شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


على أذنه في انتظار الرد ايوه .. ايه الاخبار!! انا كويس..
سرعان ما أردف بدون مقدمات حياة هنا
زفر أنفاسه الحارة ليقول بصوت اهدأ لما تيجي هقولك علي التفاصيل
سكت معاذ لحظة يستمع للطرف الآخر ثم أضاف بصوت أجش ماشي ماتتأخروش .. باي
في غرفة بدر
اخترق صوت رنين هاتفها هالة الهدوء التي أحاطت بالمكان بعد أن أفرغت شحنة الڠضب والإضطراب الذي اثار أعصابها معلنا عن وصول مكالمة.
فركت محجر عينها وهي تنفخ خدها الذي بدأ يعود إلى لونه الطبيعي وفهمت ما فعله معاذ ففصلت المكالمة سريعا وألقت الهاتف على الأريكة التي تجلس عليها دون أهتمام.

لم يستطع بدر كبح السؤال اللامع في عينيه معبرا عنه فورا من غيرته المفرطة لكنه كافح ليجعل صوته باردا دا معاذ!!
ازدردت حياة لعابها لترد بصوت خاڤت مبحوح نتيجة بكائها ميساء .. اكيد ماكدبش خبر وقالها كل حاجة
ارتفع حاجب بدر تلقائيا في سخط وأدار عينيه للهاتف بشفاه مشدودة ثم تساءل وهتعملي ايه
أطلقت حياة تنهيدة طويلة في محاولة للتخلص من كل مشاعرها السلبية معها لتفرك جبينها بخفة بعيون مغلقة وحواجب معقودة قبل أن تقول بتعب طفيف انا حاسة بصداع ومش عايزة افكر في حاجة دلوقتي
اتكأ بدر بمرفقه على حافة الكنبة متعمنا النظر اليها ليقول بهدوء مشوبها عتاب لطيف يطوفه الإهتمام بقالك يوم كامل مانمتيش فيه غير ساعتين وكمان مافطرتيش
تنهدت حياة بعمق واستقامت بجسدها حينها شعرت پألم ظهرها المتشنج من طريقة جلوسها الخاطئة لتتحرك ببطء نحو سرير بدر.
أطالت النظر إليه حيث عادت رباطة الجأش إليها لتشعر بالهدوء وانتظام دقات قلبها ثم بررت ذلك بنبرة خاڤتة مابعرفش اكل وانا قلقانه يا بدر .. بس شوية كدا وننزل الكافيتريا
رمشت بأهدبها الطويلة قبل أن ترفع أطراف أصابعها بشكل عفوي لتمريرها بخفة على لحيته النامية على عظام فكه بعد أن انحنت قليلا بجسدها تجاهه قائلة بتذمر طفولي شعر ذقنك طول جامد..
استرسلت الحديث لا شعوريا مشيرة بإصبعها إليه بعد أن رفعت عينيها إلى طيف بدر الذى وقف بجوار جسده المستلقي بسكون على السرير من الناحية الأخرى غافلة كليا عن نظراته المبهمة التي اخترقتها بصمت ذقنك دي مظبوطة و احلي .. لما تفوق لازم تخفها زي دي
أنهت حياة جملتها بالتزامن مع إزالة أصابعها عن وجه بدر الذي قال بغموض اعملي كدا تاني..
رمشت حياة بدهشة وقالت ببراءة اعمل ايه!!
حدق بها بدر لبضع ثوان ثم أشار إليها وأجابها حطي ايدك علي ذقني
حسنا لقد أدركت للتو ما فعلته أنها لمسته دون وعي منها.
اتسعت مقل عينيها بتفاجئ وتشبعت وجنتيها بحمرة الخجل من نفسها رغما عنها لتبدو كثمرة الطماطم الناضجة.
تنحنحت بإرتباك لتقول بعدم فهم لحديثه ايه دا .. اشمعنا!!
فرك بدر جبهته بضجر وصاح متذمرا اسمعي الكلام لو مرة واحدة من غير لماضة
نفذت حياة ما طلب منها لتعاود النظر إليه وتتساءل بتوجس بانتظار اجابته اهو .. في ايه
سلط بدر نظراته عليها بعد أن كان مخفضا بصره نحو جسده لينطق بكلماته ببطء مدققا فى ارتباكها واستكمل حديثه انا حاسس بلمسة صوابعك علي وشي
نظرت إليه حياة بإنشداه لتغمغم بذهول بجد .. دا معناه ايه!!
حدق بدر بها وهناك بريق جذاب في عينيه ليجيب عليها بعد ثوان من الصمت ممكن روحي وجسمي لسه بينهم تواصل ببعض وجايز في امل أفوق
ارتفع صوتها من المفاجأة قائلة بابتسامة مشرقة بعد ان استقامت بجسدها يارب يا بدر تفوق..
سرعان ما تبددت تلك السعادة وحلت مكانها مشاعر أخرى بين الصدمة والڠضب بمجرد أن سمعوا أحدهم يقول امين يارب
استدارت حياة نحو الباب بإنشداه حيث مصدر الصوت الأنثوي الذي اخترق المكان ليقطع حديثهما والتي لم تسمع منه إلا الجملة الأخيرة من حياة لتردد أميرة بصوت ناعم الدعاء خلفها.
أصبح وجه بدر محتقنا عندما سقطت عيناه عليها ليشتغل داخلهما لهيب حارق حيث أن حياة رأت بوضوح الڠضب والكراهية يبرزان من عينيه ولم تحزر السبب كثيرا فقد فهمت إحساسه جيدا ومن يستطيع أن يلومه.
تحدثت أميرة بنبرة هادئة بعد أن كانت تنتظر حياة تبدأ بالحديث لكنها ظلت تنظر إليها من دون رد فعل ازيك يا حياة .. مش كدا!! شوفتي لسه فاكرة اسمك ازاي
ابتلعت حياة لعابها في محاولة للحفاظ على ثباتها الإنفعالى لتقول على مضض اهلا..
ابتلعت بقية حديثها داخل جوفها عندما رأت دخول الطبيب المسمى علاء وبجانبه شخص غريب وغير مألوف لها.
تقدمت أميرة إلى منتصف الغرفة لتقف راسمة على وجهها الحزن وتقول بنبرة ناعمة ممتلئة بالقلق ماصدقتش نفسي لما اتصلو بيا من مصر وقالولي ان بدر في المستشفي .. جيت علي طول انا وكريم ابن خالتي
أنهت كلامها مشيرة إلى كريم الذي كان واقفا أمام علاء ليسأله بهدوء هو زي ما قولتلي يا دكتور ان حالته مش بتتحسن
قال له علاء جديا استجابة المخ بطيئة .. لكن كل شئ في إيد ربنا سبحانه وتعالي
جذبت حياة نفسها بالقوة من صډمتها بينما كانت عيناها تشاهدان ما
 

تم نسخ الرابط