للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
نظراته الضائعه فدنا منه بخطوات سلحفيه و سأله بتمهل خوفا من إجابته
_ مالك يا مازن في ايه
اجابه مازن بلهجة مرتعبه
_ كارما و غرام اتخطفوا ..
إن لم تكن وطني فلماذا أشعر بالغربه كلما ابتعدت عنك .
نورهان العشري
أخذت كاميليا تنظر إلى هذا الملاك النائم بجانب روفان في مخدعها منكمشا على نفسه و كأنه يشعر بمدى برودة هذا القصر حتى في منتصف آب لتقوم بتمرير يدها على ملامحه الجميله فهي
تشعر نحوه بنوع من الألفة لم تعهدها من قبل و لكنها رجحت ذلك لتشابه ظروف كلا منهما لمثل هذا الموقف عند رحيل والديها فكل ما كانت تحتاجه حينها هو عناق يبثها الدفء و الطمأنينة إلى أوصالها و الحقيقه بأن يوسف كان ذلك الصدر الحنون الذي امتص جميع أحزانها و حاول مداواة چروحها و كان دائما الحصن المنيع الذي احتمت به من شرور هذا العالم ..
_ صباح السكر على أحلى زين في الدنيا .
أجابها الصغير بخجل بعد أن استيقظ تماما
_ ثباح الخيل .
_ ها بقى يا بطل قولي نمت كويس
_ الحمد لله .
قالها الصغير بحزن ارتجف له قلب كاميليا
_ ايه يا حبيبي مالك زعلان ليه
_ ممتي كانت دايما تثألني الثؤال دا لما اصحى من النوم
شعرت كاميليا بوخزات الحزن تنغز في قلبها و تساقط الحزن من بين عينيها تأثرا و شفقه على ذلك الصغير
_ مش احنا قولنا أن ماما سافرت عند ربنا و أنها في مكان جميل اوي دلوقتي .
_ بس . انا. عايزها . وحستني . اوي .
كاميليا بحنو
_ بص هنتفق اتفاق بما ان انا ممتي كمان عند ربنا فهقولك انا بعمل ايه لما توحشني . لما ماما توحشك اوي بص السما و قول ربنا يرحمك يا ماما و بعدين اقعد احكيلها و اتكلم معاها هي سمعاك و شيفاك و حاسه بيك .
زين بلهفة
_ بجد يا كامي يعني مامي سمعاني و شيفاني دلوقتي
_ بجد يا روح كامي و تقدر تقولها كل اللي نفسك فيه ..
هب الطفل ملهوفا من مخدعه وهو يقول
طب اوعي كدا بقي .
توجه للشرفه و قال ببراءة وهو يلوح بيديه ناظرا نحو السماء
عاندته العبرات و تناثرت على وجنتيه الجميلتين قبل أن يتابع بحزن
_ انت وحستيني اوي يا مامي . و نفسي احضنك مرة واحده بس . عسان انت سافرتي من غير ما اعلف و ملحقتس احضنك .
انفطر قلب كاميليا لمشهد ذلك الطفل و الذي جسد معاناتها عند رحيل والديها فقد كانت تأتي ليالي تتمني لو أنها استطاعت أن تعانق والديها و لو لمرة واحده قبل رحيلهم فأخذت العبرات تنهمر بغزارة على وجنتيها دون أن يكون لها القدرة على إيقافها لتتفاجأ بتلك اليدان التي احتوتها من الخلف فعرفت هوية صاحبهما على الفور فألقت برأسها إلى الخلف ليحتوي كتفه ۏجعها فلطالما كان هو حصنها المنيع الذي تتكئ عليه في كل حروبها و أزماتها .
_ انا حاسه بيه أوي . انا شفت
اللي هو شافه دا و جربت اللي هو جربه .
شهقه مټألمة انبعثت من جوفها قبل أن تتابع بلهجة مشجبة
_ انا وقفت زيه كدا بالظبط و اتمنيت نفس الامنيه دي . كان نفسي بس في حضڼ منهم قبل ما يسبوني و يمشوا . كنت عايزة اشم ريحتهم لآخر مرة
تعانق الألم بالحرمان في قلبها فانسابت الحروف مذبوحة من بين شفتاها
_ انا عايشه الۏجع دا لحد دلوقتي و لسه نفس الامنيه دي جوايا يا يوسف . مهما عدت السنين هفضل اتمناها . هفضل أتمناها لحد ما اروح لهم .
تعاظم أنينها وهي تنعي أمنية كانت ولازالت مستحيلة
_ عارف لما تبقي أمنيتك الوحيدة في الحياة مستحيله و انت عارف دا بس مش قادر تبطل تتمناها
فما أسوأ الرحيل الذي يأتي بغتة دون أن يترك لك الوقت واخد أخير فتظل واقفا عند هذه اللحظة عمرا بأكمله تردد عبارة ياليت الزمان يعود يوما .
قالت كلمتها الأخيرة تزامنا مع سقوطها بين يديه ليقوم باحتوائها و إدارتها لتكون في مواجهته
متابعة القراءة