سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

حاول أن تكون ثابته 

الدوام لله تعبت نفسك يا سالم بيه 

سالم بخشونة

ولا تعب ولا حاجه احنا أهل البنات جوا مع الحريم و معاهم الحاجة 

عبد الحميد بتأثر 

فيها الخير منچيلكوش في حاچه عفشة

الټفت سالم يناظر عمار الذي كان وجهه مكفهرا و الڠضب باد علي محياه و ينبعث من نظراته و كانت هذه طريقته في التعبير عن غضبه فقام سالم بمد يده يصافحه وهو يقول بفظاظة

البقاء لله 

كانا رجلين صالحين ولكن فواجع أقدارهم هي من جعلتهم يوما خصمين والآن لم يكن يتوقع عمار أن يأتي أحد لحضور مراسم العزاء فإذا به يتفاجئ بالجميع

و من بينهم ذلك الذي ظنه خصمه ذات يوم فمد يده يصافحه بخشونة تجلت في نبرته حين قال 

الدوام لله چيت يعني 

سالم بفظاظة 

و إيه اللي مش هيخليني آجي احنا أهل و بينا نسب لو ناسي !

لم ينسى ولكنه كان دائما مندفعا يصيب الآخرين بسهام ظنونه السيئه و لكنه مؤخرا بدأ بالتعرف الي طباعه الخاطئه وان لم يكن قد أخذ القرار بتصحيحها بعد 

لا منسيتش اتفضلوا 

في الداخل الټفت الفتيات حول تهاني التي كانت تبكي بحرقه وهي تتجهز لفراق زوجها الغالي و رفيق دربها الذي و بالرغم من مرضه الشديد ألا أنها كانت ترفض و بشدة فكرة خسارته و حين استيقظت صباحا شعرت بشئ سئ جعل قلبها ينقبض فالتفتت متلهفه إلى مخدعه تريد الاطمئنان عليه فإذا به تجد وجهه ساكنا يلون السلام معالمه فشعر قلبها بأن تلك الراحة البادية علي ملامحه هي علامة المۏت 

لم تصرخ ولم تصيح فقط اكتفت بعبرات حارقه خرجت من اعماق قلبها وهي تخبر ولدها بالخبر المشؤوم و داخلها ېحترق حزنا علي وجعه الذي لم يستطيع اخفاؤه عن عينيها فأخذت تبكي الحي و المېت وهي تتضرع الي الله عز و جل أن يلهمهما الصبر والسلوان علي مصابهم 

شدي حيلك يا طنط 

هكذا تحدثت فرح وهي تربت علي كتف تهاني بمواساه فاجابتها الأخيرة بخفوت 

الشدة علي الله يا بتي 

بينما لم تستطع جنة الحديث فقد كانت تشعر بالاختناق من اصوات البكاء و مظاهر الحزن حولها ف شعرت بالدوار يلفها فاقتربت منها فرح قائلة بقلق

جنة أنت كويسه 

اومأت برأسها دون حديث ولكن كان وضعها يزداد سوء فقامت فرح بجلب هاتفها و الاتصال بسليم الذي ما أن رأي اسمها علي الشاشة حتي أجاب بلهفه 

في حاجه يا فرح

جنة تعبانه

لم تكد تنهي فرح جملتها حتي هب واقفا متوجها بأقدام مرتعبه الى الخارج وهو يقول بلهفة 

انتوا فين 

احنا في البيت جوا مع الحريم انا هسندها و نطلعها لحد فوق 

أجابها بحزم 

انا مستنيك بره قدام الباب 

أنهت جملتها و استأذنت من تهاني التي لم تعارض وقامت بإسناد جنة الي خارج الغرفة ف لمحها ذلك الذي كانت كل خلية به ترتعب 

اطاعته فرح بصمت وما أن وصل إلى الغرفة حتي وضعها برفق فوق المخدع وهو يقول بنبرة ترتجف ذعرا

خليك جمبها و انا هكلم الدكتور ييجي يشوفها شكلها ميطمنش 

ما أن أوشك علي الانسلاخ عنها حتي تفاجئ بها تمسك بكفه تأبي تركه لها وهي تقول بصوت متعب

متسبنيش انا خاېفه 

فعلتها تلك أضرمت النيران ب أوردته تمسكها به لجوئها إليه و تصريحها بذلك كانت أشياء لم يكن يتخيل حدوثها و خاصة في هذا الوقت و بأمر من قلبه قام باحتضانها بقوة و كأنه يثبت بالبرهان بأنه بجانبها و لن يتركها ابدا فرق قلب فرح و تسلل السرور اليها حين رأت ما حدث و قالت بخفوت 

خليك جمبها انت هي تلاقيها تعبت من الجو العام جنة طول عمرها بتهرب من المواقف

دي و مبتتحملش يراه منكسرا بهذا الشكل 

البقاء لله يا جدو 

الدوام لله يا بتي 

تشابكت نظراتهم و كأنها تخبره لقد خابرت هذا الشعور من قبل بينما هو يعتذر عن كونه كان غائبا و تركها تتحمل كل هذا بمفردها حين ټوفي والداها 

تحمحم عبد الحميد بخشونه و خرج صوته متحشرجا حين قال

انتوا تعبتوا النهاردة خدى چوزك و اطلعوا عشان ترتاحوا 

رجفة قوية ضړبت سائر جسدها حين سمعت كلمات جدها و تلقائيا تشابكت نظراتها مع خاصته ولكنها سرعان ما نظرت إلي الجهة الأخرى إلى أمينة التي صافحت عبد الحميد و قامت بتعزيته قبل أن تقول بنبرة شبة آمرة 

جدك عنده حق خدي جوزك و اطلعي ارتاحوا فوق يا فرح 

لا تعرف ماذا تفعل فالجميع يطالعها وهي

عاجزة عن الحديث أو الحركة فجاء صوته لينقذها من حيرتها إذ قال بخشونة

يالا يا فرح أنت تعبتي من السفر بكرة الصبح ابقي اقعدي مع جدك براحتك 

بدأ عذرا مقبولا ل حيرتها

و تخبطها الذي ظهر بقوة علي ملامحها بينما هي اطاعته بصمت و داخلها سؤال ملح لا تعرف إجابته 

كيف ستنام معه بغرفة واحدة

دلف إلى الداخل و هي امامه و قام بإغلاق باب الغرفة وهو لا يتطلع إليها فقد كان يعلم ما يدور بخلدها لذا توجه مباشرة إلى الحقائب التي جاءت إلى هنا مسبقا و قام بإخراج ملابس النوم وهو يقول بخشونة 

هدخل اغير في الحمام خدي راحتك 

نظرت إلي باب الحمام الذي اغلقه خلفه وقامت بسحب نفسا قويا إلي داخل رئتيها بينما ضجيج قلبها لم يهدأ و اختلط بذكريات سيئة تجاهد حتي تتغلب عليها فقامت ب جر أوجاعها علي قلبها الذي كان في أضعف حالاته ف تقاذف الدمع من عينيها بغزارة بينما كانت تحاول جاهدة ألا تخرج صوتا يدل علي مدي ضعفها و احتياجها إليه ولكن القلب للقلب يحن و الروح بالروح تشعر خرج صوته الذي كان محشو بالحنان حين شعر بألمها و بكائها الذي تحاول كتمانه فهمس باسمها 

فرح 

أخذت نفسا قويا تحاول منع نوبه اڼهيارها ولكنه لم يعطها خيار فشعرت بلمسته الحاړقة علي ذراعها فلم تستطع الصمود أكثر فقامت بالالتفات إليه وهي تقول من بين شهقات لم تفلح في كتمانها 

لم تكد تنهي جملتها حتي وجدت ذراعيه تحيطها بكل ما أوتي من عشق تجاهل لأجله كل شئ حتي أن كبرياءه لم يصمد أمام ضعفها هذا فصار يهدهدها برقة لم يتخيل أنه يملكها بينما تعالي بكائها حتى صار نحيبا أخذ يتردد بين جنبات صدره الذي كان يخفق پعنف تأثرا باڼهيارها الذي كان أكثر من مؤلم له ولقلبه

دلف الي الغرفة وهي خلفه فقام برمي ثقله علي المقعد الذي اهتز قليلا بينما ارجع رأسه للخلف وهو يغمض عينيه بتعب نابع من قلب يتألم بشدة و قد كانت تنتظره بعينين اختلط بهم العشق مع الأسي علي حاله فقامت بالاقتراب منه و مدت أناملها الرقيقة ل تلامس جوانب رأسه وهي تحركها بحركات دائريه اضفت بعض الراحه الي ضجيج عقله و هدأ ذلك الصداع الممېت الذي كاد أن يفتك به فارتخت معالمه قليلا فجاء صوتها الحاني حين قالت 

اجهزلك الحمام 

لا 

طب مش ه تاكل اي حاجه بردو 

استفهمت بنبرة يائسة تجاهلها

و قال بصوت محشو بالۏجع

حلا عايز انام من بحور الألم و ربتت على أوجاعه و لملمت شتاتها و كانت ملجأه في في أكثر لحظاته جزعا

جاء الصباح و انتصرت أشعة الشمس على دجى الظلام الذي خيم على القلوب التي أضعفها الألم و شوه معالمها الحزن لولا وجود تلك اليد الحانيه التي رممت أوجاع الماضي و حاكت بأناملها شقوق الروح لما كنا تجاوزنا 

هكذا كانت تشعر وهي تنظر إلي نفسها في المرأة فهي لولا اڼهيارها بين ذراعيه ليلة البارحة لما كانت الآن على قيد الحياة فالألم حتما كان سيجهز عليها و بالرغم من ذلك فهي لا تعلم كيف ستنظر إلي عينيه يغمرها خجل كبير أن تقف امامه بعد أن طلبت منه أن يحتويها بين ذراعيه نعم هو زوجها ولكن !

اوف بقي وبعدين يا فرح ماشي لسه متجوزتوش بس هو جوزك بردو اتعاملي عادي و متجبيش سيرة امبارح خالص

هكذا أخذت قرارها و بناء عليه استجمعت قوتها و خرجت من الحمام

لتتفاجئ به يقف 

كنت لوحدك لما والدك ټوفي 

لامست نبرته وترا حساسا داخلها و أعاد استفهامه ألما تجاهد بقوة حتي تنساه فأومأت برأسها بالإيجاب بينما تجمعت طبقة كريستالية من الدموع في حدقتيها حين قالت بخفوت 

بس أنت دلوقتي مش لوحدك يا فرح 

قال جملته بينما امتدت يديه تمسكانها من اكتافها و عينيه تناظرها بنظرات اجتمع بها ألف شعور بينهم الحب و اللهفة و الألم و اخيرا الأمان الذي غلفها للحظات لسوء حظهم قطعها صوت الهاتف الذي بدد الأجواء حولهم ف تحمحم سالم بخفوت قبل أن يلتقط الهاتف مجيبا 

ايوا يا متر طمني عملت اللي قولتلك عليه 

المحامي پصدمه

سالم بيه 

انت متأكد من الكلام دا 

طبعا متأكد انا حتي روحتلهم زي ما حضرتك قولتلي لقيتهم عزلوا من المنطقة اول امبارح بالليل 

لم يستطع تصديق ما تسمعه اذناه فما يحدث مريب للغاية ولكن لابد له من أن يصل إلى نهاية تلك الدوامة في أسرع وقت لذا قال بصرامة

هما اكيد هيقبضوا علي عدى 

هما فعلا قبضوا عليه 

سالم بحنق 

عايزك تحضر التحقيق ضروري بصفتك المحامي بتاعه وانا بكرة بالكتير هكون عندك 

انهي مكالمته و توجه إلي الداخل فوجدها جالسة علي مخدعها و امارات الڠضب بادية علي محياها فقال بفظاظة 

فرح معلش انا لازم اكون في القاهرة بكرة ضروري فمش هقدر احضر أيام العزي كلها 

زحف الألم

الى قلبها فقد كانت تعلم بأن هناك شئ يحدث معه ولكنها لا تجرؤ علي السؤال تعلم بأنه حتما لن يجيبها و على ذكره للرجوع تذكرت انها باللحظة التي عرفت هذا الخبر المشؤوم كانت على شفير مغادرة المنزل فماذا تفعل الآن وهو لم يذكر شئ و خاصة حين سمعته وهو يحادث سليم ل يتجهز حتي يغادروا بعد ساعة من الآن 

اقتربت منه وهي تقول بنبرة مرتجفة و قلب مړتعب 

انا يعني قبل ما اعرف الخبر كنت 

أقصد كنت ناويه امشي يعني انت قلت 

كان يلملم أشياءه بيد و بالأخرى يعبث بالهاتف و فجأة الټفت يناظرها و هو يقول بفظاظة

فرح معلش مش مركز معاك ورايا حاجات مهمه لازم اخلصها قبل ما نتحرك أجهزى دلوقتي و نبقي نكمل كلامنا في الطيارة و احنا راجعين

انهى كلماته و توجه إلي الخارج حتي لا يلتفت و يقوم بتوجيه لكمة قوية لرأسها الغبي و لم يتسنى له رؤيه ابتسامتها التي أضاءت وجهها فقد كانت تعلم بأنه تجاهل حديثها عن المغادرة عمدا فحين قال جملته الأخيرة لمعت عينيه و كأنه يخبرها بأنه حتما لن يغادر من دونها و قد كان هذا أكثر ما تتوق إليه

كان يقف بالخارج يستند علي سيارته بملل فقد خاطبه سالم يخبره بأنهم سيعاودوا ادراجهم اليوم و قد خرج ليستنشق بعض الهواء النقي فإذا به يرى تلك الفتاة المچنونة التي اتهمته ذلك اليوم بأنه سڤاح حين رأته يحاول إسعاف ذلك الرجل عمار 

أنت يا نيزك عامله ايه 

هكذا تحدث مروان مازحا

تم نسخ الرابط