شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


هذا لم يمنع من وجود بعض آثار الندوب التي حدثت في الماضي فهي تميل إلى حب السيطرة واتخاذ القرارات بدلا من الآخرين لكن هذا لا يقلل إطلاقا من حبها الشديد لأختها الصغرى حياة وذلك لأنها تحملت مسؤوليتها منذ أن كانت طفلة حيث تعتبرها ابنتها الكبرى و ليست شقيقتها فحسب
فتحت حياة عينيها ثم قلبتها بملل من تسلط أختها الكبرى على حياة الآخرين من حولها وكيف جعلتها تخاف من ذلك البدر الذي لا تتذكر ملامحه قط حتى أنها لاحظت أنه لم تكن هناك صورة له معلقة على جدران منزله لكنها سعيدة رغم كل شيء لأنها عادت للقاهرة وأخيرا تحررت من قيود تلك الخطوبة التي استمرت لأكثر من سنة ضاعت هباءا من عمرها.

عادت ذاكرتها سنوات للوراء
عندما انتقلت مع والدها وأختها الكبرى بعد ۏفاة والدتهما إلى الإسكندرية لأن والدها جاء إليه فرصة عمل جيدة هناك بينما كانت أختها تتحدث دائما بشكل سيء عن بدر أمامها بسبب حبها المراهق له ورفضه الغير مبرر لها ورغم أنها كانت جميلة إلا أنها كانت في الماضي مندفعة ومتهورة أرادت أن ترتبط بشاب ثري وتعيش الحياة في رفاهية.
بينما كان بدر شابا جادا منذ طفولته بسبب نشأة والده الصارمة له وإصراره على أن يكون محاميا مثله عندما يتخرج من كلية الحقوق.
لا يتذكر عقل حياة أنها تعاملت معه من قبل لأنها كانت أصغر من أختها بسبع سنوات حيث كانت حياة الفتاة ذات الشعر البرتقالي بسبب جينات وراثية و بيضاء ونحيلة وكان صغيرا جدا لكنها كانت شقية للغاية ودائما كانت تخفي خصلاتها المتموجة تحت قبعة كبيرة بسبب تنمر الأطفال عليها ولكن عندما كبرت قليلا غيرت لون شعرها إلى البني الداكن و أصبح لديها شخصية مشاغبة أكثر من ذي قبل فهي لا تغفر ولا تسكت عن كل من أخطأ في حقها مهما حدث.
تثاءبت حياة بتكاسل وتفكر بصوت عال كالمعتاد خليني اريح انهاردة والصبح هبهدلو ام الشقة الحلوة دي برواقة وكويس ان بكرا اجازة هخليه مايعرفش يحدد ملامحها زي ماعمل في بيتنا .. بس انا هنام فين 
نظرت إلى غرفة النوم بشكل لا إرادي بنظرة محيرة قائلة وهي تداعب ذقنها في تفكير عميق و فيها ايه لما انام علي السرير بتاعه! ما انا تعبانة من السفر عادي
خرجت من أفكارها عند سماع صوت طرق باب المنزل فوقفت منتصبة على رجليها اللتين كانتا مخدرتين من ثني ساقها علي الأريكة أثناء جلوسها واندفعت نحو الباب ثم فتحته ورفعت وجهها لتلتقي بوجه حمزة الذي قال بابتسامة سلامو عليكو يا ست العرايس
ردت حياة عليه بإبتسامة مرحة وعليكم السلام يا عم حمزة
رفع كلتا يديه حاملا عدة أكياس قائلا ببشاشة جبتلك كل طلبات اهي يا بنتي
ابتهجت أسارير وجهها وهي تلمح ما كان بيده وقد نسيت أنها طلبت منه منذ قليل شراء هذه الأشياء قائلة بامتنان الله يكرمك و يخليك يارب تعبتك معايا يا عم حمزة .. ثواني هجيبلك الفلوس
توجهت حياة نحو المطبخ بعد أن أعطت حمزة النقود التي أنفقها على المشتريات ثم وضعتها على طاولة المطبخ وتفحص الأشياء التي أحضرها باهتمام بينما القط يدور حول قدميها يموء بشكل ضعيف ورأسه مرفوع نحو حياة التي هتفت بضحكة دا انت قط طماع و عينك فارغة شبهي .. مش لسه شارب طبق لبن بحالو من نص ساعة .. حاضر يا زنان اصبر بس لحظة هرتب الحاجة دي
بدأت حياة في وضع الأشياء في الثلاجة ثم تمتمت وعيناها تلمع بفرحة طفل بينما تلعب بكيس اللب في يدها عيني شافتكو طار منها النوم .. احسن حاجة احضر قعدة برا واشغلي فيلم و نقضي السهرة مع بعضينا يا قطقوط
حياة تجلس على الأريكة أمام التلفاز عيناها تشاهدان أحداث فيلم الړعب أمامها وهي تأكل رقائق البطاطس و مبعثرة حولها أطباق تحتوي على قشور لب الذي سرعان ما انهت عليه من فرط تركيزها و حماسها ثم فجأة صړخت في ړعب وألقت كيس الرقائق على الأرض وهي تنتفض وتناثرت الأطباق بفوضى أكبر بعد أن قفز القط على ساقيها يالهوي يمه..
تذمرت حياة وهي تشاكسه منك لله ياللي معندكش ډم قطعت خلفي .. مش كفاية الشبح ابن التيت خلص علي كل الابطال اللي عجبوني
واصلت حديثها بعد الانحناء لتجمع ما سقط على الأرض وترتب المكان قدر الإمكان دا انت افظع من ولاد اختي كنت فاكرهم عفاريت طلعت معفرت اكتر منهم...
بترت ثرثرتها عندما سمعت صوت جرس باب الشقة لتنهض بشكل مستقيم وذهبت حتى تعرف من يطرق الباب و دعت سرا أن يكون الطارق ليس من معارف صاحب المنزل عندها لن يكون الوضع لطيفا على الإطلاق.
نظرت حياة للأعلى بعد أن فتحت الباب ووجدت امرأة أطول منها ترتدي تنورة سوداء طويلة وواسعة لكنها أنيقة للغاية وبلوزة ذهبية اللون وسترة من نفس لون التنورة بينما هناك حجاب ملفوف
 

تم نسخ الرابط