للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

متفق معاه اننا بعد ما هنرجع من المهمه دي هنيجي اسكندريه عشان اشوفك واقولك اني عمري ما نسيتك.
صمت يسترجع مرارة ما مر به و أضاف بنبرة تتضور ۏجعا
_ بس كالعاده الحياه بتديني القلم اللي تضمن بيه انها تقضي علي اي امل جوايا و خدت مني الانسان الوحيد اللي كان هيقف معايا و انا بواجه أسوء كوابيسي ....
كان يتحدث و أمطار عينيه لا تتوقف فكان يبكي و كأنه يحمل حزن أهل الأرض جميعا 
_ انت عارفه سيدرا دي كانت ملاك صغير بشعر اصفر كانت بالنسبالي عوض اني مكنليش اخت كانت بتتشعبط في رقبتي اول ما اروح عندهم و تستني اجبلها حاجات حلوة و انا جاي و كانت تتخانق معايا لو مجبتش .
حبل الذكريات المريرة طوق عنقه بقوة بجاءت نبرته متحشرجة حين أضاف
_ كنت بضفر لها شعرها كأنها بنتي بالظبط ... كانت شقية و جميلة و بريئه . شوفي دلوقتي بقيت عامله ازاي بقت واحده محطمة مطفيه و مکسورة و كل دا بسببي . انا مقدرتش احميها من نفسي ..
زادت شهقاته للحد الذي لم يكن قادرا على كتمانها فكان أشبه بطفل صغير تركه أحدهم عند باب منزل مهجور في منتصف الليل فصار يبكي وحشته وغربته و هجرانه ...
تحدثت بلهفه مدافعة عن ذلك القلب الذي ينتفض ألما نافيه حقاره تلك التهم التي يقذف بها ذاته
مازن أرجوك كفايه متعملش في نفسك كدا انت معملتش فيها حاجه . هي اللي حبتك و اتعلقت بيك من غير امل 
واصل الإقرار بذنبه أمامها
انا اللى ادتها الامل دا يوم ما خطبتها و بعدها اهملتها و كأنها ملهاش وجود في حياتي بعد ما كنت بعاملها زي الاميرة فجأة بقيت بتجاهل وجودها لدرجه خلتها

تعرف ناس زباله و تحاول تثير غيرتي عشان تحس انها بنت جميله و مرغوبة و خطيبها بيغير عليها 
همست پصدمة 
_ ايه 
_ بسببي كان مستقبلها هيضيع لولا ان القدر رأف بيا و بحالتي و خلاني ادخل في اخر لحظه و انقذها . انا وحش اوي يا كارما انا شيطان بيسحب الروح من كل اللي حواليه و بيحبوه . كل اللي أتأذوا بسببي كان كل غلطهم انهم حبوني اوي .... 
الټفت يناظرها بتوسل ينافي قسۏة كلماته حين قال
_ الحقي نفسك و ابعدي عني قبل ما تطولك لعنتي و تدمر حياتك او تنهيها وقتها مش هتحمل ابدا . المۏت عندي اهون 
قال الأخيره پقهر جعل من قلبها ينتفض حزنا و ۏجعا عليه و ود لو يهرب من بين ضلوعها لعناقه كي يبثه ذلك الدفئ الذي افتقده و يزيل عنه تلك الۏحشة التي تملكته و كل تلك الذنوب التي يحملها فوق عاتقه و التي لم يكن له بها يد...
و بالفعل اندفع قلبها ساحبا اياها لتستقر بين جنبات صدره وهي تقول بلوعه و دموعها ټغرق وجهها لتمتزج بدموعه التي اغرقت صدره 
انا بحبك بحبك اوي يا مازن استنيتك السنين دي كلها و عندي استعداد استناك قدهم بس اكون ليك في الاخر حتى لو ليوم واحد انا موافقه ... 
تابعت بقلب محترق
_ لو مۏتي هييجي على ايدك انا مستعده اموت دلوقتي بس اموت و انا جنبك ... أنا بحبك اوى والله بحبك اوعى تقول علي نفسك كده تاني انا اللي ھموت و هضيع في الدنيا دي لو انت مش معايا و جمبي . اوعي تسبني انا ھموت من غيرك والله ھموت .
و كأن كل خليه في جسده تعانده للتشبث بها و إخبارها بأنها الماء والهواء بالنسبة له فوجد نفسه دون وعي يطوقها بأصفاده كأنها طوق نجاته من بحر الندم الثائر الذي يغرقه شيئا فشيئا و كلما كان عقله ينهره و يأمره بالتراجع و الابتعاد عنها يشتد حصاره أكثر معاندا له و كأنه يعلن رايه التمرد عليه لأجل تلك المرأة الذي يجد بين حناياها ذلك الدفئ القادر علي اذابة جبال الثلوج الراسخة حول جدران قلبه ....
كيف حالك عندما تخلد الى النوم في الرابعة فجرا بعد ليله شاقة تتقلب على جمرات من نيران خلفها عشقا أهوج يتحكم بكل خلية في جسدك لتستيقظ في السادسة صباحا على موجة اشتياق عاتية ټضرب قلبك في المنتصف لتجعل من راحتك أمرا مستحيلا !
نورهان العشري 
استيقظ يوسف في السادسة صباحا بعد أن نام لأقل من ساعتين فهو ظل مستيقظا طوال الليل يحارب طيفها من ذاكرته خاصة بعد ما عرفه عن ذلك الماضي المليئ بكل تلك الألغاز الذي أخذت تنهش بعقله بدون رحمه 
كم يرد لو يحتويها بين جنبات صدره لحمايتها من كل تلك الأسرار و الألغاز فصغيرته نقية كالثلج و لا يريد اي شئ من ذلك الماضي اللعېن أن يلطخ بياض قلبها و لا يعرف ماذا عليه ان يفعل حتي يقيها شړ هذا ذلك الماضي و آثامه 
يعرف بأن تلك المرأة لم تخبره الحقيقة كاملة و بداخله شعور قوي بأن
تم نسخ الرابط