سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
حديثه الذي يظهر لها بواطن تفكيره ونظرته للأمور لتتفاجئ حين تابع بتهكم
عارف إن كلامي هيضايقك فكرة التعدد دي مرفوضة عند أي ست ألا طبعا الست العاقلة
رمقها بنظرة جانبية حين انهى جملته فباغتته حين رسمت قناع الجدية على ملامحها قائلة بنبرة ثابته توحي بمدي صدقها
مين قالك كدا فكرة التعدد مش مرفوضة بالنسبة لاي ست و لا حاجه يعني أنا مثلا لو كنت راجل كنت أتجوزت أربعة !
وصلنا
تحمحمت قبل أن تتمتم بخفوت
طبعا أنا لو رفضت هتعمل نفسك و لا كإنك سامع اصلا
أجابها بإختصار
بالظبط
إجابته بحنق
خليك فاكر إنك علي طول بتدبسني
اشمعنا كمان ادبست !
باغتها رده و تلكا لتنهيدة القوية التي خرجت من جوفها فإلتفتت تقول بترقب بينما هناك ضجيج قوي بداخل
ا
أنت قولت ايه
قولت يالا عشان نختار سوي هتلبسي ايه
لم تتيح لها الفرصة للحديث إذ تفاجئت بصوت أنثوي خلفه يقول پصدمة
سالم
كانت تقود سيارتها باقصي سرعة و لم تكن تبالي بصړاخ الناس من حولها و لا تلك الأصوات الصاخبة لأبواق السيارات حولها فقد تكالب عليها كل شئ ألمها و ڠضبها و كبرياءها المدهوس فأخذت تبكي كل شئ يؤلمها تبكي كما لو لو تفعل من قبل حتي أن صوت بكاءها تحول الي صړاخ وصل إلي مسامع ذلك الذي كان يلاحقها بكل ما أوتي من قوة و بداخله يرتعب من أن يحدث لها أي شئ و لكن فجأة أظلم كل شئ من حوله حين شاهد سيارتها التي انقلبت في الهواء و هبطت بقوة علي الطريق أمامه فأوقف سيارته و هرول مسرعا الي تلك السيارة التي تحطمت و انقلبت علي رأسها و ما أن رأي تلك المكومه بداخلها حتي خرج صوت من أعماق قلبه الذي صړخ قائلا بړعب
حلااااااا
يتبع
السابع عشر
أخبريني كيف يمكنني الإفصاح عن ذلك العشق الذي تغلغل إلى داخلي و احتل كل ذرة من كياني دون أن أمس كرامتي أو اخدش كبريائي! كيف اخبرك بأنى أشتاق لعالم لم يخلق به سواك أنت و عينيك و ابتسامتك التي أضاءت ظلام قلبي فتمهلي و أرأفي بقلب لم يبصر النور إلا على يداك و إن كان المنطيق يأبى الإفصاح عن الهوى فالقلب بات عاشقا حتى الثرى
نورهان العشري
لا تجابه القوة إلا بالقوة و لا تقهر المرأة إلا بالمرأة قد تكون تلك المقولة قاسېة قليلا و لكن ليست أقسي من أن يقف كبرياء المرأة بينها و بين العشق خاصة إن كان عشق رجل مثله لا يقبل بالهزيمة و لا يعرف أنصاف الحلول أكثر ما يثير جنونه العصيان خاصة حين يكون أول من إستسلم فحينها يمتزج عشقه بكبرياء عاصف لا يقبل المقاومة فإما الاستكانة بينه أو الذوبان في بحور هواه وإن اختارت التمرد
فليكن بين جنبات و هذا أقصي ما هو مسموح به
برقت عيناها حين سمعت ذلك الصوت الأنثوي يناديه برقه تليق كثيرا بصاحبة العينان الزرقاء الصاخبة كجمالها الذي جعل دقاتها تتقاذف ڠضبا ذو نكهة مؤلمھ حين وجدته يلتفت إلى تلك المرأة و من ثم قال بنبرة مشتاقه قبل أن يغادر السيارة للترحيب بها
مروة !
ما أن خطت أقدامه خارج السيارة حتي اندفعت المرأة تعانقه بشوق كبير قابله تحفظ من جهته ولكن لشدة حنقها لم تلحظه فقد أعماها ڠضب مقيت جعلها تترجل من السيارة دون وعي و
عيناها معلقه بذلك الثنائي الذي بدا و كأنهما يعرفان بعضهما تمام المعرفة
مروة بشوق
سالم ايه الصدفة الجميلة دي
سالم بحبور
هي صدفة جميلة فعلا عامله ايه
مروة بجرءة
قبل ما أشوفك و لا بعد ما شوفتك
ارتسمت ضحكه عريضة علي محياه حين سمع بابا السيارة يفتح من جهتها فأراد اللعب قليلا إذ قال يشاكسها
هو في الحالتين انتي زي القمر
صدحت ضحكه عاليه من ثغرها الجميل قبل أن تقول بدلال
سالم الوزان بيعاكسني انا كده هتغر!
سالم بمزاح
لا اتغري براحتك !
سحبت نفسا طويلا ل تثبط نوبة البكاء التي كانت على وشك الإڼفجار في أي لحظة و ظلت على حالها لدقائق كانت كساعات و هي تتظاهر بالنظر ل واجهات المحلات الزجاجية ولكنها في الحقيقة كانت
مغمضة عيناها وجهها يعكس
مدى عڈابها الذي تشعر به و الذي جعلها في واد آخر حتى أنها لم تلحظ توقفه بجانبها لثوان و تلك البسمة الصافية المرتسمه على ثغره و التي كانت أشد اتساعا بقلبه الذي كان يشفق عليها من ألم الغيرة الذي لا يرحم و لكن لا بأس ف لتشعر بشئ بسيط مما يعتمل ب
الفستان عاجبك اوى كدا
اللعڼة علي صوته الذي يرسل ذبذبات حسية تسري في سائر جسدها الذي ينتفض بقوة الآن و لكنها كانت بارعة في إخفاء تأثيره عليها لذا فتحت عيناها الصافيه رغم كل شئ و التفتت
تناظره بهدوء يتنافى مع ضجيج قلبها و رسمت ملامح الشجن فوق قسماتها الجميلة و قالت بصوت متأثر
مش أوي بس فكرني بذكريات مكنتش حابة افتكرها
بلمح البرق إنقلب عالمه رأسا علي عقب فقد كان يظن بأنها تتلظى بنيران الغيرة و ها هي تصدمه بأنها غارقة في ذكريات يعلم أنها كانت مع غيره خفقة وجلة ضړبت پعنف فؤاده فأصبحت حتى دقاته تؤلمه و لأول مرة بحياته يرغب في صفع إمرأة ف أظلمت عيناه و ارتسم بها نظرة جوفاء قاسېة اخافتها للحظة فأرادت الهرب من نيران كانت هي من أشعلتها لذا توجهت الى باب المحل و هي تقول
في كام حاجه عجبتني هدخل أشوفها
لم يجيبها إنما اكفهرت تعابيره بشكل مريب و قد أيقن في تلك اللحظة بأن طريقهما لازال طويل و قد كان هذا درس قاس جعله يعلم بأن كل النساء لا يجب اللهو معهن
سمعت صوت الباب يفتح و علمت بوجوده خلفها فقد كان حضوره آسر و هيبته طاغية و رائحته التي أصبحت تروق لأنفها كثيرا و ينتشي بها سائر جسدها الذي تخشب حين سمع صاحبة المحل و هي تتوجه إليه بترحاب كبير
أهلا أهلا سالم بيه
لم يجيبها إنما هز رأسه و هو يضع يديه بجيوب بنطاله خشية أن يقوم بكسر ها فقد استنفذ كل ذرة مقاومة لديه حتى لا يقوم بهزها و إخراج تلك الذكريات اللعېنة من رأسها و لكن لا بأس سيعرف كيف يمحيها و لكن بطريقته
كانت عيناه تطوف كل شئ حوله دون أن يظهر علي ملامحه أي شئ و لكن ذلك لم يعيق تلك المرأة التي كانت تتعمد الدلال و هي تقول
أنا حقيقي مش مصدقة نفسي اني واقفه قدام حضرتك المحل حقيقي نور بوجودك
امرأتان في نفس الساعة تحومان حوله كان هذا أكثر من قدرتها علي التحمل لذا التفتت پعنف غير مقصود و عينان تشتعلان ڠضبا لتتفاجأ به يعطيها ابتسامة ساحرة و هو يقول بتحفظ
شكرا لذوقك
اقتربت فرح منهما و هي تقول بنبرة بها بعض الترفع
في كام حاجه عجبتني عايزة اجربها
اه طب ثواني هشوف حد من البنات يقف معاكي !
هكذا حدثتها المرأة بلامبالاه بينما صبت كل إهتمامها عليه و التفتت إليه تقول بلطف زائد
حضرتك تؤمرني بأيه يا فندم
انتفخت أوردتها ڠضبا من تلك الحثالة التي عملتها
ب لامبالاة بينما تناظره وكأنها سوف تلتهمه و ذلك الوغد الذي يرسم اجمل ابتساماته أمامها وكأنه يريد اغاظتها! ستريه ذلك المعتوه الأبله المغرور الوسيم الذي يستهلك جميع أحاسيسها في آن واحد لدرجة تجعلها تشعر بالتعب دون أن تقوم بفعل اي شئ فقط يكفيها مشاهدته هو و معجباته الغبيات أخرجها من شرودها حين سمعته يقول بطلف
ياريت تشوفي الهانم عايزة إيه
ايه دا هي الهانم مع حضرتك
هز رأسه فتقدمت فرح تقف
بجانبه و هي تقول بتهكم
تخيلي !
انا والله معرفش طب اقدر اساعد حضرتك بأيه شاوريلي علي الي عاجبك و أنا هجبهولك بنفسي
شعر بها تقف بجانبه و قد كان وجهها محمرا بشده و يبدو بأنها غاضبة بشكل كبير و لهذا واصل العزف علي أوتار حنقها إذ قال موجها نظراته لها
تمام يا أنسه فرح اختاري الي تحبيه المدام بنفسها هتبقي معاكي !
آنسة فرح!! الآن يناديها بهذا اللقب و كأنها لا تعنيه!
ارتسم تعبير مندهش ممزوج پغضب واستنكار جعلها ترفع إحدي حاجبيها و هي تناظره بينما هو رسم الإستمتاع علي ملامحه و عيناه الماكرة التي كانت ترسل تحدي مبطن لها و لكنها سرعان
ما أدركت لعبته و قررت مجاراته لذا التفتت إلي السيدة التي كانت مندهشة من نظراتهم التي توحي بالكثير و التي قطعها فرح حين أشارت إلي أحد الأركان و هي تقول بترفع
في هنا كام حاجه عجبتني عايزة اشوفهم
السيدة باحترام
عيوني يا فندم اتفضلي
رسمت فرح إبتسامه سمجه علي ملامحها و أوشكت علي السير خلفها فوجدت قبضته التي امتدت تمسك برسغها و صوته الآمر حين قال
مش محتاج أقولك أنه لو معجبتنيش مش هتلبسيه
بكل ما تملك من لطف التفتت تناظره وهي تقول بسخرية
مش محتاجه أقولك أني مش هاخد رأيك اصلا !
من المفترض منه أن يغضب
ولكن على العكس كان يبتسم علي ملامحها و حديثها فكل شئ تفعله يروق له وهو الذي لم يكن أحد يجرؤ علي معارضته خوفا من بطشه لتأتي هي تفرض سيطرتها علي قلبه الذي يشتهي تحديها و عنادها و حتى ڠضبها و هنا صدحت حقيقة قويه أمام عيناه و هو أنه واقع لتلك المرأة و بشدة استطاع الآن التخلص من كل القيود و الإعتراف بأنه يحبها بل يعشقها يشتهي كل شئ بها و كأنه جائع منذ زمن وهي ألذ ما رأي بحياته
كانت تقود سيارتها باقصي سرعة و لم تكن تبالي بصړاخ الناس من حولها و لا تلك الأصوات الصاخبة لأبواق السيارات حولها فقد تكالب عليها كل شئ
ألمها و ڠضبها و كبرياءها المدهوس فأخذت تبكي كل شئ يؤلمها تبكي كما لو لو تفعل من قبل حتي أن صوت بكاءها تحول الي صړاخ وصل إلي مسامع ذلك الذي كان يلاحقها بكل ما أوتي من قوة و بداخله يرتعب من أن يحدث لها أي شئ و لكن فجأة أظلم كل شئ من حوله حين شاهد سيارتها التي انقلبت في الهواء و هبطت بقوة علي الطريق أمامه فأوقف سيارته و هرول مسرعا الي تلك السيارة التي تحطمت و انقلبت علي رأسها و ما أن رأي تلك المكومه بداخلها حتي خرج صوت من أعماق قلبه الذي صړخ قائلا بړعب
حلااااااا
قبل ساعة من الآن
ترجلت حلا من سيارتها و توقفت أمام باب الجامعة و هي تنظر إليها لا تعلم هل تدخل أم لا لا تعرف شئ في هذه البلاد سوى تلك الجامعة التي لا تملك بها أي أصدقاء لا تعرف أين تذهب و لا مع من تتحدث ف كبريائها مجروح بشدة و لأول مرة يغضبها الحديث مع سما صديقتها