شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


نعم!! فضيت .. ازاي يعني
رمقته أميرة بنظرة محرجة للحظة قبل أن تلوح يديها في الهواء بقلة حيلة وتبرر بصوت خاڤت كان نفسي في شوية حاجات و جبتهم .. ايه هتستخسر في مراتك حبيبتك!!
قبض بدر على كفه محاولا التغاضي عن أفعالها التي كثيرا ما تغضبه رغما عنه قائلا بتنهيدة خاڤتة اكيد لا .. بس مش شايفة ان دا اسمه تبزير مالوش داعي!!
ابتسمت أميرة في ذهنها بشكل خبيث لأنها وصلت إلى ما أرادته منذ البداية كما خططت لتهب من مكانها فجأة وتصيح بإنفعال وهي تبتعد عنه عدة خطوات متظاهرة بالتذمر منه وهي تعقد ذراعيها على صدرها بعبوس اوووف يا بدر .. هو كل ما اقولك حاجة يكون ردك علي بالجملة دي..

تجمد بدر للحظة من هذا التحول غير المبرر إليه لأنهم فقط يناقشون فلماذا هذا التقلب السريع الذي يلقاه منها
نهض بدر خلفها مباشرة بملامح مقتضبة حيث سئم من تكرار ذلك المشهد معها خاصة أنه لا يفهم سبب تقلبها المزاجي الغريب في الفترة الأخيرة.
زفر الهواء ببطء محاولا تهدئة نفسه حتى يتمكن من تولي زمام الأمور معها ووضع كفيه على كتفيها من الخلف وهمس بحنان في أذنها اميرة حبيبتي .. ليه النرفزة والعصبية اللي مالهاش داعي دي..!
اكتفت أميرة بالصمت كإجابة دون أن تتأثر بكلماته اللطيفة ثم خطت بضع خطوات أخرى إلى الأمام حتى يرفع يده عنها وقالت بعد لحظات قليلة بحنق ناعم دون أن تلتفت إليه اعملك ايه يا بدر!! انت مصعب كل حاجة بينا بطريقة تخنق .. مش مكفيك اني جيت اقعد معاك في شقة باباك ومامتك زي ماكنت عايز ومشيت كلامك
سقطت يداه على جنبه وضاقت عينيه سخطا على حركتها ثم أغمضهما مطولا بصمت ليفتحهما مجددا قائلا بضيق انتي مش شايفة انك بتكرري الجملة دي كتير برده كل ما بنتناقش مع بعض..
استدارت أميرة محدقة فيه بنصف عين فسرها بدر على أنها إستخفاف بما يقوله.
تجهمت ملامحه پغضب تمكن منه رغم محاربته حتى لا يتصاعد لكن تصرفاتها استفزازية للغاية.
فجأة مد يده على ذراعها وسحبها نحوه بخفة بينما أذهلتها حركته المفاجئة لكنه كان أسرع من ردة فعلها حيث صاح فيها بإنفعال بعد أن ضاق به ذرعا انا جوزك يا أميرة .. يعني مطرح ما اكون موجود تبقي جنبي دا مش اوبشن انتي بتجامليني بيه .. وانتي عارفة اني مطلبتش منك تيجي كان ممكن تقعدي في الفيلا اللي مامتك قلبها نايت كلوب لأصحابها ومعارفها وانا مابرتحش في الجو دا .. بس انتي جيتي لما هي سافرت مش وهي موجودة لانك مابتحبيش تقعدي لوحدك .. يعني ماجتيش عشان تراضيني زي ماعايزة توصليلي دلوقتي
نظرت أميرة إليه بعد كانت عيناها محدقة في أزرار قميصه ثم قالت بملل يشوبه السخط بدر انت مستحيل حاجة ترضيك ابدا .. انا غلطت لما جيت هنا عشان اصالحك وافضل معاك
أنهت أميرة كلماتها وسحبت ذراعها من قبضته وسارعت تمشي بعيدا عنه متوجهة إلى الخزانة بتعملي ايه ورايحة علي فين الساعة دي!!
ردت عليه بإنفعال دون أن تنظر إليه مالكش دعوة بيا يا بدر هروح في داهية
فى اليوم التالى
داخل مكتب بدر عز الدين الصمت هو سيد المكان
نظر إليه وهو ينفث الهواء بملل بينما يعبث بمفاتيح سيارته بين أصابعه وهو جالس أمامه لأكثر من عشر دقائق دون أن يتكلم الشخص الآخر بكلمة وتبدو ملامحه مقتضبة لدرجة أنه شك اذا منتبها لوجوده حقا أم لا
حمحم بخفة ليخرجه من أفكاره بطريقة غير مباشرة وسأل بهدوء مالك يا بدر مضايق كدا ليه
تنهد بدر بعمق بعدما انقطع حبل افكاره بصوت صديقه و نظر اليه قائلا بحيرة شديدة يشوبها إرهاق ذهني مش عارف يا كريم اتعامل مع اميرة كل ما احاول اظبطلها دماغها البايظة دي بتزعل و نتخانق
اتسعت عينا كريم بدهشة متصنعة ثم عادت إلى طبيعتها بعد برهة وقهقة بخفة ليقول بعد ذلك دي طبيعة الستات يا بدر .. بس بكلمتين حلوين وهدية تزغلل العين هتصالحك
سكت بدر لبضع ثوان ثم استأنف حديثه پغضب طفيف انا تقريبا مابعملش غير كدا .. بس مفيش فايدة تتعدل يومين و ترجع لعادتها من تاني
ابتسم له كريم بهدوء وهو بداخله يرقص بفرح على حزن صديقه الواضح قبل أن يهتف مازحا هدي اعصابك كدا بس واكيد هتتصالحو زي كل مرة .. روق يا أبو البدور
أومأ بدر بالإيجاب وطيف ابتسامة داعبت شفتيه فهذه عادة كريم الذي لا يأخذ أي شيء على محمل الجد بعكس طبع بدر ثم سرعان ما اختفت ابتسامته قبل أن يقول على الفور ماشي .. انا كنت عايزك في موضوع مهم
قطب كريم بين حاجبيه وسأله بفضول ايه .. خير!!
انحنى بدر إلى الأمام قليلا بعد أن كان مستريحا بظهره على كرسي مكتبه قائلا بدون مقدمات انت تعرف ايه عن اصحاب المستشفي اللي شغال فيها
استنكر كريم بشدة ما قاله بدر وأجاب
 

تم نسخ الرابط