سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
يتجال فكرتي زين يا بت عمي حاسه إنك اختارتي صوح
أجابته بقوة انبعثت من عينيها أولا
انا مش حاسه أنا متأكدة إني اخترت صح
لونت السخرية ملامحه قبل أن يقول بتهكم
كنت متوكد إنك هتجولي أكده بس لازمن انبهك أن سالم ده مش سهل واصل و لا هو البطل اللي في خيالك ده جلبته شينه و جسوته ملهاش آخر
قاطعته پغضب
مالوش لازمه الكلام دا يا عمار
له لازمه يا فرح و لازمن تسمعيه عشان ابجي خليت مسئوليتي جدام ربنا اللي أنت مفكراه عادل و مفيش منه رمى بت عمته لواحد أجل كلمة تتجال عليه أنه مش راچل دوجها المر اني عارف انك معتحبيش شيرين دي ولا اني كمان بس الحج لازمن يتجال أنه يعچل بفرحه منك ده مالوش معنى بالنسبالي غير أنه بيأدبها عشان اللي عملته زمان هتجوليلي ايه اللي عملته هجولك أنهم كانوا مخطوبين و هيتچوزوا وهي اتعلجت بصاحبه و حبته
قاطعته بحدة
تبقى خاينه
عمار بتأكيد
مجولناش حاچه عنديك حج بس هو كان چبان و مهموش بت عمته و اللي هيحصلها من الچوازة دي و كل اللي كان في باله أنه يرد كرامته حتي لو هيدهوس على حريمه!
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
انا مش فاهمه إنت تقصد إيه و يعني إيه رماها مش هي حبت واحد و اتجوزته هو ماله
اومأ برأسه فقد شعر بأن الحديث لا طائلة منه فقال باختصار
الحكاية دي تبچي هي تحكيهالك انا نبهتك الراچل ده مش زي الصورة اللي رسمهاله في خيالك الف مبروك يا عروسه
عودة للوقت الحالي
كانت ترتعب وهي
ترى العصا تدور هنا و هناك تخشى من حدوث أي شيء قد يعكر صفو هذه الأجواء ولكن فجأة وجدت ضحكة قويه شقت جوفها حين رأت مروان الذي جذب حمارا و أخذ يدور به في حلبة الرقص يمسك بيد لجامه وباليد الأخرى عصا وأخذ يدور بها حولهم فتعالت القهقهات من كل حدب و صوب فقد كانت حركاته مضحكة كثيرا و بعد أن انتهت تلك الرقصة اقترب عمار من أذن سالم قائلا بوعيد
متخافش أكده احنا بنكرمو ضيوفنا في دارنا لكن تارنا بناخده في دارهم
لم يهتز سالم إنشا واحدا إنما قال بفظاظته المعهودة
مابحبش الرجالة لما ترغي كتير الرغي دا للحريم وريني آخرك
عمار بتوعد و نظرات حانقة
جريب هتشوفه جريب
يبقى مترغيش كتير اعمل وانت ساكت وانا مستنيك
أنهى كلماته و توجه يجلس بين أقاربه لحين انتهاء الحفل الذي دام لساعات بدت دهرا عليه فلم يعد يحتمل و توجه إلى عبدالحميد قائلا بخشونة
حاج عبد الحميد كفايه بقي احنا ورانا سفر و معاد الطيارة فاضل عليه ساعتين يدوب نلحق نجهز
مانت اللي مراضيش تسمع الكلام جولتلك خليكوا اهنه الليلة انت الي راكب دماغك
سالم بصرامة
الموضوع دا منتهي الجدال فيه مضيعه للوقت وزي مانت اتمسكت بالأصول و العادات احنا
كمان لينا اصولنا و عاداتنا
عبد الحميد باستسلام
اللي تشوفه اتفضل معايا انت و سليم ع المندرة علي ما العرايس يچهزوا
أشار سالم الي سليم الذي تبعه إلى الداخل و ما هي إلا لحظات حتي جاءته أمينة تحمل محمود الذي لم تتركه يداها طوال الحفل تخشى عليه مما أخبرتها به ريتال و للحظة أرادت إخبار سالم بما حدث ولكنها لم ترد تخريب اليوم أكثر فيكفي ما حدث قبل أن يأتوا إلى هنا فاقتربت منه تحتضنه بقوة وهي تقول بجانب أذنه
ربنا يسعد قلبك يا ابني عروستك زي القمر
احتضنها سالم بقوة قبل أن يقول بحنان
ربنا يحفظك لينا يا ست الكل
قبل كفها باحترام و كذلك فعل سليم الذي قال بمرح
إنت نستيني يا حاجة ولا إيه مانا بردو عريس ولا سالم واكل الجو
ابتسمت أمينة بحب انبعث من نظراتها أولا قبل أن تترجمه شفتيها
حين قالت
انا اقدر انساك دا انت حتة من قلبي ربنا يسعدك يا حبيبي و يحفظك إنت و عروستك خطفت قلبي بجمالها و رقتها الله يعينك عليها
ابتسم سليم و داخل ضلوعه رفرف قلبه من كلمات والدته التي التفتت إلى تهاني و أخبرتها شيئا بجانب أذنها فتفهمت الأخرى و انصرفت بعد أن قدمت التبريكات فالتفتت أمينة إليهم قائلة
هنسبقكوا احنا و انتوا اتعشوا و هاتوا عرايسكوا و تعالوا ورانا
تحدث سالم بصرامة
هنمشي كلنا سوى عشا إيه و كلام فارغ إيه
أمينة بهدوء
معلش عشان خاطري و خاطر فرح الناس جهزوا عشا بناتهم لسه شويه علي معاد الطيارة احنا هنروح عشان عمتك وصلت المزرعة هي و شيرين خليني أروح اطمن عليها مينفعش أسيبها كدا
زفر سالم بحنق فتدخل سليم قائلا
ماما عندها حق يا سالم خليهم هما يسبقونا
تمام زي ما تحبي
وصلت تهاني قائلة بسعادة
سالم بيه اتفضل على الجاعه العشا جاهز و العروسه كمان مستنياك هناك
اومأ سالم و كل ذرة من كيانه تنتفض ترقبا و لهفة و شوقا لرؤيتها ولكنه حافظ علي ثباته كالعادة و توجه بخطى وقورة إلى حيث ارشدته تهاني و حين دلف إلى الغرفة تسمر بمكانه وهو ينظر إلى تلك التي كانت تقف بآخر الغرفة تخفض رأسها في خجل غير قادرة على رفع عينيها أمامه فخرج اسمها همسا من بين شفتيه
فرح
لم تستطع إلا أن ترفع رأسها إثر همسه الذي استقر بمنتصف قلبها الذي ارتج حين طالعته بهيئته المهلكة و وسامته الفذة المطعمه بقوة بدائيه أضفت هالة من السحر الذي جعلها كالمنومة مغناطيسيا حين وجدته يفتح ذراعيه على مصراعيها في دعوة صريحه لتستقر بداخل
رددت كلماته هامسة بقلب يطرق كالطبول و أنفاسا لاهثة
أخيرا
رفع رأسه يحتوي وجهها بين يديه بحنان لا يعرف إلى أي جهة تسرب إلى قلبه و سددته نظراته كسهام مشتعله بنيران من عشق استقرت في أعماق فؤادها و جاءت كلماته لتطيح بكامل ثباتها حين قال
الحاجة قالتلي عروستك حلوة أوي يا سالم بس طلعت بتضحك عليا
اړتعب قلبها و انكمشت ملامحها من كلماته وقالت بلهفه
ليه مش حلوة
ارتسمت على ثغره ابتسامة عاشقة وهو يقول بخشونة
حلوة بس
ارتخت ملامحها و تدللت قائلة
حلوة لأي درجة
أجابها بهمسه القاټل
هروح أغير هدومي و أجيلك على طول
تؤ تؤ أنا عايزك تيجي زي مانت كدا عايزك تدخلي البيت بالفستان
هكذا تحدث بنبرة آمرة فرفعت رأسها باندهاش فأردف بخفوت
فرحتي هتكمل لما تدخلي البيت و أنت عروسه عايزك تمليه فرح زي ما مليتي حياتي
شعرت بما تحمله كلماته من معاني رائعة انشرح لها قلبها و شعرت بالسعادة و كأنه نبت لها جناحان فأومأت برأسها وهي تقول بخفوت
أوعدك
كان لهذا ابتسم وهو يقول بمزاح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انكمشت ملامحها بامتعاض فتابع بسخرية
أنا عريس النهاردة لو مش واخده بالك
اغتاظت من حديثه فقالت بتهكم
عريس اه خدت بالي ابقي اعدل البيبيون عشان معووج
سليم بسخرية
هو بردو اللي معووج !
تقصد إيه
لا ولا الحاجه نعدله نقلعه خالص لو مضايقك
حسيت إن البدلة مضيقاك فقولت أقلعها أنا أساسا اتخنقت منها
اغتاظت من حديثه فهبت غاضبة
إنت بتهزر صح دمك تقيل على فكرة و أنا مش في المود فأحسنلك متضايقنيش
ڼصب عوده وتقدم منها و عينيه ترسلان سهاما مشټعلة استقرت في قلبها الذي أخذ يطرق پعنف خاصة حين سمعته وهو يقول بخشونة
مين مزعل حبيبي
أجابته بغباء
حبيبك مين
لونت ملامحه ابتسامة عابثة و أجابها
بخفوت
عايز أقول كلمتين مهمين
اللي هما
هكذا أجابته بأنفاس لاهثة بعد أن وصلت إلى آخر الغرفة فأصبحت سجينة بينه و بين الحائط فأجابها بلهجة خاڤتة ولكن عميقة
شكلك زي القمر أحلى
عروسة شافتها عيني
كانت تريد افتعال أي شجار معه تريد الصړاخ بأنها خائڤة ولكنه لا يعطيها الفرصة لذا ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تقول بتلعثم
أنا مش عروسة
أومال الفستان اللي دافع فيه ډم قلبي و المهر اللي جدك مخيطني فيه و الشبكة اللي بقد كدا كل دول لمين لأمي دانا فلست من ورا الجوازة
هاتيه يا فرح غمضي عنيك و هاتي النوم بأي طريقه عشان لما نوصل آخر حاجة ممكن تعمليها هي إنك تنامي
أنهى كلماته و نظر إلى الجهة الأخرى ليعطيها الفرصة كي تستوعب كلماته التي ما أن وصل معناها إلى رأسها حتى شعرت أنها تذوب في مكانها كقطعه ثلج من فرط خجلها الذي تجلى بوضوح على معالمها و التقمته عيناه الخبيرة فمال برأسه
تنظر من النافذة تحاول تجنب ذلك الذي كانت عيناه تتلقفان كل حركة تصدر منها و كأنه شعر بمدي خۏفها من ركوب الطائرة فقام باحتضان كفها حين أوشكت الطائرة على الإقلاع مقربا رأسه من أذنها ليلقي عليها سؤالا كان كارثيا بالنسبة لها
قوليلي يا جنة هو الروچ دا بيتمسح على طول و لا بيسيب أثر
التفتت تناظره پصدمة لونت ملامحها بطريقه مضحكة و خرج صوتها جافا حين قالت
و انت مالك
اجابها ببراءة مزيفة
لا اوعي تكوني فهمتيني غلط أنا اقصد عشان ميتعبكيش و إنت بتمسحيه
ناظرته باستنكار و قالت بتهكم
لا متشغلش بالك انت انا بعرف امسحه كويس
طب كويس انا بطمن بس
لا اطمن
أردف بنفس اللهجة العفوية
طب قوليلي الدبابيس اللي في شعرك دي بتاخد وقت بقى في فكها ولا بتتفك علي طول
اغتاظت من أسئلته التي تعلم أن وراءها غاية غير شريفة فقالت بحنق
و انت مالك بردو
أجابها بملامح بريئة تتنافى كليا مع عينيه اللتان كانت تشاكسها
أبدا والله أنا بس عايز اطمن إنك متتعبيش في فكها طبعا لو احتاجتي مساعدتي أكيد مش هتأخر
لا شكرا انا هعرف اتصرف
تبدلت ملامحه و ارتسمت ابتسامة عاشقة على ثغره و قال بهدوء و هو يشير إلى النافذة
طب على فكرة احنا طايرين بصي كدا
تفاجئت بأن الطائرة أقلعت دون أن تشعر و قد نجح في أن
يشتت انتباهها عن هذا الخۏف العظيم الذي كان يغزو قلبها فلم تستطع منع ضحكتها الجميلة التي أضاءت ملامحها في تلك اللحظة فكانت أروع هدية له في هذا اليوم
بعد مرور بضعة ساعات اصطفت السيارات أمام مزرعة عائلة الوزان فتنفس الجميع الصعداء و قام سليم بحمل جنة النائمة بين ذراعيه متوجها للأعلى بعد أن أعطى غمزة إلى سالم الذي ابتسم بشماته على أخيه الذي يعلم كم سيعاني مع تلك الجنة و الټفت ناظرا إلى فرح التي كانت تحاول الترجل من السيارة بفستان زفافها الثقيل فتوجه إليها لمساعدتها و بالفعل قام بإنزالها من السيارة ممسكا بكفها إلى أن وصل إلى باب المنزل و ما كادت أن تخطو خطوة إلى الداخل حتى قام بحملها بخفة بين يديه فشهقت بخفوت وقالت پصدمة
سالم بتعمل ايه
أجابها باختصار و هو يتوجه إلى الأعلى
شايل عروستي متفرجتيش على أفلام عربي قبل كدا
فرح بخجل
حد يشوفنا
إيه المشكله خليهم يتعودوا
أجابها بسلاسة جعلت خجلها يزداد أكثر فتحدثت بخفوت
انت مچنون بجد
أجابها بتخابث وعينين يطل منهما العبث
اتقلي ع الجنان لسه هتشوفيه على أصوله
خبأت رأسها في كتفه إلى أن وصل بها إلى غرفته و ما أن أنزلها و هم بإغلاق الباب تفاجئ بهمت التي وقفت أمامه وهي تقول بنبرة جامدة
أنا عارفه إنه