للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

صبر 
بصي يا غرام كلمتين ملهمش تالت مشاكلك تحليها بنفسك لكن تظلمي حد معاك عشان تغيظي بيه حد تاني دا مش هسمحلك بيه ولاد الناس مش لعبه في إيديك و اللي مقبلهوش على ولادي مقبلهوش على حد و يكون في علمك لو اتخطبتي لرامي مفيش فسخ خطوبة و لو على موتك قدامك يومين تفكري و

تردي عليا والقرار اللي هتاخديه هتتحملي نتيجته أيا كانت فاهمه ولا لا 
فاهمه يا ماما 
قالتها غرام بخنوع ثم تابعت بعد أن ابتعدت مسافة عن يد والدتها 
أما الحق اختار فستان الخطوبه بقي 
و ما أن أنهت كلماتها حتي أتتها قذيفه من والدتها تفادتها بصعوبة شديدة وهي تضحك قائلة 
بغطي الحله يا ماما يا مفتريه ! عايزة تشلفطيني قبل خطوبتي والله يبقي حرام عليك 
اندفعت فاطمه مغلوله 
هو انا كان عقلي فين يارب قبل ما أخلف البت دي ما كان معايا الواد و البنت الاولانيين متربيين و ولاد ناس ايه خلاني عملت في نفسي العملة السودة دي ربنا يهديك يا غرام يا بنت بطني و يردلك عقلك اللي لحس خلاص من المسلسلات التركي والافلام الشياطين اللي بتتفرجي عليها دي 
كان جو الغداء مشحونا بالتوتر من جانبهم جميعا فما حدث منذ دقائق ليس بالقليل و عواقبه لن تكون جيده هكذا فكر البعض و البعض الآخر كان يشعر بالتشفي والشماتة في تلك الحرباء و الآخر كان غير آبه بكل ما يدور حوله و هذا هو حال كاميليا التي أصابها الذهول من تصرفات يوسف مع تلك المرأة و إستماتته في الدفاع عنها و الٹأر لها و لكرامتها وها هو الآن منذ أن سحب لها ذلك الكرسي حتى تجلس بجانبه و هو يتعمد تجاهلها 
كانت متحيرة كثيرا هل هذا الذي يتجاهلها الآن كان قادر على القټل منذ دقائق لأجلها ! 
مازال ذلك الرجل يحيرها بأفعاله و نظراته و كلماته كل شئ به غير مفهوم تشعر بأنها تتعامل مع شخصان شخص يعشقها و قادر على هدم الكون من أجلها و شخص آخر غامض و غاضب و صامت و لا تعلم كيف تتعامل مع هذا أو ذاك فعشقه يرهبها و تجاهله و لا تعلم ما عليها فعله !
أخيرا لم تستطع تمالك نفسها من لفت إنتباهه فأخذت تنقر بأصابعها علي ركبتيه تحت غطاء الطاولة تريد بشتى الطرق أن تلفت انتباهه ولو بنظرة خاطفة و لكنه لم يعيرها أدنى انتباه فأصاب قلبها اليأس و علمت بأنه لم و لن يسامحها بسهوله و أن الطريق أمامها طويل فأخذت تلهو بملعقتها في طعامها الذي لم يمس 
و أخذ الحزن يتمكن منها حتى أنها أحنت رأسها لكي لا يشاهد أحد تلك الطبقة الكريستالية التي تكونت كغلاف من الدموع يغطي عينيها الجميلتين
و كان كل هذا لا يخفى عن ذلك الذي كان الندم يقرضه من الداخل حزنا على مظهرها اليائس و حزنها الذي يظهر جليا في انحنائها و رجفة يدها وكأنها تحارب كي لا تسقط العبرات من عينيها و لكنه أبى الإستسلام إلى مشاعره و ألم قلبه لأجلها و يجب أن تعلم إن الطريق إلى غفرانه ليس سهلا أبدا فهو إن كان قد تنازل عن بعضا من مبادئه لأجلها فحتما ينوي جعلها تتعلم الدرس جيدا فلم تعد له قدرة على تحمل نفس الألم مرة ثانيه 
ألم هروبها الذي يكاد يقسم أنه لم يمس قلبه ۏجع أقسى منه طوال حياته لهذا يجب أن يتأكد من أنها تعلمت من أخطائها و لن تعيد ذلك
مرة آخرى
و لكن دائما للقلب رأي آخر يضرب بعرض الحائط كل قرارات العقل و ينحيها جانبا ليجد يده تمتد تلقائيا الموضوعة فوق الطاولة لتلتفت إليه غير مصدقه أنه أخيرا قرر أن يشفق علي حالتها البائسة لتلقي عليه نظرات معذبه معتذرة و أيضا معاتبه فأخذ يقاوم بشدة أوامر قلبه باحتوائها و محو تلك النظرات الحزينة من فوق ملامحها و لكنه اكتفى ببضع كلمات بسيطة لكنها تحمل بداخلها الكثير من الإهتمام و الحب الذي لم يخفى عن الجميع حولهم ممن يراقبونهم بتركيز واهتمام 
لازم تاكلي و تتغذي كويس انت لسه خارجه من المستشفى مينفعش تتعبي تاني 
كان يود لو يخبرها بأنه لا طاقه له أبدا على رؤيتها تتألم و لو قليلا و أنه لن ينسى مظهرها بين يديه فاقدة للوعي فقد كان أشبه بانسحاب الروح من جسده 
حسنا اكتفى ببضع كلمات بسيطه و لكن عينيه أخبرتها الكثير و الكثير حيث كانت نظراته كالبلسم لچروحها العميقة و كالعناق الدافئ في ليله شتاء قاسېة البرودة تضفي الكثير من الدفء و الأمان على جميع حواسها لينتفض قلبها عشقا بين ضلوعها فذلك الرجل يملك من الحنان ما يمكنه إذابة جبال من الجليد فكيف طاوعها قلبها على هجره بتلك الطريقة و كيف استطاعت أن تمضي كل ذلك الوقت بعيده عنه فأي خطأ جسيم قد ارتكبت في حقهما
فلم تكد تجاوبه
تم نسخ الرابط