سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

بين ذراعيها وكأن حنانها لامس قلبه علي الرغم من غفوته فأخذ يتمتم بكلمات لن تفهم منها سوى

سامحيني يا حلا 

احتضنته بقوة و ظلت علي حالها للحظات قبل أن تحاول بصعوبه سحب نفسها من بين ذراعيه التي كانت تمسك بها كطوق النجاة و ما أن استطاعت التحرر منه حتى توجهت الي الخزانه تخرج ملابس تستر بها جسدها و توجهت للاسفل وهي تبحث عن تهاني التي كانت في مكتب 

عبد الحميد فاندفعت تفتح المكتب دون أن تطرق الباب فالتفتت الأعين تناظرها باستنكار انمحي حين صړخت قائلة پألم 

ياسين سخن و تعبان اوي حد يطلب دكتور ييجي يشوفه 

هب عبدالحميد من مكانه و بجانبه تهاني التي صړخت پذعر 

بتجولي ايه يا بتي ولدي ماله 

بينما صړخ عبد الحميد في أحد الغفر قائلا بأمر

مسعود اچرى هات الحكيم بسرعه 

ثم هرول ثلاثتهم إلى غرفة ياسين الذي كان يرقد وهو يهزي من الحمى و الألم الذي لم يتحمله جسده 

خرج مروان مهرولا للخارج على صوت الغفير وهو يتشاجر مع أحدهم و قد تعالت الكثير من الأصوات و التي كانت لمجموعة من الشباب كانوا يتشاجرون مع شعبان الغفير أمام المزرعة و ما أن شاهدوا الحرس قادمون حتي هربوا بعد أن قاموا بالاشتباك بالأيدي فأقبل مروان لمعرفة ماذا حدث 

ايه يا عم شعبان حصل اية

شعبان بصوت مبحوح يكاد يكون مسموعا

دول شويه عيال جولالات الرباية يا بيه و چايين يرموا بلاهم علينا بس متخافش اني علمتهم الأدب 

مروان بسخرية 

يا راجل علمتهم الأدب ايه دا انت صوتك هرب من كتر الخۏف 

لا يا بيه خوف ايه داني ربيتهم صوح 

هكذا تحدث مروان فأجابه الغفير قائلا 

اني كنت في الچنينة سمعت صوت عربية بتذمر و الحرس كانوا بيفطروا طلعت اشوف مين لجيت العيال دولم بيلعبوا بالمكن جدام المزرعة

مروان باستفهام

مكن! مكن يعني مزز كان معاهم مزز ولا ايه طب مش تناديني اخص عليك دانا حبيبك بردو 

الغفير باستنكار

مزز ايه يا مروان بيه بجولك مكن فيزب موتسكلات لامؤاخذه 

صاح مروان باندهاش

موتسيكلات اااه طب مش توضح يا راجل اصل دماغي بتروح في حتت شمال المهم و بعدين 

و لا جبلين طلعت اشوف مين دول لجيتهم جلوا ادبهم و كان في عربية سودا واجفه بعيد عنهم و لما جنابك طلعت انت و الحرس فلجوا كلهم

ايه فلجوا دي معلش محسوبك مبيعرفش لغات

هكذا استفهم مروان فأجابه الغفير بامتعاض

يعني چريوا 

مالك كدا يا راجل خلقك ضيق ليه بستفسر بس 

انهى كلماته تزامنا مع وصول سيارة سليم الى المزرعه فما أن رأى مروان حتى ترجل من السيارة و اعطي المفتاح لأحد الحرس ليصفها و توجه إلي 

مروان الذي كان يعطيه ظهره وما أن الټفت حتي صاح پصدمة 

اهو سليم جه

اهو ايه دا سلاما قولا من رب رحيم انصرف انصرف 

هكذا صاح مروان پذعر ما أن وقعت عينيه علي 

سليم الذي قام بحلق شعر رأسه حتي يساند حبيبته في محنتها و حتي لا تشعر بالخجل منه ابدا و ما أن رأي رد فعل مروان حتي تعاظم الڠضب بداخله وقال بحنق

ايه يا ظريف شفت عفريت

مروان پصدمة

انيل شعرك راح فين اقرعيت كدا ليه 

سليم باستفهام 

كده أحلى صح 

اجابه مروان بصراحته الفجة

احلي ايه شكلك يقرف الكلب 

لكزه سليم في كتفه وهو يقول پغضب 

تعرف تخرس 

مروان بامتعاض

الساكت عن الحق شيطان اخرس اضلك يعني سألتني قولتلك رأيي 

دا عشان انت مبتفهمش 

هكذا تحدث بضيق فأجابه مروان 

مبفهمش ايه انا خاېف عليك يا ابني و علي مستقبلك جنة لو شافتك كدا هيجيلها صرع وهي كدا كدا مش طايقاك اصلا 

ڠضب من حديثه وقال مستفهما

ليه شكلي وحش اوي كده 

وحش بس دانت عديت ليفل الوحاشه بمراحل حاليا داخل علي ليفل البشاعة 

صاح سليم بانفعال 

طب غو

الثالث و العشرون بين غياهب الأقدار 

بسم الله الرحمن الرحيم 

كلما سألته هل تحبني أجابني بأفعاله ولكن تلك المرة اشتهيت سماعه يتغني بعشقي و لكنه عاندني فرجل الجليد يفعل أكثر مما يتحدث و لكن في المقابل كنت أنا امرأة لا تعرف الامتثال أو الإخفاق و خاصة حين اغدق على دلالا لم أتذوقه بحياتي ف تخلى قلبي عن قناعته المعهودة وصار معه نهما لا يعرف الاكتفاء أبدا فتدللت ك فراشه تغوي السنة اللهب كي ټحرقها

لم تخبرني مسبقا كم تحبني 

سابقا كان

معجمي خاليا من 

الټفت كلا من عمار و نجمة الي صفوت الذي ترجل من سيارته و يقف بانتظاره ف وجه أنظاره إلى تلك التي كان الحزن يغمرها كليا و قال بصرامة

ادخلي علي چوه و خليك خابره أن كلامنا لسه منتهاش 

لم تجيبه إنما اومأت برأسها بخنوع لم يعتاده منها و توجهت إلى الداخل وأثناء مرورها بهم استوقفها 

صفوت الذي تذكر تلك الكبير فاخفض رأسه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يغزو قلبه ولكنه تجاهله قبل أن يجيب عمار الذي كانت نظراته مشټعلة بنيران غيرة قاټلة فقد لاحظ نظرات صفوت إليها 

البقاء لله شد حيلك 

أنهى حديثه وهو يمد يده ليصافح عمار الذي ما أن هم بالحديث حتي تفاجئ من تلك المرأة التي ترجلت من السيارة ترتدي نظارة سوداء كبيرة تخفي ملامحها ففطن إلى أنها من المحتمل أن تكون زوجته فلم يطيل بالحديث اكتفي بإجابة قاتمة 

الدوام لله اتفضلوا 

يالا يا سهام 

مد يديه إلي زوجته التي كان من الواضح أنها مترددة كثيرا ولكن جاءت يديه القويه لتجذبها حتى دخلت إلي المنزل 

ف استقبلتهم تهاني مرحبة 

اهلا و سهلا نورتونا اتفضلوا 

حيتها سهام بتحفظ بينما حياها صفوت بحرارة 

اهلا يا حاجه أم ياسين البقاء لله 

الدوام لله 

هكذا 

لا ولا يهمك تعالي نجعد چوا و اني هشيع البنات ينادوا علي حلا بس اصل ياسين ابني كان تعبان شوي يا جلب أمه متحملش الخبر 

هكذا تحدثت تهاني بحزن فأجابتها سهام بخفوت 

الف سلامه عليه البقاء لله شدي حيلك 

اومأت تهاني برأسها و توجهت و معها سهام إلى المجلس الخاص بالحريم و ما أن جلست سهام حتي استأذنتها تهاني قائلة بذوق 

هشيع البنات ينادوا علي حلا و يعملولك جهوة بتشربيها ايه

سادة لو سمحتي 

توجهت تهاني الي الداخل فوجدت نجمة التي كانت تهبط الدرج فقالت 

نچمه عايزة فنجان جهوة سادة من يدك للضيفه 

نجمة بخفوت 

حاضر يا حاچة 

لاحظت تهاني حزنها فقالت باستفهام 

مالك يا بتي زعلانه أكده ليه حوصول حاچه ولا اي

احتارت كيف تشكو حزنها الذي لم يتفهمه أحد غيرها لذا قالت بخفوت 

لا مفيش حاچة اني بس كنت عايزة اطلب منك طلب لو مش هتجل عليك

اطلبي يا بتي لو

في مجدرتي هعمله 

نجمة بامتنان 

تعيشي يا حاچة اني كت عايزة ارچع اشتغل في الزريبة من تاني و سايجه عليك النبي ما تسأليني ليه 

اندهشت تهاني من طلبها الغريب و لكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالسؤال فيكفيها ما تعانيه لذا قالت برفق

اللي تحبيه يا بتي ولو اني مستغربة بس علي راحتك اعملي الجهوة و دخليها للضيفه واني هطلع اطمن علي ياسين وابجي روحي كملي شغلك هناك 

اومأت نجمة بامتنان تجلي في نبرتها حين قالت 

تسلمي وتعيشي يا حاچه عن اذنك 

أنهت حديثها و توجهت للمطبخ بينما صعدت تهاني الدرج في طريقها الى غرفة ياسين 

بأيدا مرتعشة كانت تحمل الصينيه لتضعها على الطاولة فهي منذ البارحة تجلس بجانبه تخشي أن تغفو عينيها و ترتفع حرارته من جديد فقد انخفضت بأعجوبة بعد أن أعطاه الطبيب العقاقير و المحاليل

المغذية و طمأنهم بأنه عندما يستيقظ في اليوم التالي سيكون بخير و بالفعل فهو استيقظ منذ لحظات بعد ليله عصيبة

قضاها غارق في هلوسات لم تفهم منها شئ ولكن يبدو اليوم وكأنه استعاد وعيه ولكن هل يتذكر شئ مما حدث البارحة 

الساعه كام 

هكذا تحدث بصوت متحشرج فأجابته بنبرة قائمة مختصرة 

اتناشر ونص 

وضع يديه فوق جبهته فقد كان الصداع و كأنه يقيم احتفالا صاخبا برأسه ف أراحها علي الوسادة أسفله وهو يقول بخشونة

انا نمت كل دا

ارتفع أحدي حاجبيها قبل أن تقول باختصار وهي تجلب ادويته 

تخيل !

شعر بخطب ما في لهجتها و عينيها التي بدت جامدة

ف احتار ماذا حدث ولكن حيرته لم تدم فقد استعاد بعضا من ذاكرته ل مشاهد بدت مشوشة و لكن هناك جملة استقرت في قلبه لم يستطيع نسيانها وهي تتوسله قائلة 

بلاش يا ياسين متخلينيش اكرهك 

زفر بقوة و شعر پغضب يتعاظم بداخله وهو يتخيل التي كان علي وشك ارتكابها والتي كانت ستكبده خسائر فادحة أولها هي !

يالا عشان تفطر و تاخد دواك 

هكذا تحدثت وعيناها تنظران في كل الأماكن ما عداه ففطن إلى مقدار ڠضبها منه فقال بلهجة خشنة

مش هتفطري معايا 

لا مش جعانه 

هكذا أجابته باختصار فقال بفظاظة

اركني الفطار و هاتي الدوا 

توجهت انظارها إليه پغضب تجلي في نبرتها حين قالت 

مينفعش لازم تفطر عشان تعرف تاخد الدوا انت بقالك يومين مكلتش 

كان اهتماما يغلفه الڠضب مما جعله يقع فريسة بين أنياب الندم لما كان علي وشك أن يفعله بها ولكن حالته الصحية و النفسية كانت في اقسي درجات السوء 

مانا مش هفطر لوحدي و طبعا مش هقدر انزل افطر معاهم تحت عشان تعبان

اغتاظت من حديثه الذي يحمل الكثير من الصدق و ابتلعت ڠضبها الحارق و قامت بحمل الصينيه و وضعها علي الفراش وهي تقول بجفاء

حركات حين سمعت صوته العابث وهو يقول 

لازم اضحك عليك عشان تقربي يعني! مينفعش تيجي من نفسك 

أيقنت بأنها وقعت في شباكه التي نصبها و ساعده في ذلك قلبها الغبي الذي يندفع إليه دائما ولهذا تجاهلت النظر في عينيه و مربك في آن واحد فادارت وجهها الي الجهة الأخرى وهي تحاول صبغ صوتها بالحدة حين قالت 

ياسين لو سمحت سيبني !

مش قبل ما نتكلم 

قول اللي عندك 

هكذا تحدثت بجفاء يتخلله الارتباك جراء قربها منه بهذا الشكل فتابع عبثه حين قال بخفوت 

مبعرفش اتكلم مع حد غير وانا عيني في عينه بصيلي 

زفرت پغضب كان ستارا يحجب ضعفها أمامه والذي بدأ يسري كالمخدر في أوصالها ولكنها حاولت التحلي بالشجاعة و النظر إليه قائلة 

ممكن تسبني لو سمحت 

اسكتتها كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدا 

انا أسف حقك عليا 

معرفش عملت كده ازاي بس انا كنت في أسوأ حالاتي حسيت جوايا ڼار عماله تاكل فيا و كنت عايز اطفيها بأي شكل 

لم تكن يوما ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ متحشرجة خاطبها 

اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاك 

الآن بقوة فتابع بصوت تغلغل إلى داخلها محدثا زوبعة أخرى من المشاعر 

لسه زعلانه مني 

لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة 

عينيك بتقول انك لسه زعلانه وانا مقدرش علي زعلهم 

ممكن اصالحهم 

كان استفهاما يضعها في مأزق ټنفجر من فرط ضغطه عليها فشعرت ب أنها على شفير الهلاك بين ذراعيه حتي أنها استندت

تم نسخ الرابط