شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


اقعد في اوتيل انا مش هتحرك من هنا
أجابها حمزة بجدية وهو يضع يده في جيب ثيابه الغامقة ويخرج شيئا يلمع ويعطيه إلى حياة لا انا معايا مفتاح شقة استاذ بدر .. عشان مراتي بتطلع تنظفها كل كام يوم .. ممكن تقعدي فيها لحد مايرجع ساعتها هو يشيل حاجته من شقتك وتسيبيلو شقته
قطبت حياة حواجبها استنكارا لما قاله ثم صاحت احتجاجا وهناك ناقوس الخطړ يدق في عقلها يخبرها بعدم فعل ذلك ازاي عايزني اقعد في شقته لوحدي يا عم حمزة مايصحش!!
زفر حمزة بإرهاق من عنادها ثم تكلم مرة أخرى بلطف محاولا إقناعها بذلك لأنه لن يستطيع فعل شيئا أخر حيال هذا الأمر فالمسؤل الأول و الأخير هو صاحب البناية يا بنتي الشقة مقفولة بقالها اكتر من اسبوع وهو مش موجود والست مراته في بيتهم التاني

تنهدت حياة بأسي على حظها العاثر فلم يكن ينقصها إلا ذلك البدر حتى تتأكد من أنها لن ترتاح مهما هربت من المشاكل ثم هتفت بإستسلام وهي ترفع يديها وتفتح باطن كفيها للأعلي خلاص امري لله .. ما انا معنديش حل تاني..
وأردفت بعد أن رفعت إصبعها السبابة في وجهه لتحذيره مجددا بس لازم تكلمو او تبعتلو رسالة تعرفه اني هقعد في شقته مش عايزة ادخل في مشاكل و حوارات معاه
حياة مجدي عبدالغفور بطلة الرواية
.. 23 عام ..
.. تخرجت بدرجة الليسانس في الأدب الإنجليزي وتعمل معلمة أطفال في الإسكندرية ..
والدها ووالدتها مټوفيان وتعيش مع أختها التي تكبرها بسبع سنوات
صاحبة جاذبية طبيعية تلفت الانتباه إليها لديها وجه مستدير منبسط في منطقة الذقن والخدين حيث تكمن فيه ملامح البراءة والعفوية واللطف الذي يتناقض مع شخصيتها الڼارية حادة المزاج عندما تكون منفعلة لكنه يتناسب تماما مع لون شعرها المتموج الذي يتميز بلونه البرتقالي المائل للأحمر الڼاري مما يجعله مميزا ومختلفا ولكن بسبب تنمر الآخرين عليه منذ طفولتها كرهته كثيرا حيث كانت تسعي جاهدة لإخفائه خلف قبعة ترتديها دائما عند الخروج من المنزل حتي لا ينتعها الأطفال بالساحرة الشريرة كما يشع من عينيها الجميلتين لون عسل نقي و بريق لا يمكن تجاهله من السهل له أن يخترق القلوب كالسهم وهي محاطة بأسوار من الرموش الكثيفة مع حواجبها الجميلة المتناغمة مع بشاشة الوجه.
من أهم صفات شخصيتها أنها مرحة جدا .. تغضب بسهولة .. تعشق الأطفال و تحب التعامل معهم .. تكره الأوامر .. كسولة و فوضوية عندما تكون وحدها .. حساسة جدا .. سليطة اللسان اذا حاول أحد العبث معها.
داخل شقة بدر
بعد مرور ساعة
تجولت حياة في جميع أرجاء هذا المنزل بعد أن غيرت ملابسها إلى بيجامة مريحة وواسعة وأنبهرت عيناها بأثاث البيت الرائع الذي يعكس الذوق الرفيع لصاحبها حيث كانت الشقة ذات مساحة كبيرة بها صالة كبيرة ومفروشة بأثاث أنيق وفاخر مزيج من النبيذ والأسود وتحتوي على العديد من الغرف من بينها غرفة نوم واسعة وغرفة أطفال فقط الذين لم تجدهم مغلقين كما الباقي.
وقفت حياة أمام النافذة مربعة الشكل المطلة على الشارع الواسع وعيناها تتبعان حركة السيارات بصمت.
رأت من انعكاس زجاج النافذة طيفا خلفها لذا استدارت بسرعة لكنها لم تجد شيئا سوى القط الصغير ذو الفراء الكثيف باللون البرتقالي والأبيض من أسفل عينيه الخضراء مرورا بأنفه الصغير ورقبته فقد أخبرها حمزة أنه ملك صاحب المنزل وأنه يعتني بإطعامه في حالة غيابه.
كان يقف على حافة الأريكة يحدق بها بنظرات بريئة يصدر صوتا ضعيفا دليلا على أنه جائع.
تنهدت حياة براحة وشعرت بالأسف على ذلك الصغير لوجوده في هذا المنزل بمفرده.
ذهبت ناحيته وأخذته بلطف ثم قادتها قدميها إلى المطبخ ذو الطراز الحديث أثناء حديثها معه بخفوت يلا نعملك أكل يا صغنون 
صبت بعض من الحليب الذي وجدته في البراد بطبق صغير إلى القط الذي كان يحوم تحت قدميها ثم وضعته بجانبه على الأرض.
جلست حياة على الأريكة أمام التلفزيون في غرفة المعيشة وثنت ركبتها إلى الأسفل ووضعت راحة يدها تحت ذقنها بعبوس لطيف ثم تحدثت إلى نفسها بصوت مسموع وهي تنظر حولها بغيظ بيته حلو و مترتب و شيك اخر حاجة وانا مبهدلي شقتي و رمي فيها كراكيبه .. منه للي كلت دراع جوزها واصلا انا هقعد هنا ازاي لوحدي!! بس والله لا اخد راحتي وابهدلو شقته زي ما عمل معايا
كانت تشاهد التلفاز بملل وأخذت الطبق الموجود على المنضدة أمامها والذي كان يحتوي على بعض الخضروات التي وجدتها في الثلاجة.
رفعت حياة الجزرة إلى فمها وقطمتها بصوت عال قائلة لنفسها باستياء انا مالي قلبت علي ارنبة في نفسي كدا ليه!! وكمان الخس و الجزر دول ماشبعنيش
أمسكت هاتفها من جانبها وشكرت ربها على تسجيل رقم حمزة بعد أن فتح لها بيت بدر ثم نزل حتى يصلى صلاة المغرب.
قالت حياة بهدوء ايوه يا عم حمزة .. انا حياة
أردفت بحرج معلش هتعبك
 

تم نسخ الرابط