براءه بين الاشواك
المحتويات
عارفه أن النهارده يوم زكاة العلم اللى بتنزل فيه الجامعه.. وبتكون مضغوط طول النهار.. إحنا قاعدين معاكم يومين عقبال ما يجى مراد من المؤتمر الطبى اللى مسافر عشان يحاضر فيه.. وابقى أقعد واشبع من العيال...
عقبت على حديثه ثريا هاتفه بشوق
ياما نفسى أشوف ولاد ياليث وأنت قاعد تلعب معاهم.. أمتى تحقق لى الأمنيه دى..
تنهد ليث بنزق واهى هاتفا
كله بأوانه ياأمي أنتى مش بتزهقى.. من عينى حاضر هملى عليكى الفيلا عيال بس الصبر جميل....
أنهى كلماته بإرهاق وهو يلقى عليهم تحية المساء كى يصعد يخلد للراحه
لتظل ثريا بمفردها تدعى لهم بالصلاح والفلاح فى حياتهم.....
وصلت حياه فيلتهم وهى فرحه للغاية شعور بالأمان أفتقدته منذ فتره طويله.........
للأسف قدرها سيء فهي فتاه قد أنجبها والديها بعد أن خطى الشيب رأسهما ليعاندها حظها ويتوفى أباها في المرحله الاعداديه بعد ڼزاع طويل مع المړض.........
لتترعرع يتيمه الأب لتكون في كنف أمها تتولى مهام رعايتها فتكون دوما محاطه بتخوف أمها والحرص على أدق تفاصيل حياتها فلم تكن لديها المساحه الكافيه من التجارب والاختلاط للاعتماد على النفس.......
فوالدتها رسخت بذهنها أنهم ذئاب بشريه عليها الابتعاد عنهم لأن ليس لديها من يقف ليجلب لها حقها اذا حدث لها سوء..........
ولكن ينتهى الأمر أن تستفيق والدتها متأخره وأن كل ما رسخته فى ذهن ابنتها فى طفولتها قد أنبتت شخصيه مسلوبة الاراده فى المواجهة والدفاع عن نفسها وأخذ حقوقها ممن يحاول الاعتداء عليها.........
ولجت للداخل وجدت والدتها فى انتظارها والخۏف والقلق ينهشها بلا رحمه
ازيك ياصفصف عامله إيه النهارده.......
احتضنها والدتها صفيه بحنو هاتفه باستعلام
أنا بخير طول ما أنتى كويسه وبخير ياقلب ماما....
شكلك مبسوطه.. فرحيني معاكى.. أيه أخبار مناقشة المشروع مشيت ازاى....
جلست حياه جوارها وامسكت كفها بغبطه وأخذت تقص عليها ما حدث في الجامعة بداية
من سړقة المشروع حتى أنتهى اليوم برجوع حقها على يد الدكتور ليث الذى كان بمثابة سند ودعم لتظهر الحقيقه....
سكنت العبرات عيون صفيه فرحه للسعاده المرسومه على وجه ابنتها والنابعه من قلبها حزينه على تلك السنوات التى كانت حبيسه لمفاهيم خاطئة رسختها أنا بيدى لتجعلها شخصيه هشه ضعيفة سهلة الكسر..
الحمد لله يابنتى أن ربنا سخر لك دكتورليث عشان تعبك ميروحش هدر.. أنا ممتنه للراجل ده على وقفته معاكى..
وأكملت بحبور
أنا فرحانه أنك أخيرا قدرتى تواجهى خجلك ولو بحاجه بسيطه بس أنا متفائله إنها بشړة خير.. وهتقدرى تكسري الحاجز اللى اتبنى كل السنين اللى فاتت....
لا إراديا سالت عبراتها على وجنتيها حاولت كتم شهقاتها حتى لا تحزن والدتها ولكن فلتت منها شهقه مزقت أحشاء أمها....
أردفت صفيه پألم على حال ابنتها
حقك عليا.. أنا اللى غلط لما ربيتك بطريقه غلط.. بس سامحينى ڠصب عنى ربنا هداكى لينا أنا وابوكى بعد سنين حرمان ولف على الدكاتره.. لولا بيحبنى كان سمع كلام أمه واتجوز.. وبمجرد ما جيتى عالدنيا ملحقناش نفرح بيكى.. جاله المړض الۏحش بقينا مرعوبين عليكى من الدنيا وغدرها.. قفلنا عليكى ولما ابوكى ماټ ڠصب عنى قفلت اكتر.. كنت بخاف عليكى لحسن النسمه تجرحك.. كنت بخاف من النظرات اللى بتنهش جمالك وكأنهم مستكترينه عليكى..
اڼهارت حياه باكيه شهقاتها أخذت تتعالى أكثر وأكثر جذبتها صفيه لأحضانها تحاول أن تحتوى اڼهيارها ولكن براءه وكأن هذه ساعة خلاصها التى انتظرتها طويلا ابتعدت تخرج من أحضانها....
هاتفه بنحيب
فوقتى متأخر ياأمى.. أنتى متعرفيش معاناتى اللى عيشتها شكلها ايه.. ده حتى الكلام معاكى كنت بخجل أحكيلك.. لولا فرح ومامتها من ساعة ما دخلو حياتى وانا فى أولى جامعه وبدأت اتشجع وأجى أحكيلك..
استرسلت تقص معاناتها
انا عدت عليا لحظات كنت بمۏت فيها ومش قادرة انطق مخافتا منك ومن نظرة المجتمع اللى ديما نغمه فى لسانك.. خالى بالك من سمعتك وشكلك ياحياه. مالناش دعوه بحد ياحياه.... البنت محليتهاش غير سمعتها وشرفها ياحياه.
صړخت تنتحب
تابعت تتحدث بۏجع عندما مرت علي مخيلتها ذكرى حاډثه كادت ان توذى حياتها...
أردفت بفزع من تلك الذكرى
ما سألتيش نفسك ولا مره أنا ليه مش بستمر مع ميكانيكي واحد لتصليح عربيتي.. كل فتره اتنقل عند حد شكل..
نطقت بمراره تلوم عليها
انت ربيتيني من وانا طفله على أني أهرب من أى موقف انحط فيه.. ربتينى أنى مواجهش.. أنى أجرى من أى واحد بيعاكسنى.. من بياع فى محل بيقولى كلمه حلوه.. من مدرس بيعرض عليا يدينى دروس فى بيته مقابل أنه ميسقطنيش وهو نيته ينهش جسمى وانا واقفه مش قدره انطق...
حتى المدرسين الستات فى اللى كانت بتنصحى بحب واخلاص وبتعملنى زى بنتها وفيه اللى بتنصحنى بخبث عشان حسدانى أنى مؤدبه عن بنتها.. ده حتى أكلى اللى كان بيبقى معايا مسلمش من زمايلى كانوا بياخدوا منى ڠصب عنى وكنت بخاف
متابعة القراءة