للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
اتمنى أني أكون في كابوس و أصحى منه الاقيني
جنبك
حاولت كظم ۏجعها بشتى الطرق وهي تقول
_ مش انت اللي هتعلمني الدرس قلبي اللي علمهولي
ارتفع رأسها و هي تناظره بعنفوان إمرأة صنعت من رماد حطامها جدار تتكئ عليه
_ لكن لو فاكر إن كاميليا الحسيني هتقدر تكسرها بواحده تانيه و خصوصا لو كانت الواحده دي نيفين فأنت غلطان و غلطان اوي كمان عشان قلبي اللى جابني لحد عندك دلوقتي يشتكيلك منك هو بردو اللي هياخدني من إيدي و يقولي المكان دا مش مكاننا
لم تفلح في إخماد لوعتها وهي تقول
_ اغضب زعق كسر اضرب حتى لو دا هيريحك و يخليك تتأكد إني فعلا اتعلمت من غلطي بس اوعى توجع قلبي كدا تاني
لكنها حتما لن تحتمل تلك النيران و آثارها على قلبها الذي اسودت معالمه جراء هذا الچحيم الذي تحياه
كعادته يفاجئها حين قال بجفاء
_ الإيد اللي تتمد عليك هقطعها يا كاميليا حتى لو كانت إيدي
لن تنكر أن كلماته لها وقع الغيث على قلبها الذي اهتزت اوصاله من فرط المشاعر التي أثارها به و لكنها لن تتراجع حتى تضمن أن طريقهم لم يكن به طرف ثالث لذا قالت بلهجة جاف
_ يعني إيه مفهمتش بردو إيه ردك على كلامي
زفر وجعه و حيرته في آن واحد وهو يقول بغلظة
معنديش رد يا كاميليا بس في نفس الوقت جوايا ڠضب كبير مش هيهدى غير بيك لكن
_ من غير لكن زي ما غلطت هصلح غلطتي و هكون قد ثقتك فيا المرادي والله مش هسمح لحاجه و لا حد أنه يخوفني بس ارجوك سيبني اداوي الچرح اللي اتسببت فيه
ضاع تخبطه أمام لوعتها و رجائها
_ سيب نفسك ليا و أنا هضيع الڠضب دا كله الله يخليك ادي قلوبنا فرصه تانيه
رفع إحدى حاجبيه و قال مستنكرا
_ تانيه !
هتفت بحدة
_عاشرة يا يوسف ايه منستحقش !
لم تجد منه إجابه لتتابع قائله بلوعة قد أحرقت قلبه
أرجوك طمني أنا طول الوقت خاېفه و مړعوبه من فكرة إنك تعاقبني و تبعد عني طول الوقت عايزة اترمي بين حدود قلبك عشان عارفه ان دا الوقت الوحيد اللي قلبي هيأمن فيه من عقابك
_ طول الوقت بدعي قلبك و قلبي يشفعولي عندك لكن أنا بجد خاېفة و خۏفي منك اكبر من اي خوف في الدنيا انا عارفه انك عمرك ما بتسامح و مش سهل أبدا تنسي بس أنا إستثناء
همست بالوعة
_ صح صح يا يوسف
قالت جملتها الأخيرة بنبرة أشبه بالتوسل و كانت نظرات عينيها يائسه و كأن حياتها بأكملها متوقفه على إجابته لسؤالها و ظلت للحظات أسيرة نظراته الغامضة التي استطاعت و ببراعة إخفاء ذلك الصراع الدائر بداخله بين قلبه العاشق لها و عقله الرافض لوجودها و كلاهما يملكان الحق و هو ممزق بينهما يعلم أنه تنازل كثيرا لأجلها ودائما ما تغلبه نوبات اشتياقه لها فيتجاهل تحذيرات عقله و يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي يأخذها في غيابها و متى تشرق شمسها على قلبه يصبح كالمسحور أمامها فيتحول صدره إلى بركان مشتعل من شدة لهفته إلى قربها
_ ممكن أعرف حضرتك بتعملي إيه هنا
لملمت شتات نفسها بصعوبه و قالت بصوت حاولت أن يبدو واثقا رافعه رأسها بكبرياء بعد أن طالعتها بنظرة قاسېة
_ اللي بعمله هنا ميخصكيش يا نيفين و عموما أنا خلصت اللي كنت جايه عشانه و كنت هخرج
ما أن همت بالتحرك لتتفاجئ بقبضه قويه اوقفتها جاذبه إياها لتصبح على مقربة كبيرة منه و لم يكتفي بذلك بل التف قيد عشقه حولها لتستشعر دفء حناياه يغمرها وكأنه بتلك الفعله محى من قلبها كل تلك الچروح التي أوشكت في أن ټقتلها ألما
فقد كانت غافلة عن أن حزنها هو أكثر ما ېقتله أنه لم يسمح لأحد قط بالتجرا عليها و بأن مكانتها بينهم كونها زوجته لن يتم التعدي عليها أبدا و أخيرا جاءت لهجته قاسېة باردة كالصقيع
في حاجه يا نيفين
كانت تغلي في مراجل من رؤيه غريمتها بجانبه بتلك الطريقة
و قد أعمتها الغيرة فبعد كل ما فعلته لإزاحتها من طريقها تأتي
مرة أخرى
متابعة القراءة