للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

ردي عليا 
تعمدت غمس خنجرها بقلبه برويه تجلت في لهجتها الجافة حين قالت
_ أيوا اتخطبتله . اقدر اعرف دا يخصك في ايه 
جاي هنا في الوقت دا ليه .. 
نفذ خنجرها المسمۏم إلى أعماق في قلبه محدثا آلام تفوق طاقة البشر فغافله الألم و تساقط على هيئة عبرات هاربه من مقلتيه ليقول بنبرة محشوه بالۏجع 
_ و قدرتي 
هناك خيطا مدببا يفصل بين اڼهيارها و بين النجاة بكبريائها ولكن الأخير كان له الغلبة لتستطع بشق الأنفس أن تخرج نبرتها جافة خالية من أي مشاعر 
_ و مقدرش ليه ايه يمنعني من اني ارتبط زي كل البنات ! و لا انت كنت مفكر اني هقعد اعيط عشان حبيت واحد طلع ميستاهلش ..
تبلورت السخرية الممزوجه بالأسى في نظراتها و تناثر الألم من بين حروفها حين تابعت
_ واحد غدر بيا و كسر قلبي و شك فيا و عاملني علي إني واحده رخيصه . و كل دا ليه عشان وثقت فيه و اعتبرته راجل و آمنته على قلبي !
تعانق الذنب مع الۏجع و انهمرت كلماته الملتاعه تمزق جوفه من فرط الألم 
_ مش يمكن الراجل دا اتعذب قد مانتي اتعذبتي مليوون مرة !
استنكرت كلماته و وجعه الذي لم يمس حدود قلبها أبدا 
_ اتعذب ! ليه هو عنده قلب زينا عشان يتعذب 
باغتها اعترافه بتلك اللهجة المبحوحة من فرط الألم 
_ مكنش عنده قلب قبل ما يعرفك . قلبه كان ماټ من زمان و بسببك

رجع ينبض من تاني . 
ردد قلبه وكذلك شفتيه اعلان امتلاكه لها 
_ يا غرامي ..
كانت كلمات بسيطة و لكنها أضرمت النيران في قلبها الذي استنكر تلك الياء التملكية في حديثه و صاحت پعنف 
_ ماتقوليش الكلمة دي تاني . انا مش غرامك مش بتاعتك مش اخصك عشان تقولي كدا . فاهم !
لم تكن لهجته اهدأ من لهجتها بل كانت أعنف حين صړخ قائلا
_ لا بتاعتي ! بتاعتي من أول يوم شفتك فيه . انت اللي لازم تفهمي دا كويس و اعرفى إن ورحمة أبويا ما هسمح لحد أبدا ياخدك مني فاهمه .. 
كانت كلماته كفيله بجعل قلبها يطير إلى أعالي السحاب من فرط السعادة و لكن لو كان ذلك قبل أن يقوم بكسر جناحيها لتشعر بأنها طير صغير كسر جناحيه قبل أن يستمتع بالتحليق بهما فأي شئ في هذه الحياة قادر على أذاقته طعم السعادة ثانية 
لون الحزن تقاسيمها فقد اضناها كل ذلك الألم الذي اختبرته منذ تلك الليله المشئومه و حتى خطوبتها المزعومة من ذلك الطبيب فشددت على كل حرف تتفوه به 
_ إتأخرت كتير يا أدهم بيه أنا خلاص بقيت لواحد تاني غيرك و شايله إسمه و اللي كان بينا ماضي و انتهى و ياريت تبعد عني و تنساني زي ما انا نسيتك !
ما أن أنهت حديثها الذي اشعل النيران بقلبه حتى ترجلت من السيارة مهروله لا ترى أمامها من كثرة العبرات الذي ذرفتها روحها ولكن أوقفتها ذراع مازن التي التقطتها ما أن تعثرت حتى كادت أن تسقط أرض فرفعت رأسها ناظرة إليه بحزن يقطر من بين حروفها حين قالت تتوسله 
_ قوله يبعد عني يا مازن . انا مبقتش عايزه .
كفايه اللي شفته منه . خليه يسبني في حالي ويبعد عني بقى . أبعده عني أرجوك .
صدم مازن من مظهرها المزري و هذا الحديث الذي تفوهت به يشرح كم تأذت بسبب صديقه التي ما أن لحق بها حتى تجمدت الډماء في أوردته من كلماتها التي تقطر لوعة جمدته في مكانه فلم يجرؤ على التقدم خطوة واحدة فحديثها و اڼهيارها افصحا عن مدى المعاناة و الألم اللذان تجرعتهم تلك المسكينة على يديه.
صمت آذانه بعد كلماتها و بقيت نظراته معلقة عليها تتابع انسحابها إلى الأعلى بنظرات منكسرة ليوقن بأنه قد خسرها للأبد ...
بعد ذلك الخروج العاصف لأدهم و يليه إستئذان مازن السريع ليلحق به بعد ما دار بينه و بين يوسف حديث سري لم يستغرق سوي بضع دقائق حتي شعر جميعهم بوجود خطب ما ليقول رحيم پغضب 
_ هو في إيه الولد المچنون دا خرج ليه كدا .. 
_ الجنان دا مش جديد على أدهم يا جدو دا العادي بتاعه .
تحدثت نيفين بلامبالاه لتسخر منها روفان قائله 
_ والله يكون مچنون أحسن ما يكون حشري و بيدخل في اللي مالوش فيه .
هتفت نيفين پغضب من إحراجها أمامهم 
_ قصدك ايه يا روفان انا حشريه ! و بدخل في اللي ماليش فيه 
تدخلت صفيه لقمع شجارهم قبل أن يبدأ قائله 
_ روفان اكيد متقصدكيش يا نيفين .
ثم اتجهت بأنظارها إلى رحيم لتقول بهدوء 
_ يمكن افتكر حاجه مهمه يا بابا فخرج بالطريقه دي معلش اعذره ..
لم يفلح حديثها في إخماد ڠضب رحيم الذي قال باستنكار 
_ حاجه ايه دي اللي مهمه لدرجه انه حتى مرماش علينا السلام و لا احترمك لما ناديتي عليه .
تم نسخ الرابط