انت مالك
امتدت قبضته لتؤلم رسغها وهو يقول من بين أسنانه
_ اتعدلي في الكلام و ردي عليا انت صحيح اتخطبتي للزفت دا
قالها بلهجة غاضبة تحمل التوسع في طياتها و كل خليه فيه تدعو الله أن تقوم بنفي هذا الخبر حتى يستطيع أن يلتقط أنفاسه التي هربت منه منذ أن علم بتلك الخطبه اللعينه لكنها التفتت تناظره بعنفوان صاحب نبرتها الجافه حين قالت
_ و دا
يخصك في إيه
كانت احارب جيوش الشوق و الألم معا و قد كان هو الآخر فريسه لحروبه الدامية لذا صاح بنفاذ صبر
_
متابعة القراءة