للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
العجوز تأثر لتلك النبرة اليائسه التي يتحدث بها حفيده و لكن هذا ليس وقت الضعف خاصة لمن لم يعتاده فأخذ يشحذ بعضا من قوته الذي أفقده إياها المړض و قال بصوت قوي
_ إجمد كدا يا على . أن شاء الله هنلاقيهم . انا هقلب الدنيا لحد ما ارجع بنات ابني بيتهم سالمين . متقلقش . انت مش لوحدك انا في ضهرك و اللي عمل كدا هيتحاسب أشد الحساب أنه فكر بس يقربلهم .
لا يدري لما شعر ببعض من الارتياح لحديث جده و لكن كبرياؤه أبى أن يقبل بمساعدته فنفض عنه ثوب اليأس و تنحنح قليلا ثم قال بثبات
_ شكرا يا هاشم بيه مش محتاج مساعدتك و أنا هعرف ارجع إخواتي حتي لو على رقبتي .
_ طبعا يا ابني انت تقدر تعمل كدا و أنا معنديش شك انك تقدر ترجع إخواتك و تحافظ عليهم بس دول بنات ابني و ليا حق فيهم و مش هقدر اقف ساكت و هما مخطوفين كدا . ياريت تسبني اساعدك يا علي و اقف في ضهرك .
اهتز علي داخليا من رجاء جده المبطن و شعر بأنه يجب أن يضع مصلحة شقيقتيه اولا ليزفر بتعب قائلا
_ لو احتجت حاجه هقولك .
تحدث الجد بارتياح
_ و أنا هبعتلك اللي يبقى رهن إشارتك و هيمشي بامرك انت بس شاورله . دول بناتنا يا علي شايلين اسم الرفاعي شرفنا وعرضنا يا ابني و
انهى علي مكالمته و قد شعر بأن الهواء قد نفذ من رئتيه و فاغمض عينيه بتعب يناجي ربه بأن يرشده للطريق الصحيح و يخفف عنه هذا الثقل الذي يجثو فوق قلبه وكأن الله استجاب لدعائه ليرن هاتفه معلنا عن مكالمة أكثر من مرحب بها ليلتقطه قائلا في لهفه
_ روفان .
فأجابته بقلب لهيف
_ علي . انا عرفت من كاميليا اللي حصل و قولت لازم اكلمك اطمن عليك .
لأول مرة في حياته يعجز عن الحديث الذي سيتبعه حتما انهار من الدموع التي لا تليق بعنفوانه لتزداد حدة تنفسه و على صوته الذي أخبرها عن مدى معاناته فأردفت بطمأنه
خرجت الكلمات من فمه بحرقه نابعة من احتراقه داخليا
_ يااااااارب . يااااااارب يا روفان يرجعوا بالسلامه .
اضافت بلهجة هادئه نابعه من قلب انثي تحولت أما عندما وقعت في العشق .
_ هقولك على حاجه حلوة . انت اكيد بتدور عليهم و مش واقف لحظه . عايزاك و انت بتدور عليهم اقعد قول لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم كتير اوووي بنيه إن ربنا يحفظهم و تلاقيهم و أن شاء الله ربنا هيردهم ليك في أقرب وقت و هتشوف إن ربنا مش هيكسر بخاطرك و هيطمن قلبك عليهم .
كأن حديثها كان كالبلسم على قلبه و قد أنار له طريقا لا يعرف كيف غفل عنه و هو اللجوء إلى الله سبحانه و تعالى ليقول بحب تجلي في نبرة صوته
_ حاضر . ربنا يخليك ليا .
اهتز قلبها لتلك النبرة التي أسرتها و هذه الكلمات البسيطه التي جعلت الفراشات تحلق في معدتها لتأخذ نفسا عميقا يملؤه عبير العشق قائله بخجل
_ و يخليك ليا .
ثم تداركت الموقف قائله بتوتر
_ لينا يعني يخليك لينا و للناس كلها بما إنك ظابط و كدا .
للحظات بسيطه شقت الابتسامه شفتيه علي توترها و برائتها ثم قال بلهجة ناعمة
_ادعيلي و ادعيلهم .
_ ربنا معاك و معاهم يارب و يجمعكوا مع بعض في اقرب وقت .
امن علي على دعائها ثم ختم المكالمه التي اعطته جرعه كبيرة من الطاقه التي سيسخرها جميعها في البحث عن شقيقتيه لينطلق بسيارته إلى مقر الشرطة للبدأ في جوله جديده من البحث ...
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين إيديهم سالمين
انتهت نيفين من تنزيل برنامج التصنت على هاتف سميرة كي تعرف مع من تتحدث هذه الأحاديث السرية فهي لم تعد تأمن مكر هذه السيدة و يجب أن تعرف كل خطواتها و ما تخفيه عنها فهي واثقه أنها تملك الكثير من الأسرار التي عليها كشفها واحدا تلو الآخر ليهاجمها ذلك الصداع الذي كان يلاحقها في الفترة الأخيرة دون أن تعرف له سبب فقامت بالذهاب الى غرفتها و الجلوس على اقرب كرسي لتتفاجئ بسميرة تدخل الى الغرفة تنفث النيران من أنفها لتجدها على تلك الحالة من التعب و لكن ذلك لم يجعلها ترحمها لتبدأ بالتنفيس عن ڠضبها بها ككل مرة
_ انت قاعده بتهببي ايه عندك و سايبه البلاوي اللي فوق دماغنا دي
متابعة القراءة