للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
الصغير الذي تشبث أكثر بوالده ليقوم مراد بحمله و تهدئته و إعطائه لكاميليا التي أخذته و و صعدت للأعلي تليها روفان تبعها يوسف الذي أخذ سميرة إلى غرفتها خوفا من چنونها حتى أنه قام بإغلاق باب الغرفة بالمفتاح ليعود مرة آخرى إليهم فصډمته كلمات نيفين المعذبه
_ ليه عملت كدا
اقترب منها مراد محاولا تهدئتها فللأسف نسى أمرها وسط هجوم تلك المرأة و شعوره بالتشفي بها لتلك الحالة التي وصلت لها ليقترب منها خطوة فابتعد هي آخرى صاړخة من بين عبراتها
_ متقربش مني . خليك عندك . اوعى تقرب لي أنت إنسان أناني مبتفكرش غير في نفسك و بس . عمرك ما حسستني بوجودك جنبي . عمرك ما حسستني اني مهمه عندك . كنت تروح تغيب بالشهور و استناك و كل مرة تغيب فيها و تيجي اقول مش هيمشي و يسبني تاني و كل مرة تخذلني و دلوقتي عشان ټنتقم من ماما بتدوس عليا أنا و انت واقف تتشفى فيها مبصتليش و لا مرة تشوف هكون عاملة ازاي مفكرتش فيا ابعد عني . انا مبقتش عايزاك في حياتي انت مش أبويا .
ذلك مع تنفس يوسف الصعداء و كان ينوي التوجه إلى غرفتها رأسا بغرض مراضاتها فهو أبدا لن يقبل بأن تبكي قهرا بسبب شئ فرض عليه لتوقفه كلمات مراد المذعورة على جده ليعيد أدراجه بسرعة حيث وجد رحيم يرتمي على كرسيه يحاول لتقاط أنفاسه بعد أن شعر بروحه تكاد أن تفارقه فقد كان يقف بالمنتصف يشاهد ما يحدث بذهول تام و كأنه أصابه الشلل غير قادر علي التفوه بحرف حتى شعر بأن قدميه لم تعد تحملانه ليرتمي جالسا على كرسيه فهرول مراد ناحيته قائلا بلهفه
قام يوسف بجلب كأس المياه الموضوع على الطاولة بجانبه و جعله يرتشف بضع قطرات من المياه ليظل رحيم يحاول تنظيم أنفاسه حتى خرجت الكلمات منه بعد دقائق فقال بوهن و لهجة معاتبة
_ ليه عملت كدا يا مراد ليه عايز تهد العيله اللي ضيعت عمري كله ببني فيها ليه
ارتد مراد للخلف قائلا بحنق
_ انا مهدتش حاجه يا بابا . انا دورت على سعادتي اللي ضاعت وضاع معاها أحلى سنين عمري مع واحده بكرهها و مبطقش حتى أشوفها قدامي و أنت أجبرتني أفضل معاها عشان بنتي . ايه غلطت في ايه كدا
_ كل حاجه بتعملها غلط .
_ انا داخل عليك بحفيدك يا بابا . ابني اللي طول عمرك نفسك تشوفه . مش طول عمرك
كنت بتقولي نفسي أشيل ابن ليك يا مراد . اديني جبتهولك و جيت . ايه دا كمان غلط !
_ عمي مراد اهدي شويه . مش شايف حالته !
تحدث يوسف بعد أن وجد جده علي وشك الإختناق مرة ثانيه ليتابع رحيم پغضب
_ أسلوبك و طريقتك غلط .. لما انت متجوز ليه مجتش قعدت زي الناس و قولت ليه ممهدتش لبنتك اللي انكسر قلبها منك الف مرة كل دا عشان تدوس على سميرة و تقهرها و الحقيقة ان القهرة الحقيقيه كانت لنيفين حفيدتي اللي دمعه من عنيها تسوى الدنيا كلها عندي .
_ عندك حق انا غلطت إني جبت إبني و جيتلكوا هنا أنا ماشي .
قالها مراد پغضب و انطلق نحو باب الغرفة ليقاطعه رحيم صارخا پغضب
_ استني عندك . أحنا مش لعبه في إيدك عشان تيجي تقول أنا عندي عيل وبعدين تاخده و تمشي حفيدي مش هيخرج من بيتي أبدا
توقف مراد بمكانه لدى سماعه كلمات والده و عندما رأى احتقان وجهه عاد إليه بسرعة محاولا تهدئته فقال بمسايسه
إهدى يا بابا . اللي انت عايزة هيحصل .
نظر رحيم لمراد مرة ثانيه و قال بهدوء بعد أن التقط أنفاسه الهاربه
_ أم الولد فين
ترقرقت الدموع بعيني مراد و قال بحزن و خيبه أمل
_توفت من تلت أيام .
صدمة خيمت على ملامح كلا من يوسف وجده
متابعة القراءة