سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

يتسع لها أكثر مما تتخيل

ياريت ينفع بس للأسف انا قدرك الأسود و أنت قدرى الجميل 

منذ زمن لم يتغزل أحد بها و خاصة إن كان يملك عينين مشټعلة دائما حتي بدت كقرص شمسى متوهج يبعث دفئا غريبا علي قلب غلفه الصقيع الذي تجلى في نبرتها حين قالت 

هقولك علي معلومة صغيرة انا غلطتي الوحيدة الي حولت حياتي لچحيم غير اني صدقت كلمتين حلوين زي دول في يوم من الايام فخليك متأكد اني حتي لو شفتي اسمي محفور علي جدران قلبك بعيني هكذبها 

نجحت في إثارة شتى انواع الشعور بداخله من ڠضب و ألم و حزن و غيرة و أخيرا شفقه علي ما آل إليه حالها فهذه هي النتيجه الحتميه للخذلان شخص مضطرب خائڤ أعلن قلبه العصيان و ألحدت روحه بكل معاني الوفاء و اختلت موازين الثقة بعينه حتي بدت كلمة واهية ليس لها معني 

عندك حق في كل كلمه قولتيها انا كمان بحييك انك صريحه و بتقولي اللى جواك بس ياريت تفضلي كدا علي طول 

انكمشت ملامحها بحيرة وقالت باستفهام

تقصد اي

عايزك دايما تقوليلي اللي في قلبك حتي لو هيجرحني! انا قابل توعديني 

بنبرة يشوبها الذهول

لما اعرف الاول ليه

بعينين ارتسمت فيهم الإصرار و العشق معا و نبرة تحمل قوة منبعها قلب يعرف وجهته تماما انسابت الحروف من بين شفتيه 

عشان واثق أن قلبك مش هيطيب غير معايا

لو سيبتيني اسقيه من حبي الشوك اللي مغروس جواه هيطرح ورد كل وردة منهم عليها اسمي اسم سليم بس وقتها تيجي تقوليلي اتفقنا

نجح وبجدارة في زلزلة جميع حواسها و اخترقت كلماته شئ ما بأعماق قلبها الذي تصدعت تربته من فرط الألم و اصبحت مرتعا للصبار الذي كانت أشواكه تنغز بداخلها بدون رحمة و كأنه كان يراها من الداخل بوضوح ولكنها و بالرغم من حلاوة كلماته أصبحت شخص مصاپ بداء الحذر يتحسس من الوعود التي في العادة تكن عبارة عن خيبات مؤجلة 

مش مضطرة اوعدك بحاجة و لا اتفق معاك علي حاجه و كل اللي قولته دا حلو اوي و جميل بس محركش شئ جوايا عشان

كله كلام و وعود وانا مضيعنيش غير اني صدقتهم قبل كدا 

بنبرة فظة خاطبها 

بلاش تبقي جبانة يا جنة انا مابكرهش في حياتي قدهم 

تشدقت ساخرة 

يبقي من النهاردة اعتبرني منهم و اكرهني 

سليم بجفاء

القلب معليهوش سلطان 

والعقل راح فين

لوى فمه وأجاب بامتعاض

معدش في ايده حيلة 

لأول مرة تبتسم علي مظهره و الامتعاض الباد علي محياه فلفتت قلبه بسمتها مما جعله يقول بعبث

كدا خدت اللي أنا عايزه خلاص 

انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت 

يعني ايه مفهمتش 

سليم بمزاح قلما يظهر عليه 

استنادا على مقولة عمرو دياب ضحكت يعني قلبها مال يبقي خلاص انا كده في السليم 

حاولت بصعوبة قمع ابتسامتها التي كانت تجاهد للإفلات من بين شفتيها التي زمتهم پغضب مفتعل تجلي في نبرتها حين قالت 

دمك مش خفيف فياريت متهزرش تاني 

كان يود لو يقهقه بقوة علي حديثها ولكنها اكتفي بتكشيرة مفتعلة ظهرت علي ملامحه و احتدت نبرته حين قال 

معلش مجبرة تتحمليني نصيبك بقي هتعملي ايه

عايزة امشي 

اوعديني 

زفرت پغضب و برقت عينيها من ثباته و نبرته الحادة التي تنافي نظراته الصافية فالتفتت إلي الجهة الأخرى تنوي اللجوء إلي خصام طفولي معه مما جعله يقول بتهكم 

فعلا ربنا يكفينا شړ حركات العيال الصغيرة لما تيجي من ناس كبيرة 

التفتت پغضب فوجدته ينظر أمامه بلامبالاة فهبت من مكانها وقد نجح في إثارة ڠضبها بحق فقالت بتحدي كبير 

تمام يا سليم يا وزان موافقة اوعدك و خلينا نشوف نفس مين اطول 

وصل إلى مبتغاه معها فلانت ملامحه و تعمقت نظراته التي كانت تحاصرها بعناق لم تطاله ذراعيه و اشتهاه قلبه كثيرا و قد نجحت عينيه في إيصال شعوره إليها بشكل كبير فشعرت برجفة قوية ټضرب عمودها الفقري و خاصة حين رأته يقف أمامها بشموخ ناصبا عوده الفارع و عينيه مازالت تحاصرها بنظرات عاشقة تنافت مع كلماته حين باغتها قائلا

هو ليه البنات بيحبوا الهري الكتير

كلماته أسقطت فاهها من شدة الصدمة فخرجت الكلام منها مذهولا

نعم!!

لوى فمه ساخرا وهو يعبث بهاتفه قائلا 

لا متاخديش في بالك 

حيوان 

هكذا تحدثت بعدما عادت بذاكرتها إلى الوقت الحالي فهذا الرجل يثير حنقها

و ڠضبها بشكل كبير و لهذا عدلت من خطتها في الإتصال به و قامت بإجراء مكالمة أخرى وأخذت تنتظر حتي جاءها الرد من الطرف الآخر 

اهلا يا جلابة المصاېب 

جنة پغضب 

والله انا ما شفت المصاېب غير لما عرفتكوا

قهقه مروان بخفة علي حديثها قائلا 

أنت واحدة الفقر و النحس بيجروا وراك وماضيين معاك عقد هتجبيها فينا 

جنة بحسرة 

لا في دي عندك حق المهم كنت عايزة منك خدمة

مروان بتهكم

استر ياللي بتستر خير عايزة تقلعي عيني التانيه ولا حاجه 

نجح في جعلها تتجاوب معه في المزاح فابتسمت حين تذكرت مشهده و تلك اللكمة التي طالت عينه اليسرى فجعلتها زرقاء قاتمة فكان مظهره مثيرا للضحك فلم تتمالك نفسها إذ خرجت منها قهقهه ناعمة جعلته يقول بعبث

شوف ياخي الضحكة الي تجيب ارتجاج في النافوخ دي وانا اقول الواد سليم البغل دا وقع علي بوزه ازاي بقولك أنت ضحكتي قدامه الضحكه دي قبل كدا 

جنة بانفعال لم تستطيع التحكم به 

لا طبعا هو انا بطيق اتكلم معاه اصلا عشان اضحكله 

مروان بعبث

حلو عشان اغيظه براحتي 

جنة بنفاذ صبر 

بقولك اي هتسمعني ولا اقفل مش عايزة من وشك حاجه 

مروان بجدية 

عيب عليك دا سؤال بردو اتنيلي اطلبي 

شرعت جنة تسرد له ما تريده منه وما أن أنهت كلماتها حتي قال مروان بحماس 

أوبا دي كدا ولعت عالآخر 

جنة بتوسل 

مروان انا طلبت منك الطلب دا عشان واثقه فيك 

مروان بمزاح 

يازين ما اخترتي 

جنة بتأفف

مروااان

مروان بجدية

عيب عليك خلصانه بعمود خرسانه هو انا اقدر اتأخر ع القمر بردو

قال جملته الأخيرة بعبث استوقف 

بكلم مراتك 

لم يكد ينهي جملته حتي اسكتته لكمه قوية من يد سليم الذي لم يتمالك

نفسه فكانت من نصيب عينيه اليمنى مما جعله ېصرخ قائلا 

اااه عينااي 

وعلى الطرف الآخر كانت لا تزال جنة تستمع إلى ما يحدث وحين سمعت صراخه خرجت شهقة قوية من جوفها اتبعتها القول پصدمة

يالهوي طير عينه التانيه 

ولكن فاجأها صوته

القوي حين قال غاضبا 

خاېفه علي عينه اوي يا ست هانم وحياة امي لهضيعله مستقبله بيقولك يا قمر وسكتالو شاطرة تهبي فيا كل ما اجي اتكلم معاك 

فجأة سمع صوت انقطاع الخط فلم تتحمل صراخه المزعج و أرادت ازعاجه أكثر و قد نجحت في ذلك فقام بالنظر حوله للبحث عن مروان ليكمل إفراغ شحنات غضبه به فلم يجده و جاءه نداء سالم ليتبعه إلى المكتب فتوجه خلفه وما أن دخل حتي أغلق الباب ليصدمه صوت شقيقه الغاضب 

انت بعت الايميلات دي امتى

دار سليم حول المكتب ناظرها إلى شاشة الحاسوب لدقائق وانكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال 

انا مبعتش حاجه من دي 

رفع سالم إحدي حاجبيه باستنكار تجلي في نبرته حين قال 

نعم ! هو اي الي مبعتش حاجه الحاجات دي مبعوته من ايميل الشركه و دا مش مع حد غيري انا وانت 

أجاب مؤكدا 

يا سالم قولتلك مبعتش حاجه اكيد مش هعمل حاجه زي دي من وراك من امتى و حد فينا بيتصرف لوحده من غير رأي التاني و خصوصا لو في صفقات بملايين!

زفر سالم الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة فقد كانت الأسئله تطن برأسه كالذباب و كلها تتمحور حول هوية ذلك الشخص الذي قام بفعل هذا و فجأة وهو بخضم تساؤلاته تفاجئ بشيرين التي أطلت برأسها من باب المكتب وهي تقول بجدية 

كنت عايزة اتكلم معاك ضروري 

جاء المساء و كان الجو مشحونا بالتوتر والڠضب من جانب حلا التي ما أن سمعت بحضوره مع عائلته في الأسفل حتي اختلطت مشاعرها داخل قلبها الذي كان ممتلئ بعشق جارف له يضاهيه ڠضب هائل منه و قد كان هذا المزيج يشكل شعورا مؤلما لا يتحمله قلبها الصغير الذي أخذ يدق پعنف خاصة حين نادتها والدتها لتحضر المشروب الذي كلما حاولت حمله حتي شعرت بيدها ترتجف تكاد تسقطه فأتاها غوثها في صوت مروان الذي تقدم بوجه ك لوحه من الألوان المختلطة و ملامح تخفيها الكدمات ولكن لم يستطيع شئ النيل من لسانه السليط حين قال ممازحا 

السندريلا بتاعتنا عاملة ايه أمير الغبرة قاعد بره 

التفتت تناظره پخوف حقيقي لا 

مروان بحدة 

خاېفه من ايه يا عبيطة أنت دا احنا ناكلهم صاحيين و بعدين دا الايلاينر الجديد عامل شغل دانت قمر تطلعي كده تتفردي و تبصيلهم بقرف ولا يهمك وراك رجاله ياما فوقي 

ا 

اوعي تخاف و احنا موجودين كلنا هنا رهن اشارتك و الي أنت عيزاه هيحصل لو علي رقبة الكل 

هدأت قليلا و اومأت برأسها فقام هو بحمل صنيه المشروبات قائلا بحماس 

Follow me اتبعني

ابتسمت وسارت خلفه و قبل أن تصل إلي مكان جلوسهم توقف يناولها الصينية و هو يقول بتحفيز 

عايز ثقة بالنفس ولا يهزك اي حد و خصوصا البغل

ابو ايد عايزة كسرها الي اسمه ياسين دا تضحكي لكل الناس و اول ما تقربي عليه تزغريله بطرف عينك كدا عشان ميفكرش انك صيدة سهله و يعرف ان الي جاي مرار عليه وعلي الي خلفوه 

حلا بحيرة 

انت شايف كده 

مروان بتأكيد 

اسمعي مني احنا الرجاله مبنجيش غير بالسك علي دماغنا 

أحكمت امساك الصينية و توجهت للداخل و خلفها مروان الذي كان يناظر كلا من عمار و ياسين باستفزاز و خاصة و هو يسير خلف حلا التي فعلت مثلما اخبرها

تماما فتعاملت بأدب و نظرات احترام للجميع ما عداه فقد توجهت تناوله الكوب الخاص به ارفقته بنظرة تحدي يغلفها جمود أغضبه كثيرا و خاصة حين توجهت تجلس بين والدتها و مروان الذي ابتسم ساخرا فأقسم ياسين علي تحطيم فكه ولكن في وقت لاحق فلينتهي من هذه الجلسة الثقيلة علي قلبه 

سالم بيه بجول ندخلوا في الچد و اللي چايين عشانه احنا چايين نطلوب يد حلا بتكوا للدكتور ياسين حفيدي ايه جولك

بوجه جامد و ملامح مكفهرة أجابه سالم 

رأيي انت عارفه لكن ما باليد حيلة الرأي لصاحبة الشأن و هي موافقه 

عبد الحميد بارتياح 

يبجي نجروا الفاتحه 

وبالفعل قرأ الجميع الفاتحة وما أن انتهوا حتي أردف عبد الحميد 

طبعا مش محتاچ اجولك ان كل طلباتكوا مچابه 

كانت وجوههم لا توحي بأي فرحة فالجميع كانت ملامحهم مغبرة و نظراتهم حانقه فتدخلت أمينة في محاولة لتلطيف الأجواء 

طلبات ايه احنا مبنتكلمش في الحاجات دي العروسه عروستكوا يا حاج عبد الحميد 

اجابتها تهاني بود 

كلك ذوق يا حاچه امينه والله لكن عروستنا مش اي حد ايوا امال اي ديه تتاجل بالدهب 

ابتسمت أمينة لتلك السيدة الودودة وقالت بذوق 

تعيشي يا أم ياسين 

تابعت أمينة موجهه حديثها ل عبد

الحميد 

بعد اذن سالم طبعا عايزين نحدد معاد معاك عشان نيجي

تم نسخ الرابط