شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
بتوجس ممتلئ بالحذر ولا حاجة .. يعني معرفهمش شخصيا .. بس انت بتسأل ليه
أردف كريم بنبرة خاڤتة وهو يضيق عينيه محاولا إخفاء ارتباكه في حاجة!!
رفع بدر إبهامه وسبابته ومسح بهما حول فمه في تفكير بينما نظرته ثابتة إلى الأمام ثم سأله بهدوء مش ملاحظ ان عدد الۏفيات فيها كتير و غريب
تصنع كريم الدهشة متفاجئا مما يقول ويجيب على سؤال بدر بسؤال غريب .. ازاي يعني!!
حدق به بدر بغرابة واستطرد كلماته مۏت مفاجئ للمرضي ومن غير اسباب مقنعة
ازدرد كريم لعابه بعد أن هرب من النظر إليه ليتكلم بتبرير لا يا بدر دي اعمار .. و وارد ان دا يحصل في اي مستشفي
رمشت بعينها عدة مرات بعد أن عجزت عن إستيعاب كلماته ثم تساءلت بتعجب يعني ايه سألك عن المستشفي!!
زفر كريم پغضب وهو يميل بمرفقه على نافذة سيارته الواقفة أمام منزله ويكرر ما قاله للتو زي ماحكيتلك يا اميرة انا حاسس انه شاكك في اللي بيحصل فيها
سكتت أميرة بعض الوقت حتى فهمت الأمر ثم قالت بإرتياب هو يعرف منين اللي بيجرا في المستشفي بتاعتك
أغمض كريم عينيه من الإرهاق الذي سيطر عليه من كثرة التفكير فيما حدث لكنه أردف مجددا بنبرة قلق حيث شتم نفسه على تلك الثغرة التي أحدثها عن غير قصد ومن الواضح أن بسببها ستفتح عليه جبهات كثيرة هو مايعرفش .. بس من فترة جت حالة عندنا تخص المساعد بتاعته اللي اسمه جاسر و نتيجة غباوة دكتور متدرب الواد بدل ماتتعالج رجله قلبه وقف
تحدث كريم بتوتر واضح في لهجته المنفعلة اليوم كلو مابيبطلش اسئلة عن المستشفي وحالات المۏت فيها ولو الكلام كتر .. دي فيها خړاب و مصېبة كبيرة علينا
سمعته أميرة بعينان جاحظتان من الصدمة وبقيت متصنمة في مكانها لوهلة والدموع متحجرة في مقل عينيها تأبى الإنسياب من الاضطراب المسيطر على كيانها ثم هتفت بړعب هنعمل ايه يا كريم!! احنا كدا ممكن نروح في داهية .. احنا والناس للي ورانا لو بدر ركز مع الموضوع دا اكتر من كدا وعرف اننا اصحاب المستشفي
سحب كريم كمية كبيرة من الهواء إلى رئتيه والڠضب ينهش صدره بعد أن كاد يصل إلى ما يريد و يدبر له طوال الفترة الماضية حتي يتمكن من الحصول على أميرة لم يصدق لسانه بينما يردف بهدوء و إستسلام للأمر الواقع اسمعي انتي لازم ترجعيلو .. خديه و سافرو المهم تلهيه عننا لحد ما ارتب اموري فاهمة وماتخافيش انا هعرف اتصرف
وقف بدر متيبسا في حالة ذهول مريعة مما سمعه بينما كادت عينيه أن يبرزان من محجرهما من شدة الصدمة وعدم التصديق.
كان يقف خلف زجاج الشرفة الواسعة التي تطل على الصالة الفسيحة في صالة فيلا زوجته حيث جاء لمناقشتها والتصالح معها رغم أنه يشعر في كثير من الأحيان بأنها تخلق مشاكل لأسباب واهية أو تفعل ما يمقته حتى تخرجه عن طوره.
عاد مشيا إلى الخارج بخطوات سريعة مثل الركض حيث يركن سيارته ثم أدار المحرك ليغادر المكان بأقصى سرعة ونيران الڠضب تنطلق من عينيه حتى أن الأوردة برقبته إنتفخت بقوة.
لا يعرف وجهته يشعر وكأنه قد ضل الطريق وعقله لا يستوعب ورافضا تماما تصديق خېانة أقرب شخصين إليه صديق العمر وزوجته الحبيبة بالرغم من أن طبيعتها تغضبه ولا تعجبه إلا أنه يحبها ويسعى لإسعادها بكل طاقة ممكنة.
يسعى جاهدا لتصحيح عيوبها تدريجيا لكن ما سمعه الآن تجاوز حدود خياله.
كيف استطاعت أن تكذب عليه وتخدعه طوال هذا الوقت وكيف دفعها حبها للمال للمشاركة في هذه الجر يمة الشنعاء
بينما هو رجل قانون ويتطلب منه واجبه المهني والأخلاقي الدفاع عن حقوق الناس وحياتهم.
كيف يمكن لزوجته أن تكون شريكة في سلب الناس حياتهم بهذه الطريقة الفظيعة وغير الإنسانية على الإطلاق
في اليوم التالي
اتصل بأخيه وأخبره بما سمعه ووصل إليه لكنه لم يذكر اسم زوجته في الأمر مؤقتا وهو ناوي تركها قبل أن يرسلهما إلى السچن حتى ينال كلاهما العقۏبة التي يستحقهما بحق لكن لابد من دراسة الموقف بتفكير و روية.
Back
عاد من الڠرق في بحر ذكرياته على صوت نداء متكرر من أخيه لشخص ما.
قام بتحريك حدقتيه إلى الأمام حتى رأى امرأة سمينة إلى حد ما عادية الشكل ترتدي الحجاب ويبدو أنها في الثلاثينيات من عمرها تتجه نحوهم.
وصلت إليهم وقالت بابتسامة محرجة مساء الخير .. اعذروني اتأخرت عليكو
دعاها جاسر للجلوس بلطف بإشارة من
متابعة القراءة