شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
بخفوت مع السلامة
انتظرت حياة عدة لحظات حتى اختفت السيارة تماما عن بصرها ثم التفتت إلى بدر بغيظ لكنها شعرت بسقوط قلبها عند قدميها عندما رأت ملامح وجهه مكفهرة جدا وكادت أنفاسه الغاضبة أن تمزقها من أرضها لكنها قررت ألا تظهر أي خوف رغم أنها ترتجف كالورقة البالية في داخلها.
ظلت نظراتها العسلية العنيدة ثابتة في عينيه الغاضبتين كأنها تتحداه بتلك العيون وتستهزأ به ثم صړخت في وجهه بهجوم ايه مشكلتك بالظبط من الصبح مش طبيعي .. انت معصبني بتصرفاتك وكلامك علي فكرة
ازداد السخط في عقل بدر حين رأى وميض من الإعجاب يتلألأ في عينيها تجاه ذلك الطبيب وشعور غريب بالألم يندلع في قلبه حتى أنه لا يعرف لما يشعر بذلك الشعور.
استشاط ڠضبا جازا علي أسنانه بقوة عند وصوله لهذه النقطة من التفكير صائحا بصرامة لا والله .. الواد دا مش عايز يكون ليكي علاقة بيه مفهوم
ضيقت حياة عينيها مستنكرة سلوكه الغريب ثم قالت بخفوت انت ايه !! كل شوية تهددني بالطريقة دي بأي حق!!
ثم أردفت بنبرة حانقة في محاولة منها لتجاهل دقات قلبها التي ارتفعت من عينيه الثاقبتين في عينيها انا ماخلصتش من تسلط خطيبي واختي عليا عشان اقع في شبح عايز يقلبلي حياتي من غير وجه حق
حدقت حياة فيه بغيظ ثم حذرته قائلة بتذمر لو سمحت ماتلبخش في الكلام ومايخصكش..
ثم استأنفت كلامها بنبرة منفعلة وانا مش هرتاح إلا لما اشوف طريقة اصرفك بيها من حياتي
شعر بدر بوخز في قلبه لما قالته لكنه رسم ابتسامة مزيفة على وجهه وقال بكبرياء ومين قالك اني عايز اكون معاكي حبا فيكي!! ماتتعبيش نفسك وتدوري..
عقدت حياة حاجبيها بتهكم على كلامه المتعجرف ثم استفسرت يعني ايه
سحب بدر الهواء إلى رئتيه بقوة ثم تكلم ببرود ساعديني افهم اللي جرالي دا سببه ايه!! في مقابل انك قاعدة في شقتي بدل پهدلة الأوتيلات
أشار بدر إليها بذقنه باتجاه الطريق الرئيسي حيث كانت تقف تحت ظل شجرة كبيرة تمنع المارة من رؤيتها ثم قال بجدية جربي تكلمي معايا قدام حد هتلاقيهم بيبصولك بإستغراب وشفقة .. عشان واقفة بتكلمي شخص مالوش وجود الا قدام عينك انتي بس..
وأضاف بنفس الجدية حين لاحظ عبوس ملامح حياة مفيش قدامك غير إختيارين يا أما هيخدوكي علي مستشفي الأمراض العقلية اذا استمر الحال علي كدا .. يا توافقي تساعديني بجد وتعرفي اللي حصلي .. ساعتها اوعدك اني هسيبك في حالك
كانت منغمسة في أفكارها حتى جاءها صوته البارد الذي يتخلله الترقب عندما تأخرت في الرد عليه ها قوليلي قرارك ايه
رفعت حياة رأسها إليه وإستقرت عيناها المملوءة بالحنق فى عينيه الداكنتين اللتين لم يكن فيهما سوى بريق يتلألأ بآمال كثيرة تتعلق على كلمة واحدة منها.
تجعد حاجبيه بحزن عندما رأى ذلك اللمعان المتلألأ بالدموع في عينيها لكنه أغمض عينيه براحة تغلغلت بعمق في داخله على الرغم من نطقها بتلك الأحرف القليلة بتردد كبير هساعدك
بعد مرور فترة وجيزة
وصلت حياة إلى مدخل المبنى وواضحة علامات الإرهاق على وجهها الشاحب على عكس ما خرجت منه في الصباح بسبب التفكير المستمر في ذلك القرار الذي اتخذته للتو وتساءلت في قرارة نفسها!!
هل يمكن أن تكون قد تسرعت عندما وافقت على ذلك الجنون الذي طغى على حياتها فجأة ليس هناك أي منطق فيما يحدث
في حين أن بدر التزم الصمت التام مثلها و سار خلفها بهدوء.
حركت قدمها لتصعد الدرجة الأولى من الدرج لكنها أمسكت بدرابزين الدرج بيدها اليسرى ورفعت يدها الأخرى على جبينها وهي تئن بصوت ضعيف عندما هاجمها شعور بدوار قوي علي حين غرة.
حاولت جاهدة المقاومة لكنها لم تستطع تحمل ذلك فلم يستغرق الأمر بضع ثوان حتى فقدت وعيها بالكامل بعد أن سمعت صوت نداء وصل إلى أذنيها من بعيد.
تركض بنشاط في المجمع السكني الذي تعيش فيه كالمعتاد يوميا قبل الذهاب إلى العمل للحفاظ على وزنها المثالي مرتدية بدلة رياضية
متابعة القراءة