شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
تسبب لها في دغدغة لطيفة جعلتها تستيقظ من سباتها.
فتحت عينيها ببطء وبانزعاج لتنصدم بوجود القط أمامها جالس على الوسادة.
همست بتذمر ناعس هو انا مش هرتاح في الليلة الهباب دي ولا ايه!!
أضافت بعد أن إعتدلت على السرير وقالت له بصوت مبحوح يعني عشان نسيت أقفل باب الاوضة عليا .. تقوم تقلق راحتي من غير لا احم ولا دستور .. مش كفاية اللي انا فيه هتبقي عليا انت و الزمن كمان!!
كان القط يموء بصوت منخفض محدق بعينه الخضراء البريئة إلى حياة التي نظرت إليه في حيرة وقالت بصوت خاڤت متزامنة مع حتى تنزل القط على الأرض ولا فاهم حاجة طبعا!! يلا بقي يا عسلية خلي عندك حبه من أبو أحمر واطلع نام برا علي الكنبة ان شاء الله تعمل بيبيه عليها مش فارقلي بس سيبني انام شوية خلاص الفجر هيأذن
انتي لسه ما طهرتيش چرح صباعك كدا يعمل صديد
فتحت عينيها بتفاجئ عندما سمعت ذلك الصوت الجميل والعميق مرة أخرى ورأت مجددا ذلك الشاب غريب الأطوار يقف فوق رأسها ناظرا إليها وقد مال قليلا تجاهها.
سرعان ما صړخت بعد أن قفزت ووقفت على السرير ولوحت بكلتا يديها في الهواء بعفوية اسمع انت ايه بالظبط!! حرامي و لا عفريت ولا أنا بحلم و لا ايه حكايتك في الليلة اللي مش عايزة تعدي دي!!
رفعت حاجبها في إنشداه كأن من يقف أمامها معتوه وأجابت على سؤاله بسؤال يعني ايه شايفاك!
أشار إلى نفسه قائلا بإستفهام يعني شايفاني و سمعاني
ردت عليه حياة وهي تؤمي برأسها وهي بداخلها أقسمت أنه مچنون أو أنها مچنونة لا يمكنها التحديد بعد لكنها قررت أن تسايره ربما تفهم شيئا ايوه!!
وضع كلتا يديه على وجهه وتنهد بارتياح واضح كأن هناك حجر ضخم على صدره يعيق تنفسه وإنزاح بعد أن كاد أن يفقد الأمل ثم ابتهج فرحا وابتعد قليلا عن السرير الحمدلله .. اخيرا لاقيت حد حاسس بوجودي .. انا كنت قربت اټجنن!!
شعر بالطمأنينة تتغلغل بعمق في داخله فتنهد ونظر إليها وتغيرت نبرة صوته قائلا بأمر وعينين ثاقبتين موجهتين إليها بنظرة بغيضة من الطريقة التي وقفت بها أمامه فوق فراشه اسكتي شوية وانزلي من فوق السرير بهدلتيه ونص الحاجات في البيت اتكسرت بسببك
زاد التشوش والارتباك في عقلها من أسلوبه الحازم والثقة بالنفس التي يتحدث بها فقالت مرة أخرى بتساؤل ازاي يعني عايش هنا!! وتطلع مين اصلا
مد يده اليمنى ليصافحها قائلا بثقة مطلقة بينما ظهرت ابتسامة جانبية على شفتيه جعلته أكثر وسامة اسمي بدر
حدقت في يده الممدودة بخجل واضح على ملامحها من علمه أنها كسرت بعض أغراضه واستطاعت أن تشعر من نبرة صوته الواثقة أنه بالفعل صاحب المنزل.
شعرت بمزيج من الإحراج والاضطراب لكونها وحيدة مع هذا البدر و في غرفة نومه بينما كانت ترتدي إحدى بيجاماتها الطفولية السخيفة وقبل أن تمنح نفسها فرصة للتفكير وجعله ينتظر أكثر.
نزلت من السرير بهدوء إلى الأرض وتحركت لمصافحته بتردد لكن يدها مرت في يده وكأنها مسكت الفراغ.
نظروا إلى بعضهم البعض پصدمة متوازية ثم اختفي من أمامها دون ترك أي أثر وكأنه لم يكون موجود اطلاقا.
ظلت محدقة بوجه باهت في المكان الذي كان يقف فيه لعدة ثوان في ذهول كبير ثم همست برهبة وشهقة قوية ورفعت كلتا يديها إلى فمها شبح!!!!!
Back
نهاية
متابعة القراءة