سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
لأمر هام و حين دلفت من الباب وجدت الجميع يقف في البهو و توجهت جميع الأعين إليها و من بينها عيناه التي كانت مستعرة بنيران جحيميه جعلتها تمد يدها إلي شقيقتها تمسك بها كأنها طوق نجاتها و علي الفور إمتدت يد فرح تمسك بيدها و نظراتها تطمأنها فقد كان مظهرها يؤلم القلب كانت كعصفور
صغير تائه شريد و عيناها تغشاها طبقه كرستاليه من الدموع التي لو فسرنا سببها فلن تكفي الحروف لسرده و قد أشعره مظهرها ذا پألم حاد نخر عظامه إثر رؤيتها مدمرة بتلك الطريقه و كأن غريزته الرجوليه أبت عليه أن يري إمرأة ضعيفه مکسورة بهذا الشكل أو لنقل بأن هناك شئ ما بقلبه قد إنفطر عند رؤيته ألمها منذ أن رآها تهرول من غرفه والدته حتي إندلعت حرب داميه بداخله و ود لو أنه يطمئنها و ينزع نظرات الخۏف تلك التي ترتسم بمقلتيها و لكن جاءت كلمات أخاه القويه لتخرجه من دوامه أفكاره
تعالي يا جنه هنا
عند سماعها صوته الآمر تمسكت أكثر بيد شقيقتها فرق قلب سالم علي مظهرها و قال يطمئنها
تعالي يا جنة مټخافيش
نظرت إليها فرح
و أومأت برأسها لتطمئنها فتحركت بخط سلحفيه حيث وقفت أمام سالم الذي إمتدت يده تمسك بمرفقها بلطف تنافي مع لهجته القويه حين قال
الكلمتين إلي هقولهم دول يثبتوا في دماغ الكل و أعتقد ان الكل هنا عشان محدش ييجي يقول مسمعتش
طافت عيناه علي وجوه الجميع و إستقرت عند والدته حين قال بنبرة قويه خشنه
جنة مرات حازم الوزان شرعا و قانونا و أنا معايا إلي يثبت دا و إلي في بطنها إبنه و من صلبه
إبن الوزان عارفين يعني إيه إبن الوزان !
و اللي هيقول غير كدا ميلومش غير نفسه و أي حد هيتعرض لجنة أو فرح و لو بنظرة بردو ميلومش غير نفسه جنة و أبنها ليهم هنا زي ما كلنا لينا بالظبط كلامي واضح
و لا أعيده تاني !
اختتم كلماته و عيناه تتفرق بين الجميع بنظرات صارمه متوعدة لمن يخالف أوامره أو يتفوه بما لا يروقه و لكن ألتزم الجميع الصمت ألا من أمينه التي قالت بوقار
مفيش قول بعد قولك يا سالم الموضوع أنتهي خلاص و جنة زيها زي حلا و سما مش كدا يا جنة
لم
تتفوه جنة بحرف علي الرغم من صډمتها بحديث سالم الذي أعاد إليها كرامتها المفقوده و قد أراحها ذلك بشكل كبير و لكنها لم تستطيع التاكيد علي حديث تلك المرأة فهي أبدا لن تنسي معاملتها لها و لكن جاء حديثسليم الغير متوقع حين قال بتحفظ
الأيام هي إلي هتبين يا حاجه
لم تفهم إجابته و ما خلفها هل يدينها أن يدعمها هكذا تسائلت بداخلها و لكن قطع حبل أفكارها حديث سالم الذي إلتفت إليها قائلا بصوت خشن
أعتقد كدا أنت فهمتي وضعك إيه في البيت و ياريت بلاش عياط و جو العيال الصغيرة دي يحصل تاني
أنهي كلماته و ألتفت متوجها إلي مكتبه و ما أن أوشك علي الدخول حتي أوقفه صوت حلا التي هرولت إليه قائله بلهفه
أبيه سالم
توقف سالم الذي كان
مايزال يشعر بالڠضب من ما فعلته فلم يلتفت لها و لكنها أقتربت تقف أمامه و قالت بنبرة خافته
أنا
قاطعها بقوة و لكن بلهجه خفيضه يشوبها العتب
أنت خيبتي أملي فيك يا حلا
أصابتها جملته في الصميم فاندفعت تقول من بين قطرات أوشكت علي الهطول
أنا أسفه
قاطعها قائلا بحدة
الإعتذار دا تروحي تقوليه لابن اخوكي لما ييجي الدنيا و يعرف أن عمته الوحيده أهانته هو و أمه بالشكل دا
كان يعلم معدنها و بواطنها و تأصل الخير بداخلها لهذا أراد اللعب علي تلك الاوتار و تركها ټصارع مع ضميرها الذي حتما سيؤنبها و يعيدها إلي الطريق المستقيم
ما أن دلف إلي الغرفه و أغلق الباب خلفه حتي سمع طرقا عليه و قد علم هويه الطارق و لكنه تجاهل إحساسه القوي و قال بلهجه خشنه
أدخل
دلفت إلي الغرفه و هي تجر أقدامها إلي الداخل بينما عيناه الثاقبه تناظرها بنظرات غامضه لم تنجح في تفسيرها و لكنها لم تجعلها تتراجع إذ توقفت أمامه تناظره بإمتنان تجلي في عيناها الزيتونيه
شكرا أنك دافعت عن جنة و ردتلها أعتبارها قدامهم
صډمه إمتنانها للحظه و لكنه لم ينجح في إخماد غضبه المشتعل جراء ما حدث لذلك قال
بلامبالاة
مش مستني منك شكر أنا عملت إلي كان مفروض يتعمل
إغتاظت من صراحته الفجة و حديثه المستفز و ثارت جيوش ڠضبها و لكنها كمدت ما تشعر به وتشدقت ساخرة
أنا كمان بشكرك عشان أتعودت أن أي حد يعمل حاجه كويسه مفروض يتشكر عليها و مش فارقلي إذا كنت مستني دا أو لا
نجحت في إثارة روح التحدي بداخله فرفع رأسه يطالعها بغموض بينما قال بإختصار
نعم !
أعادت كلمته بهدوء مستفز
نعم !
رغما عنه أفلتت شفتيه عن بسمه متسليه لم ينجح في قمعها فقال بتسليه
أنت مبتيأسيش
يعني إيه
سالم بأعجاب خفي
عندك إستعداد تفضلي تحاربي طول الوقت مبتعديش حاجه أبدا
صدمت من حديثه و لكنها قالت بتعجب
عشان جيت أشكرك إنك وقفت جمب جنة أنا كدا بحارب ! لا أنت غلطان علي فكرة أنا بس بحب أدي الحق دايما لصحابه حتي لو كان صاحب الحق ميستاهلش
قالت كلمتها الأخيرة بخفوت فرفع إحدي حاجبيه قائلا بوعيد
ميستاهلش !
غمغمت بخفوت
مش قصدي أنه ميستاهلش بمعني حد وحش يعني ! ممكن يكون شخص متكبر مغرور و بيتكلم من طراطيف مناخيره
ردد عباراتها بذهول
متكبر و مغرور و بيتكلم من طراطيف مناخيره دا أنا المفروض
راوغته قائله
والله أنا مقولتش أن أنت كدا بس لو شايف الصفات دي تنطبق عليك فأنت حر أنا يعني هعرفك أكتر من نفسك
تراجع بمقعده إلي الخلف و قهقه ضاحكا قبل أن يقول من بين ضحكاته
أنتي مشكله يا فرح !
أسرتها ضحكاته الخلابه للحظه قبل أن تتخضب وجنتاها بلهيب الخجل جراء كلمته البسيطه و لكن نظراته كانت عميقه حتي شعرت بها تتغلغل إلي داخلها فهربت بنظراتها الي الجهه الآخري و قالت بنبرة
هادئه
و لا مشكله و لا حاجه أنا بس بحب الناس تعاملني زي ما بعاملها و دايما ببدأ بالخير عشان ألاقيه
أقتنصت عيناه خجلها و إهتزاز حدقتيها فاقترب واضعا مرفقيه فوق المكتب أمامه و هو يقول بغموض
أفهم من كدا أنك بتقدميلي الخير و منتظراه مني !
جفلت من حديثه و شعرت بضربات قلبها تتخبط بداخلها پعنف فإلتفتت إليه بلهفه و قالت بإندفاع
لا طبعا مقصدش كدا أنا بقولك بس إن دي طريقتي في التعامل مع الناس !
طب و عيزاني أعاملك إزاي
خرجت الكلمات من بين شفتيه ثابته مصحوبه بنظرات ثاقبه كانت تأسرها للحد الذي جعلها غير قادرة علي الحديث تكاد تجزم بأن قلبها توقف عن الخفقان للحظه و فقدت السيطرة علي حواسها و لكن تدخل عقلها لينبهها أن ناقوس الخطړ قد أقترب
منها كثيرا فحاولت فرض سيطرتها علي ما يعتريها من تخبط و قالت بنبرة متزنة
تعاملني زي ما أي مدير بيتعامل مع سكرتيرته
دام الصمت
للحظات قبل أن ترتسم إبتسامه ساخره علي شفتيه بينما عيناه ظلت علي حالها من الثبات الذي تجلي في نبرته حين قال
بس إلي قاعد قدامي دلوقتي مش فرح سكرتيرتي
للحظه لم تفهم مقصده و لكن عيناه التي طافت فوق ملامحها و خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها فوصل إليها مقصده فتحمحمت بخفوت قبل أن تقول بتوتر
دا مالوش علاقه بمظهري علي فكرة أنا فرح في كل حالاتي
و دي أحلي حاله فيهم حطي دا في عين الأعتبار !
جاءت كلماته مباغته فجعلت حدقتيها تتسع للحظه فلم تكن تستوعب ما قاله هل كان ذلك غزلا صريحا منه
لم يتثني لها فهم ما يحدث إذ جاء الطرق علي الباب و الذي لم يكن سوي لأمينه التي دخلت إلي الغرفه و هي تطالعها بنظراتها الثاقبه فعادت إليها ذكري ما حدث فاتقد الڠضب
مرة ثانيه بداخلها و إلتفتت إليه قائله بجمود
أنا بره وقت ما تعوز نبتدي الشغل نادي عليا
اومأ برأسه كإجابه بينما تبدلت نظراته إلي آخري جامدة صډمتها و لكنها لم تفصح عن صډمتها بل تحركت في طريقها إلي الباب مرورا بأمينه التي أوقفتها قائله بلهجة ذات مغزي
فاجأتيني النهاردة يا فرح !
توقفت فرح بمنتصف طريقها و ألتفت تناظرها بإستفهام قائله
يعني إيه
أمينه بنبرة ساخرة
وقفتك قدامنا كلنا
عشان تدافعي عن أختك عجبتني و فاجئتني
فرح بنبرة جامدة
عجبتك و فاهماها إنما فاجئتك ليه
أمينه بتخابث
مش لايقه مع مظهرك الجديد يعني لو كنتي فرح إلي كانت هنا من ساعتين كانت هتبقي لايقه أكتر
شعرت فرح كأن دلوا من الماء المثلج قد سكب فوق رأسها و فكنت إلي ما ترمي إليه تلك العجوز و قد أشعرها ذلك پغضب عارم و لكنها صدمت حين تابعت قائله بفجاجه
هنصحك نصيحه و متزعليش من صراحتي بس أنت زي بنتي بردو و علي وش جواز يعني لما ربنا يبعتلك إبن الحلال هتبقي تعرفي قصدي كويس الراجل مابيحبش الست إلي شخصيتها قويه و تقف تناطحه راس براس بيحب الست إلي تحسسه برجولته و تبقي ضعيفه قدامه و لا إيه يا سالم
سالم بهدوء
في المطلق الراجل بيحب الست تبقي قدامه ست و من وراه راجل
شعرت بحريق يسري في معدتها جراء فجاجه تلك العجوز و لكنها أبتلعت جمرات ڠضبها و أرادت إحراقها و لكن ما أوشكت علي الحديث حتي جاءت كلماته لتجهز علي ما تبقي من ثباتها لذا قالت بنبرة قويه ثابته
الراجل ضعيف الشخصيه قليل الحيله بس إلي بېخاف من الست القويه يا حاجه و متقلقيش أنا هحط نصيحتك في دماغي من باب العلم بالشئ بس لما آجي أختار شريك حياتي هختار راجل بجد قوتي دي متهزوش بالعكس يبقي فاهمها صح الراجل لما بيقع مراته بتبقي هي جيشه الوحيد و لو مراته دي ضعيفه وقليله الحيله هتبقي مجرد عبأ عليه أما الست القويه بتبقي سند مش أي راجل يستاهله
قالت جملتها الأخيرة بينما أرسلت نظرات قويه لكليهما و ألتفتت مغادرة و هي تقوم بقلب شعرها في حركة أستعراضيه أشعلت ڠضب أمينه علي نقيضه فقد أثارت حركتها جميع حواسه و إنتفض شئ قوي بداخل قلبه بينما إلتفتت أمينه تناظره پغضب و هي تقول
بنت قليلة الأدب
كان مروان في الخارج يحاول تهدئه حلا التي كانت تنتحب و قلبها يؤلمها علي ما حدث و مازالت تتذكر نظراته شقيقها التي كانت الخيبه ترتسم بها فهي تعشق أشقائها و لا تتحمل أن يغضب منها أحدهم
خلاص بقي يا حلا أنتي قرفتيني من ساعة ما جيت و أنتي مش مبطله عياط
حلا بإنهيار
مش قادرة يا مروان أنت مشفتوش كان بيبصلي إزاي نظراته كلها عتاب و