للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
بشدة و رقص قلبها طربا لسماعه حتى ظنت بأن صوت دقاتها قد وصلت إليه و لا تدري شيئا عن معاناته فقد حاول كثيرا تجاهل اشتياقه لها ورغبته الملحة في محادثتها فهو رجل غير معتاد على اللهو و العبث و خاصة كونهما تربطهما علاقه اسريه فقد آثر التأكد من حقيقة مشاعره نحوها قبل أن يأخذ اي خطوة تجاهها لكي لا يندم لاحقا فأخذ يقاوم ضجيج قلبه الذي كان يتوسله بأن يروي ظمأ اشتياقه لها و التواصل معها و لكنه كان يردعه بشدة إلى أن فاض به و قرر في لحظة چنونية أن يهاتفها بحجة الإطمئنان على ابنة خالته و سرعان ما قام بالإتصال بها ليأتيه صوتها العذب الذي جعل ذلك الساكن علي يساره يرتجف من شدة الشوق
قالها علي بنبرته الجذابة التي دائما ما يتخللها الثبات فيضفي عليه مزيدا من الجاذبيه حاولت أن تبدو لهجتها ثابته مثله حين قالت
_ الحمد لله بخير ازيك انت يا سيادة الرائد
_ بخير مادام انت بخير
قالها علي بصدق فكونها بخير هذا يجعله يشعر بأنه على ما يرام حتى و لو كان غير ذلك
تلعثمت من حديثه و تضاعف ارتباكها فجاءته نبرتها مرتجفة حين قالت
_يارب دايما
صمت دام لثوان كسره علي زافرا و كأنه كان في معركة انهكته ليقول بنبرة عميقة
_وحشتيني !
باغتتها كلمته حتى شعرت بأن قلبها قد قفز من بين ضلوعها من شدة انتفاضته فتسارعت أنفاسها و جف حلقها فأي شعور هذا الذي جعلها تحلق في السماء السابعة من مجرد كلمة
_روفان انت لسه معايا
_ معاك
أجابته هامسه فبادرها بلهفه
_ ليه مابتروديش عليا
_ ينفع أسألك سؤال
هكذا تحدثت بهمس قابله مزاحه حين قال
_ ينفع تسالي اللي انت عيزاه من غير ما تستأذني
تحدثت بلهفه و لهجة حوت بعض العتب
_ انت ليه مشيت كدا على طول من غير حتي ما تسلم عليا قصدي علينا !
اتسعت ابتسامته فقد كشفت تلك الصغيره عن اشتياقها له بذلك السؤال الذي يبين مدى برائتها و قلة خبرتها ليجيبها بلهجة صادقة
هتفت بلهفه و بلهجه طفوليه راقت له كثيرا
و متصلتش بيا ليه من وقت ما مشيت
ما أن أنهت جملتها حتي شعرت بمدى خطأها في البوح بمشاعرها و افتقادها له عن طريق ذلك السؤال الغبي لتحاول تصحيح خطئها قائله
_اقصد يعني متصلتش تطمن على كاميليا ليه هي مش بردو بنت خالتك
ابتسم هذه المرة ابتسامه واسعه على هفوتها الأكثر من محببه إليه ليشاكسها قائلا
_ متصلتش علي كاميليا عشان بعرف أخبارها كل يوم من ماما و البنات و متصلتش عليك عشان مابحبش آخد خطوة غير و أنا متأكد منها
و إلا مكنتش اتصلت
ما أن ختم كلماته حتى أتاه صوت كارما القادم من الخارج قائلة
_ يالا يا لول الناس جت تحت تعالى عشان تفتح لهم
شعرت روفان بالحرج فقالت بلهفة
_ طب شكلك مشغول اسيبك بقي لضيوفك
علي بتذمر
_ للأسف مضطر اقفل معاك لإن الضيوف دي مينفعش تتأجل
خربش الفضول جدار قلبها لتسأله بلهفه
_ ليه هما مهمين أوي كدا
_ أه يا ستي دا عريس جاي لغرام أختي و جاي من آخر الدنيا عشان نقرأ الفاتحه النهاردة انت ممكن تكوني تعرفيه دكتور رامي اللي كان بيشرف على حاله كاميليا في المستشفى فللأسف مقدرش اكنسل الميعاد و إلا مكنتش سيبتك
اطمأن قلبها لكونها عرفت ماهيه ما يحدث لتقول بخجل
لا و لا يهمك الف مبروك عقبالك
أجابها علي متخابثا
_ هنشوف موضوع عقبالك دا بعدين سلام دلوقتي و نكمل وقت تاني في كلام كتير عايز اقولهولك
أغلقت روفان الهاتف و وضعته فوق قلبها الذي كان يرقص طربا لتلميحاته المبطنه و ايضا تصريحه باشتياقه لها بعد ما كانت تعاني الأمرين من افتقادها له هاهو يعيد إلى قلبها الطمأنينة و يبثها بكلمات بسيطه تلك السعادة الفريدة من نوعها التي لم تشعر بها قط طوال حياتها حتى أنها شعرت بأن الأرض لا تحملها و أخذت ترقص مغمضة العينين داخل غرفتها و تدور حول نفسها مثل الفراشة لتصدم بتلك التي كانت تستمع لحديثها من بدايته و تنظر إليها بخبث فقد فهمت على الفور بأن صديقتها قد وقعت في العشق
_ الله الله دا ايه الفراشه البي طايرة في القصر بتاعنا دي أن شاء الله !
روفان بحنق
_ ايه يا هبابه انت خضتيني مش تخبطي و لا تكحي و انت داخله !
تشدقت ساخرة
_ ياتي بطه الأوزعة بتاعتي بقت بتتخض زي باقي البشر ! لا
لا مش مصدقه نفسي
روفان بحنق
_ خفه ايه يا بت اللطافه دي
اغمضت كاميليا عين وفتحت الأخرى ثم ألقت ذراعها حول كتفي روفان قائلة بنبرة ذات مغزى
_
متابعة القراءة