للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
الولد دا مبقالوش كبير خلاص ..
تحدثت سميرة بخبث محاوله إضفاء المزيد من البنزين فوق ڼار رحيم لتأتيها كلمات يوسف الجافة فقد ضاق ذرعا بحديثهم الذي لا جدوى منه و خاصة عندما استفزته تلك الحية
_ أدهم يعمل اللي هو عايزة يا جدي هو مش ولد صغير عشان نحاسبه . و بالنسبه للاحترام فالإنسان هو اللي بيجبر الناس تحترمه أو لا و اللي حصل من شويه دا موقف عابر ميستحقش نقف عنده .
صمت لثوان قبل أن يضيف بتحذير يقطر من بين كلماته
_ ولاد الحسيني مش موضع انتقاد من حد فياريت اللي عنده كلمه يحتفظ بيها لنفسه .
ڠضبت سميرة من لهجة يوسف و تلميحاته لتقول پغضب مغلف بالسخرية
محدش يقدر ينتقدهم و يعملوا اللي هما عايزينه و محدش يقدر يتكلم و بعدين يا عمي انت زعلان ليه ما عمه مراد من كام يوم حصل معاه نفس الموقف بردو و خرج يجري و لحد دلوقتي منعرفش عنه حاجه و يا عالم هيفضل غايب لحد امتى و بردو محدش يقدر يتكلم .
_ مراد الحسيني مش هيغيب عن بيته تاني يا سميرة اطمني
الټفت جميعهم لذلك الصوت القادم من الخلف و الذي لم يكن سوى لمراد و لكن ليس هذا ما لفت إنتباههم إنما ذلك الجسد الصغير الذي كان يمسك بيده وينظر إليهم بعينين يرتسم بهم الخۏف الممزوج بالخجل ليقاطع صمتهم و استغرابهم مراد مرة ثانية قائلا بفخر و تشفي
في مكان آخر نجد هناك روح مذبوحة پسكين هي من قامت بسنها وأحمائها لتكون أول و آخر ضحاياها
. هذا كان حال أدهم الذي لم يكن يعي أو يسمع شئ سوى رنين بكائها في أذنيه و كلماتها التي كانت كطلقات ڼارية استقرت في صدره وهي تتمنى لو أنه يخرج من حياتها للأبد ..
لا يمكنه لومها فالذنب ذنبه و كل هذا الألم الذي جناه هو ثمار جرحه لها و لكن ماذا يفعل بتلك النيران التي تلتهم كل ذرة فيه و ذلك الألم الفتاك الذي يعصف بقلبه حتى عقله قد توقف عن التفكير كل ما يتذكره هو نظرات الاحتقار في عينيها و رغبتها في الإبتعاد عنه لتفر دمعه هاربه من طرف عيناه تحكي مدى القهر الذي يعتمل بداخله ..
_ هتفضل ساكت كدا كتير يا أدهم و مش هتقولي حصل ايه بردو
تحدث أدهم بكلمات متقطعه يقطر القهر من بين حروفها
_ مبقتش عايزاني في حياتها يا مازن . خلاص غرام ضاعت مني و مبقتش بتحبني .
_ كل دا انا عارفه يا ادهم بس اللي معرفهوش ليه هي تعمل كدا
طال الصمت مرة ثانية حتي قرر مازن أعادة صياغه سؤاله و لكن بطريقه اقوى فقال بنفاذ صبر
_ رد عليا يا ادهم عملت فيها ايه خلتها تكرهك بالشكل دا ..
خرجت الإجابة من عينيه قبل أن تخرج من فمه على هيئة موجة من العبرات يتلوها لحن نازفا عزفته شفتاه
أخذ الفضول يفتك بعقل مازن و لكنه آثر الصمت بسبب حالة أدهم التي لا تسمح بالكلام فحاول عدم الخوض في الموضوع و قال مهدئا
_ طب اهدي يا أدهم و اشرب الليمون دا هيهديك .
_ مفيش حاجه في الدنيا هتقدر تهديني . أنا ضيعت نفسي بايدي و استاهل كل اللي يجرالي .
تحدث مازن بهدوء
_ كل مشكله و ليها حلال يا أدهم . اشرب بس عشان تهدى.
طاوعه أدهم و قام بارتشاف العصير عله يطفئ النيران المشتعله بجوفه ليمر وقت ليس بكثير حتى سأله مازن
_ بقيت أحسن شويه
لم يتلقى إجابة سوى إيماءة بسيطة من رأسه ليعاود مازن الحديث مجددا
_ طب ممكن تقوم تغسل وشك عشان نعرف نتكلم زي الناس و اوعدك أن كل حاجه هتتحل ان شاء الله ..
أضائت شعله الأمل نظراته ليرفع رأسه قائلا بلهفه
_ انت ممكن تساعدني يا مازن
مازن باستسلام
_ انا عمري ما هتأخر عنك يا أدهم و خصوصا و أنا شايف انت متعلق بيها قد ايه . قوم انت بس اغسل وشك و تعالي نتكلم .
على الفور قام أدهم بتنفيذ طلبه و توجه إلى مرحاض المقهى ليمسح آثار خذلانه و ينحي حزنه جانبا فهو قد أخطأ وعليه تصحيح خطأه مهما كان طريقه شاقا و صعبا ليظفر بقربها في النهاية
بعد مرور دقائق قليله خرج أدهم متوجها إلى طاولته لتجحظ عيناه من شدة الذهول الذي سرعان ما تحول لڠضب عندما شاهد مازن يقف مع ذلك الشاب . فاندفع تجاههم عازما على إرتكاب چريمة قتل حتى أنه حالما وصل إلى مكانهما انقض
متابعة القراءة