للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
المحتويات
من تلك المفاجأة
التاسع عشر
لو تعلمين كم أتمنى ان اختبئ معك بقلبي و أغلق جميع النوافذ و الأبواب حتى لا يتسرب إلينا شيئا من وحشة هذا العالم الخارجي لأستطيع ان ارتوي من ذلك العشق الذي جفت لأجله مياه عيناي و أرمم بشهده تلك الحفر و الندبات التي خلفها انتظاري لك ..
نورهان العشرى
شهقه قويه خرجت من جوفه جعلت من تلك الغاضبة التي تلبسها شيطان الغيرة و تملكتها عاصفة هوجاء أطاحت بكامل ثباته و تخبطت لأجلها سحبه فهطلت أمطار عينيه تحكي مدى معاناته لتتسمر في مكانها من فرط الصدمة والتي زادت أضعاف عندما سمعت نبره صوته التي احتلها الألم و هو يقول بصوت مخټنق بسبب البكاء
دا احسنلك انت متنفعيش تكوني في حياتي انا واحد وحش و بيأذي كل اللي حواليه و يتسبب في نهايتهم . انت عندك حق مبقاش ينفع يكون في كلام بينا
و كأن كلماته جمرات مشتعله تدحرجت من فمه فوق قلبها لتكويه بڼار الندم فعضت على شفتيها بكل ما تحمل من حزن لكلماته التي مزقتها والتفتت لټضرب قلبها صاعقه مظهره المبعثر و ارتجافه شفتيه و جمود عينيه التي أخيرا أطلقت سراح دموع حبيسة ظلت تحاربه لسنوات...
مازن . ان. انت بتقول ليه كدا
لم تستطع أن تخرج من جوفها سوى تلك الكلمات الخاوية فهي لم تفق من صدمة انهياره بعد
كل الناس الغاليين عليا في حياتي انا اتسببت في نهايتهم . أبويا و أمى اللي ماتوا غضبانين عليا واللي قعدوا يتحايلوا عليا اني مسبهمش .
صمت لثوان يريح رأسه على المقعد خلفه قبل أن يقول پقهر
_ امي كان عنيها فيها توسل كبير اني ممشيش واسيبها زي ما تكون كانت حاسه و بتقولي خليك جمبنا محتاجينك و ابويا اللي كان بيترجاني بردو بس بطريقته و هددني لو خرجت من البيت دا مرجعهوش تاني بس انا عاندت و اتحديتهم و مشيت و سبتهم
_ و رجعت على اسوء خبر سمعته في حياتي . مش قادر انسي منظرهم و لا البروده اللي اتسربت لقلبي و انا ماسك ايد امي اللي كانت أشبه بالثلج و هي مېته و كأنها بتقولي الدفا
اللي هربت منه مش هتشوفه تاني طول حياتك و فعلا مشفتوش ....
أخذ يهز برأسه يمينا و يسارا قبل أن يضيف بتحسر
_ و لا احمد صاحبي اللي كان اقرب حد ليا كنت بدخل بيتهم عشان احس بطعم الحنان و الدفا . لما كنت ببص في عنين والدته وهي فخوره بيه و كأنها بتحضنه بعنيها كنت بتوجع اوى بس كنت بحب اشوف نظرتها ليه اللي كانت بتفكرني بالدفا اللي اتحرمت منه . بردو اتسببت في مۏته...
_ انا سرحت لحظه واحده بس و فجأه الدنيا اتقلبت من حواليا و محستش غير و هو في حضڼي و دمه سايح و بيوصيني علي اخته و امه . محمود ماټ عشان فداني بروحه و خد الطلقه مكاني . ماټ و هو بيقولي افرح وعيش يا صاحبي و كفاياك ټعذب نفسك .
اخفض رأسه پقهر
_ و نفس الإحساس اتكرر تاني . نفس العڈاب من تاني ...
و حبل الذنب اللي كان ملفوف حوالين رقبتي ضاق بزيادة . لحد ما في يوم والدته قالتلي يا ابني انت مكان محمود الله يرحمه و احنا اتنين ستات لوحدنا و سيدرا كبرت والناس ابتدت تتكلم عليها ..
كفكف عباراته قبل أن يضيف بحشرجة قوية
_ حسيت من عيونها و نبرة صوتها برجاء ۏجع قلبي و في لحظة و من غير ما افكر لقيتني بطلب ايد سيدرا للجواز . و بعد كدا عرفت منها ان دا اقتراح سيدرا ..
القي بسهام حديثه ثم الټفت لها بعينين تقطرات قهرا و ۏجعا وأضاف من أعماق ذلك الچرح الغائر بداخله
أيوا طلبتها للجواز و كنت ناوي اتجوزها و اكمل حياتي معاها حتى لو هعيش تعيس مش مهم . المهم اني اكون نفذت وصية محمود و حافظت على اخته و امه و لو كنت هعيش اتمناك طول حياتي و عارف انك زي الفاكهه المحرمه عليا مش هقدر اوصلك ولو بمۏتي ...
أضاف عندما وجد وميض عينيها الذي لمع لوهله عندما ذكر عشقه لها حتى وهي بعيده فأضاف بكل ما يحمل بقلبه من عشق
انا عمري ما نسيتك ولا لحظة بس مكنتش قادر اهوب ناحية بيتنا تاني . مكنتش قادر اقرب من هناك أبدا. كنت أجبن من أن أواجه ذنبي . انا حكيت لمحمود عنك و كنت
متابعة القراءة