سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
بقي انا ساكتلك من الصبح هي مين دي الي مصديه و بومه يا كلب البحر أنت اي نعم هي كئيبه و نكديه بس مسمحلكيش تغلطي فيها انا بس الي اقول عنها كدا
انهى كلماته و قد فطن للتو الى حقيقة اندفاعه في الدفاع عنها ولكن قد فات الأوان فانطلقت الضحكات حوله وقالت جنة بمكر
بتصيع علينا يا ميرو مكنش العشم يا راجل
و تابعت حلا تقريعها حين قالت بسخرية
لا و قال أنا اللى زي الهبلة بحكيله على كل حاجة اتفضلي البيه بيخبي عليا
تدخلت ريتال قائله ببراءة
والله قولتله مينفعش تخبي علي حلا ولا جنة دول أصحابك قولتلي استني لما اشوف ردها الأول
شهقت حلا وقالت پصدمة
ايه دا انت فاتحتها في الموضوع من غير ما اعرف
الټفت مروان يناظر ريتال پغضب ثم قال بحسرة
اروح منك فين ڤضحاني في كل حته مبتستريش عليا أبدا
تستر علي مين دا اسماعيليه كلها هتعرف النهاردة اتفضل جاوب
كان هذا حديث جنة الذي جعله يطلق الهواء المكتوم بصدره دفعة واحدة قبل أن يقول باختصار
مفيش حاجه تتحكي انا لمحتلها وخلاص
أوشكت حلا علي الحديث فصاح غاضبا
ولا كلمه وربنا ما هقول لتلك الزيارة التي ستضع النقاط فوق الحروف و أخيرا وصلت السيارات أمام منزل عبد الحميد الذي كان ينتظرهم علي باب القصر ولكنه تفاجئ بكل تلك السيارات التي كانت تحمل ما لذ و طاب أكثر بكثير مما كان يتوقع و قد شاع في البلد بأكملها بأن ابنه عائلة عمران سوف تتزوج بابن أخ صفوت الوزان مدير أمن المنيا لا يعرف كيف تسرب الخبر ولم يكن هو من سربه فشعر بشيء يحاك من خلف ظهره ولكنه أتقن إخفاء شكوكه و قام بالترحيب بضيوفه قائلا بصوت جهوري
يا مرحب يا مرحب شرفتونا و نورتونا
نيرة بأهلها يا حاج عبد الحميد
هكذا أجابه صفوت ليقول عبد الحميد بمزاح
تسلم يا صفوت بيه بس مكنش له لزوم تكلفوا نفسيكوا أكده
تدخل سالم قائلا بمكر
كل واحد بيجيب قيمته يا عمده وبعدين احنا جبنا علي قد ما هناخد ولا انت بخيل
قهقه عبد الحميد قبل أن يقول بمزاح
عارفين انك تجيل يا سالم بيه وقيمتك اكبر بكتير و انت بردك عارف كرمنا ازاي اتفضلوا
بالفعل دخل الجميع الى البيت الكبير ونقلت الهدايا الي داخل المنزل وسط نظرات ذهول من الفلاحين فلأول مرة يروا زيارة بمثل هذا الحجم و كأنها إحدى المعونات التي
تبعث للدول المعډومة فقد أتقن سالم لعبته كثيرا للحد الذي جعل
عبد الحميد يشك فيما يحدث حوله و خاصة نظرات سالم التي كانت تحمل الكثير و قد صح ظنه حين سمع صفوت الذي قال بوقار
يا حاج عبد الحميد احنا جينا النهاردة عشان نطلب ايد بنتي فرح لابني سالم قولت ايه
برقت أعين جميع الموجودين من حديث صفوت الذي كان كدلو من الماء سقط فوق رأس عبد الحميد الذي قال بذهول
مش دا اتفاجنا جبل سابج يا صفوت بيه احنا كان كلامنا كله علي چنة
صفوت بمجاملة
ماهو احنا بصراحه يا حاج عبد الحميد ملقناش احسن من نسبكوا و قلنا ناخد الأختين انتوا تشرفوا اي حد
كانت محاولة جيدة منه لإحراج عبد الحميد الذي تأكدت ظنونه الآن و قد حمد ربه كثيرا حين جنب حفيده تلك المقابلة فهو يعلم بأنه لو كان موجودا لاحتراق المكان بأكمله ولكنه آثر استخدام الحكمة حين قال
تسلم يا صفوت بيه واني على عيني ارفض طلبكوا بس البنته مخطوبة
هنا تدخل سالم الذي قال بفظاظة
و
دا من امتى يا حاج عبد الحميد
أجابه عبد الحميد بجفاء
و ده يخصك في أي جولتلك البنت مخطوبة و ده المفيد
تشابهت عينيه مع نبرته الجامدة حين قال
لا يخصني البنات في يوم من الأيام كانوا تحت حمايتي و يهمني أمرهم عشان كدا بسألك ولا انت ايه رأيك
علم جيدا اين يضربه فقد كانت الغرفة تعج بالحاضرين من اقربائهم و رجال البلد فقد كان هذا طلبه أن يأتي بأهله جميعا لطلب يد ابنتهم وقد نفذ ما أراد واستغله لصالحه فعبد الحميد لن يجازف بالخوض فيما حدث أمام كل هؤلاء الناس و لكنه ايضا لم يرضخ لاستغلاله و ما أن أوشك علي إجابته حتي تدخل صفوت لتهدئة الموقف قائلا بوقار
يا حاج عبد الحميد احنا جايين و قصدنا خير و انت طبعا متكرهش الخير و زي ما عملت مع بنتي حلا هعمل مع بنتي فرح ولا انت ايه رأيك
انكمشت ملامح عبد الحميد بالڠضب وقال ساخطا
تجصد اي!
تدخل سالم قائلا بصرامة و عينين تملؤها الشماته
نسألها
صاح عبدالحميد معارضا
كلام ايه اللي عم تجوله ده
تدخل صفوت قائلا
هو دا الصح يا حاج عبد الحميد زي ماعملنا مع حلا نعمل مع فرح نسألها والرأي الأول والأخير ليها
هنا ارتسم الڠضب علي ملامح عبد الحميد الذي تجاهله وقال بوعيد
و أني موافج خلونا نشوف رأيها اي بس اوعاك تزعل لو جالت لاه اني حاولت افاديك الإحراچ
شعر سالم بشئ خلف حديثه ولكنه تجاهل شكوكه و قال بقوة
لا متخافش عليا انا مستعد لاي حاجه
وماله هجوم آخذ رأيها و ارچعلك
تحرك عبد الحميد إلى الداخل تاركا خلفه سالم الذي أخذت تتقاذفه الظنون و صارت الدقائق تلدغه بكل ثانيه تمر بها إلي أن آتي عبد الحميد الذي كانت ملامحه غامضة لا تفسر و من ثم قام بإلقاء قنبلته الذي دوى ضجيجها في صدره ووووو
يتبع
البارت الثاني عشر
الثاني عشر بين غياهب الأقدار
دعيني أخبرك شيئا إن روحي لا تزهر أبدا سوي معك عيناى لا تضيء سوى بالنظر إليك أضلعى لا تكتمل سوى بك خلقت بى عشق من ڼار لا يطفئها سوى قربك ذلك الشق الناقص بروحى لم يرممه أحد سواك لذا فإن كان طريق الوصول اليك مستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم
نورهان العشري
شعر سالم بشئ خلف حديثه ولكنه تجاهل شكوكه و قال بقوة
لا متخافش عليا انا مستعد لاي حاجه
وماله هجوم آخذ رأيها و ارچعلك
تحرك عبد الحميد إلى الداخل تاركا خلفه سالم الذي أخذت تتقاذفه الظنون و صارت الدقائق تلدغه بكل ثانيه تمر بها إلي أن آتي عبد الحميد الذي كانت ملامحه غامضة لا تفسر ومن ثم قام بإلقاء قنبلته الذي دوى ضجيجها في صدره حين قال بلهجة خشنة و ملامح بدا عليها الإمتعاض
العروسة وافجت
عودة لما قبل عشر دقائق
جالسة في الغرفة الخاصة بشقيقتها و كل خليه ب جسدها ترتجف من فرط الإنفعال و الترقب ف الخدم ما انفكوا يتحدثون عن تلك الزيارة الهائلة التي أتوا بها الخاطبين على ديار العائلة و قد كان من المتوقع أن يتم خطبة أختها أمام أهل البلد وكبارها ولكن ماذا عنها
لأول مرة تثق بشخص بتلك الدرجة ولكن الكلمات توقفت علي أعتاب شفتيها حين وجدت السؤال ماذا عنها
وعدها و تصدقه تعلم بأنه سيفعل المستحيل لأجلها ولكن هل يتضمن ذلك المستحيل أن تصبح هي الأخرى عروسا له في اقرب وقت
يا لسخرية القدر فمنذ بضعة أسابيع كانت تهرب منه و من عشق جارف يتخلل قلبها إليه و الآن تتلهف علي خطوة بسيطة قد تقربها منه! ولما لا فقد ذاقت حنانا بين أضلعه لم تختبره طوال حياتها حنان جعلها كالمدمن الذي يريد جميع جرعات مخډره دفعة واحدة
حتى تغمره نشوة الحب و يغرق في بحور
السعادة التي لم تختبرها مسبقا مايزال هناك الكثير من الألم و الندوب تحتاج إلى بلسم قربه ل يرممها و ايضا تلك الندبة الكبيرة التي شوهت قلبها ذات يوم كان قربه الدواء الفعال لزوال أثرها
شقها الروحي الذي تساقطت منه حروف اسمها دون أن تتذوق منه رشفة واحدة كانت تحتاج أصابعه الحانية ل تحيكها بخيوط من عشق هو الوحيد القادر على إعادة هيكلة كيانها المبعثر
زفرة قوية خرجت من جوفها مصحوبة بتيارات ندم جارفة على كل لحظة استسلمت لخۏفها الذي أبعدها عنه ولكن شئ ما بداخلها ذكرها بكلمته التي كانت كالبلسم على روحها الملتاعه
روحي قصاد روحك
جملة كانت أكثر من كافية لجعلها تهدأ لثوان و كأنها مخدرا قويا سري في أوردتها مما جعلها تغمض عينيها متنهدة براحه و داخلها يردد
يا الله لا تختبر قلبي بخسارته فإنه علي روحي عزيز
مازالت مغمضة عينيها حين ردد قلبها بتوسل
أرجوك يا سالم متتخلاش عني
أخرجها من بحر هواجسها وتخبطاتها طرقة قويه علي باب الغرفة جعلتها تهب من مكانها و خاصة حين وجدت جدها يطل من الباب بهيبته التي لطالما بعثت الرهبة ألي أوصالها إضافة إلى نظراته التي
كانت قاتمة بشكل مخيف تشبه لهجته حين ألقى قنبلته على مسامعها
كت عارفه أن ابن الوزان چاي يطلب يدك النهاردة
هبت فرح من مكانها لدى سماعها كلمات جدها التي كان وقعها كالقنبلة التي دوي طنينها بقلبها فأشعرتها لأول مرة بأنها بكماء لا قدرة لها على الحديث الذي تولته جنة حين تدخلت قائلة
حضرتك تقصد مين يا جدي انا ولا فرح
تجاهل حديثها بينما كانت نظراته مصوبة علي فرح التي حاولت استجماع شجاعتها و بللت حلقها قبل أن تقول بلهجة مهتزة
لو تقصدني أنا ف لا مكنتش اعرف
عينيها لم تكن مهتزة ك لهجتها فشعر بصدقها و لكنه تجاهله حين قال بفظاظة
أكده يبجي اطلع ابلغهم رفضك
خرج الحديث من أعماق قلبها الذي اړتعب من فقده
بس انا موافقه
الټفت عبدالحميد يناظرها پغضب تجلي في نبرته حين قال
يبجي كتي عارفه و جاي يتقدملي النهاردة لكن كنت متأكدة انه هيعمل كدا في وقت من الأوقات
كلمة واحدة خرجت من جوفه الغاضب
بينك وبينه آية
بشجاعة اجابته
تقصد اللي في القلب ولا تقصد اللى براه
تحرك خطوة تجاهها اهتزت لها داخليا و خاصة حين قال بصوت مرعب
التنين!
انا مشوفتش منه غير كل حاجه كويسه حمانا في أكثر لحظات ضعفنا مسمحش لحد يتحكم فينا أو يبهدلنا حاول علي قد ما يقدر أنه يصلح خطأ مكنش له ذنب فيه كل الي بينا و اللي شوفته منه أنه راجل يعتمد عليه دا لو بتسأل ع الظاهر و اللي حصل أما اللي جوايا له فأنا اتمنى فعلا اني اكون مراته والوحيد اللي هوافق انى اتجوزه
كلماتها لامست شيئا داخل قلبه تجاهله وهو يقول بنبرة قويه
اللي عتجوليه دا صوح و اني موافج عليه بس انى مختارلك زينة الشباب اللي مهتشوفيش في شهامته واصل
تحدثت معاندة
بس أنا اخترت سالم
زمجر معترضا
يفرج ايه ده عن ولد عمك
هنا انفتح باب الغرفة و أطل منه عمار بهيئته الضخمة و ملامحه الواجمة يتوجها عينين قاتمة لم تفلح في إرهابها بل علي العكس عززت من شجاعتها حين قالت
القلب وما يريد يا جدي و أنا قلبي اختار سالم الوزان و مش عايزة راجل غيره
كانت جملتها علي كرامته تشبه صڤعته علي وجنتها ذلك اليوم فهي تفضل آخر عليه حتى لو لم