شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
المدرسة .. انا اتأخرت اوي
استمع بدر إلى كلماتها وهو يسير خلفها ثم وقف عند باب المطبخ ينظر إليها ويطرح سؤال مستفسرا انتي بتشتغلي في مدرسة!!
صاحت حياة بضجر أثناء ما كانت ترمقه بنظراتها الحانقة بوجهها الطفولي المتورد من شدة سخطها مما فعله ثم أنزلت وعاء الحليب إلى القط على الأرض الله يخليك في حالك بطل حشارية .. بسببك اتأخرت وهنزل من غير فطار كمان بعد الصدمة الكهربائية للي عملتهالي علي الصبح
لم تعطه فرصة للرد فاندفعت من جانبه كالسهم من عجلتها وأقسمت أنها ستعلمه درسا بسبب ما فعله بها قبل قليل عندما تعود من الخارج.
أغلقت حياة الباب بسرعة ووضعت المفتاح في حقيبة يدها الصغيرة ثم كانت على وشك النزول لكنها توقفت عندما سمعت صوتا رجوليا يقول صباح الخير
استدارت إلى جهة الصوت القادم من أعلى الدرج خلفها.
نظرت حياة إليه وأحست بداخلها أنها ليست المرة الأولى التي تسمع فيها هذا الصوت ثم قالت بنبرة لطيفة صباح النور!!
أنهى الدرج سريعا وسار نحوها بابتسامة جميلة على وجهه قائلا بنبرة مرحة ازيك يا حياة .. اكيد مالحقتيش تنسيني
حدقت حياة فيه بدهشة فأدرك أنها لا تتذكره وعذرها على ذلك مستأنف حديثه انا اللي استنجدتي بيه علي السلم لما حسيتي بحرامي جوا البيت
ضغط على كفها بود وهو يصافحها ثم لاحظ الآن أنها خرجت من شقة بدر فتساءل بفضول منورة القاهرة .. انتي خلاص سكنتي هنا في شقة بدر
أمسكت حياة بيد حقيبتها على كتفها وهي تنظر إلى الساعة في هاتفها وقالت بعجلة يعني دي حكاية طويلة ومعلش انا مستعجلة دلوقتي
أنهت كلامها وهي تتقدم نحو الدرج حتى تنزل لكنه لحق بها ونزل بجانبها قائلا بهدوء طب استني انا نازل معاكي
قلب بدر عينيه بنفاذ صبر عندما سمع صوت ذلك الرجل الغليظ الوسيم يقول حياة مجدي مش كدا!!
نظرت إليه حياة بإستغراب قبل ان تتساءل ايوه انت تعرفني ولا عم حمزة هو اللي قالك!
أجابها بضحكة خاڤتة لا اعرفك من وانتي صغيرة ماكنش فيه حد اسمه حياة في العمارة وبشعر برتقالي الا انتي وكنت في الطالعة والنازلة بشوفك بتلعبي قدام شقتكو
لمست حياة شعرها من خلف القبعة بحركة لا إرادية ونظرت خلفها لتجد بدر نازلا ورائها و يبدو عليه الڠضب من عقدة حاجبيه لكنها تمتمت شعري..
جاءها صوت بدر قائلا بسخرية لاذعة دا دكتور مازن ساكن في الدور اللي فوقنا
أنهى بدر جملته تزامنا مع رد الآخر الذي قال بابتسامة جذابة انا اسمي مازن .. مازن جلال دكتور باطنة .. وساكن مع ولدتي في الشقة اللي فوقك منك علي طول
تساءلت حياة بصوت مذهول انت اخو مروة صح!
حملق مازن فيها بدهشة وتساءل لحقتي تعرفي مروة كمان
أومأت حياة برأسها وأجابته بابتسامة حلوة ايوه هي جتلي واكلمنا مع بعض .. عرفتني بيها وكلمتني عنك وعن مامتك
هز مازن رأسه بفهم ثم قال مازحا مروة بتاخد علي الناس بسرعة .. ياريت ماتكونش دوشتك بكلامها الكتير
تأفف بدر بضيق وقال بحدة انا علي فكرة مش حابب الدكتور دا .. شكله ملزق ماتتلكعيش وانزلي بسرعة
جعدت حياة حاجبيها من أسلوبه الوقح الذي يجعلها تتوتر بسرعة لكنها قررت تجاهل وجوده وقالت بنبرة صادقة لا بالعكس دي لطيفة جدا .. انا اتشرفت بيك يا دكتور
ابتسم مازن لها إبتسامة واسعة وقال بنبرة هادئة انا اللي زادني شرف و انبسطت من الصدفة اللي خليتنا نتكلم..
أردف مازن بفضول عندما وصلوا إلى مدخل المبنى قوليلي هتفضلي قاعدة قد ايه في شقة بدر
فركت حياة حاجبها برفق وهي تفكر بماذا تجيب ثم قالت بهدوء لسه مش عارفة .. بس غالبا لحد ما يرجع يلم حاجاته من شقتي عشان اقدر اقعد فيها
توقف مازن عن المشي والټفت إليها بكامل جسده قائلا بابتسامة عموما اي حاجة تحتاجيها تقدري تطلبيها مني .. احنا كنا صحاب قدام بس شكلك لسه ناسية
تمتمت حياة بإختصار وبصوت يلهث حيث تأكدت بداخلها أن فرصة العمل التي كانت تطمح إليها قد ضاعت ان شاء الله يا دكتور عن اذنك
زفر بدر الهواء من صدره بملل قائلا بعبوس اخيرا هنخلص منه
رمقته حياة بنزق وكادت أن تتحرك إلى الشارع لكن صوت مازن أوقفها عندما قال بإستفهام انتي رايحة فين!!
حدق فيه بدر بنظره حانقة قائلا بزمجرة وبعدين بقي!!
نفخت حياة الهواء من صدرها بضيق شديد تجاه ما يفعله بدر لكنها نظرت إليه بتحد ثم أعادت بصرها لمازن وقالت بهدوء ظاهري مدرسة...
تساءل مازن بإستغراب حين برزت فكرة
متابعة القراءة