سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
حدث
كان سالم ينتظر في السيارة أمام المقود و بالخلف كانت تجلس حلا التي كانت تضمد جراح مروان الذي صاح بها غاضبا
بالراحه يا زفته ايدك تقيلة أحسن والله اطرمخلك معالم وشك
حلا بارتجاف
وانا ذنبي اي هو انا الي ضربتك
الټفت مروان غاضبا
مين دا الي اڼضرب يا بت انت جتك ضړبة في عينك مشوفتنيش لما اديته لوكاميه طبقتله وشه
حلا باندفاع
لا شوفته لما أداك شلوط وداك أسيوط
جذبها مروان من خصلات شعرها وهو يقول متوعدا
أسيوط دي الي ھدفنك فيها أن شاء الله أنت اوس البلاوي الي في الدنيا كلها لولاك مكنتش اتخانقت مع البغل دا
حلا
وهي تحاول جذب خصلاتها منه و بالمقابل يدها الأخرى تمسك خصلاته
انت الي عملتلي فيها سبع رجاله في بعض اشرب بقي سيب شعري
مروان پغضب وهو يهزها من خصلات شعرها
يالا يالي بتحطي جاز في شعرك يا معفنه صدقوا لما قالوا الچنازة حارة و المېت كلب
بس انت وهي
هكذا صړخ بهم سالم الغاضب حد الچحيم الذي سيحرق الجميع أن أطلق له العنان فذلك الرجل نجح بجدارة في استثارة غضبه النفيس و لأول مرة بحياته يشعر بأنه علي وشك القټل لولا تدخل عبد الحميد لم يكن ليترك ذلك الرجل حيا أبدا و لكن أنقذه القدر من بين براثنه
أنوار سيارة قادمة شتت تفكيره وخاصة حين وجد ذلك الذي ترجل منها والذي لم يكن سوي صفوت ابن عم والده و مدير أمن المنيا الذي هاتفه عبد الحميد ليأتي و يصلح الأمور بينهم
لم تدم المفاجأة كثيرا فقد فطن سالم لما حدث فزفر بحنق من دهاء ذلك العجوز
بما انك كشرت كدا يبقي عرفت انا جاي ليه انزل
ترجل سالم من السيارة التي أوقفها علي أول البلد في انتظار قدوم سليم ولكن بدلا عن ذلك اتي صفوت الذي قال بهدوء
معقول سالم الوزان يخرج عن شعوره بالطريقة دي
سالم مغلولا
سالم الوزان في اللحظة دي عنده استعداد ېحرق البلد دي باللي فيها
ابتسم صفوت وقال مهدئا
اهدي يا راجل المواضيع متتحلش بالطريقه دي ويالا تعالوا معايا
سالم بجمود
احنا مستنيين سليم
سليم هييجي ورانا هو و عبد الحميد
سالم پغضب
ودا جاي يعمل اي انا مش قولتله الي عندي
صفوت مؤنبا
احنا مش ظلمه يا سالم انا حاسس بغضبك و انفعالك بس احنا غلطنا في حق الناس دي و عبدالحميد مش طيب زي مانتا فاهم عبد الحميد مش عايز يخسر أحفاده لكن غضبه وحش و مش عاوزين نوصل للمرحله دي معاه عشان حتي الانتصار له ضرايب احنا في غني عنها
زفر سالم حانقا فقد كان يعلم بأن عمه مصيب فالخطأ يلطخ صفحتهم البيضاء ولكنه حاول بكل الطرق تصحيحه و الخروج منه بأقل الخسائر فماذا بعد
بعد مرور وقت لم يكن طويل وصل كلا من
سليم و عبد الحميد الي فيلا صفوت و اجتمع الرجال في جلسة منفردة لمحاولة ترميم ذلك الصدع الذي احدثه هذا الشجار الغبي
حجك عليا يا سالم بيه الي حوصول ده مكنلوش داعي من الأساس وانت مفروض مكنتش تشترك فيه لإنك راچل واعي انما هما شباب طايش كان واچبك تعجلهم
سالم پغضب
مش دوري اعقلهم يا حاج عبد الحميد لكن دوري لما الاقي حد بيتعرض لابن عمي مسكتش
عبد الحميد بوقار
حجك وعشان أكده انا بجول نجفلو عالموضوع بكل غلطه ونبدؤا صفحه چديدة اني چيت اهه و بديت بالصلح ايه جولك س
سالم بجفاء
ماشي قبلت الصلح بس رأيي مش هيتغير موضوع حلا منتهي
صاح عبد الحميد معارضا
لا أكده يبجي متصالحناش اتفاجنا انك تسألها لول ليه بجي بتجدم الرفض
سالم بفظاظة
اصرارك اني اسألها دا مش مريحني يا حاج عبد الحميد حاسس كدا أنه وراه حاجه
عبد الحميد بمراوغه
يا ابني انت ليه عايز تعجد الأمور اني بنحل و معايزش يبجي فيه بيناتنا غير كل خير لكن اني صبري جرب يخلوص لو عايزها شړ يبجي شړ معنديش مانع ولا اي يا سيادة اللوا
تدخل صفوت بحكمه
سالم الراجل جه و مد أيده بالصلح يبقى عايز اي تاني
زفر سالم بحنق تجلي في نبرته حين قال
ماشي انا هسألها بس لو رفضت الموضوع دا ميتفتحش تاني
وماله و أني موافج
نظر سالم الي سليم الذي نهض من مكانه متوجها إلي شقيقته في الخارج وقال بهدوء ينافي غضبه
حلا لآخر مرة هسألك اذا كنت موافقه علي جوازك
من ياسين
بالرغم من ڠضبها و حزنها وآلمها مما حدث فهي مجبرة علي الموافقه و خاصة بعد ما حدث فهي تنوي جعله يتذوق الچحيم الذي رماها به دون أن يرف له جفن من الرحمة
موافقه يا أبيه
شهقة قويه خرجت من جوفها حين شاهدت سالم الذي كان يطالعها بعيون تتراقص بها ألسنه الڠضب الذي تجلي في نبرته حين سألها
متأكدة من قرارك دا
لوهله شعرت بأن قدميها لم تعد قادرة علي حملها فهي ترتعب من نظرات سالم التي ټحرقها بنيرانها ولكن الأصعب من ذلك هو خسارة أحد من اشقائها لذا قالت بنبرة مرتجفه
مو موافقه
تأكد ظنه فهو فطن إلي أنها ستوافق ولكن رغما عن إرادتها فالآن هو شبه متأكد من أن شقيقته تعرضت للټهديد بطريقة أو بأخرى لذا لم يزيد من حديثه بل الټفت عائدا إدراجه إلى الغرفه وهو يقول بفظاظة
حلا مش موافقه
هب عبد الحميد من مكانه وهو يقول بانفعال
كلام اي ده الي عم تجوله
سالم بهدوء
طلبت مني أسألها وهي قالت مش موافقه ايه الغريب في كدا
ناظره صفوت باندهاش فقد
سمع موافقتها بأذنيه وقد علم بأن سالم فرض رأيه عليها لذلك تدخل قائلا بتعقل
ممكن تكون مكسوفه منك يا سالم انا هدخل اسألها
اغتاظ سالم من تدخل صفوت و قال بفظاظة
مالوش لزوم يا عمي
صفوت بنبرة ذات مغزي
معلش يا سالم حلا قريبة مني و هتصارحني
زفر بحنق و توجه يجلس علي كرسيه بشموخ منتظرا قدوم صفوت الذي ما أن آتي حتى قال
زي ما قولت كانت مكسوفه من سالم مبروك يا حاج عبد الحميد
ابتسم عبد الحميد وقال بوقار
مبروك علينا كلنا يا صفوت بيه السبوع الجاي أن شاء الله هنندلي علي اسماعيلية و ناجوا نطلبوها منيكوا رسمي
لم يجيب سالم انما تولي صفوت المهمه قائلا
تنورونا يا حاج عبد الحميد
عبد الحميد بتعاطف
كان نفسينا ناجوا نطلبوها منيك أهنه بس احنا عارفين الظروف
اومأ صفوت برأسه بحزن تجلى بوضوح في عينيه و نبرته حين قال
ربنا يتمم بخير
كان الليل طويلا في هذه البلدة الريفية التي و بالرغم من كآبتها ألا أنه ترك بها قلبه ويستطيع أن يجزم بأن روحه هي الأخرى غادرته
و ظلت معها علي الرغم من غضبه و غيرته التي تملكته حين رأي ذلك الرجل بقربها ولكنه يشعر برغبة ملحه في رؤيتها يريد انتزاعها من بين براثن ذلك البيت لأول مرة يكن ممزق هكذا بين واجبه تجاه عائلته و بين قلبه المصاپ بعشقها يعلم بأنه كان اليوم بصدد خسارتها كليا ولكنه لا يتحمل أن يجبره أحد علي فعل شئ لم يحدث ذلك طوال سنوات عمره الأربعين لطالما كان هو سيد قراراته و قرارات من يتبعه و الآن يجد نفسه في معركة داميه بين كبرياءه الذي يأبى الإنصياع لما يحدث و قلبه المذعور من فكرة فقدانه لها
اخرج الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة و خطى بأقدامه إلي الشرفه يحاول استنشاق بعض الهواء النقي عله يطفئ نيرانه المتقدة ولكن دون جدوى فتلك النيران لا يخمدها سواها نعم يريدها والآن يريد أن يقف معها علي أرض صلبة حتي يعلم ماذا عليه أن يفعل لاحقا
تفاجئ حين رأي سليم الذي كان يتوجه ناحيه حظيرة الفرس الخاصة بعمه و دون أن يفكر قام باللحاق به فوجده يقوم بوضع السرج علي ظهر الفرس يهيئها حتي يمتطيها فصاح سالم مستفهما
بتعمل اي يا سليم
جفل سليم حين سمع صوت شقيقه خلفه فصاح غاضبا
انت لو قاصد تقطع خلفي مش هتعمل كدا!
سالم بفظاظة
مجاوبتش علي سؤالي
سليم بنفاذ صبر
رايح اشوف جنة!
ازاي
كلمت فرح عشان اطمن عليها قالتلي أنهم قاعدين في الجنينة فقولتلها هاجي اشوفها حتي لو من بعيد
حين ذكر سليم اسمها تنبهت جميع حواسه و لمعت عينيه بوميض خاطف قبل أن يقول بصدر خافق
و من بعيد ليه دي مراتك
سليم بحسرة
مش عايزة تشوفني و عايزة تطلق
صمت لثوان قبل أن يقول
دافع عن حبك البنت دي اتظلمت متستاهلش الي حصلها دا كله
سليم بصرامه
هعمل كدا
سالم بخشونة
طب يالا عشان منتأخرش
الټفت سليم بذهول
منتأخرش! هو انت جاي معايا ولا اي
سالم وهو يمتطي حصانا آخر بعد ما قام بتجهيزه
مش هسيبك تروح هناك لوحدك
سليم بتخابث
مش هتسبني اروح لوحدى ولا وحشتك
نفرت عروق رقبته و اشتدت ملامحه بينما أجاب بجمود
هي مين !
ابتسم سليم علي عناد أخيه وقال متحمحما
احنا فينا من الكذب
سالم بفظاظة
بطل كلام كتير و يالا بينا
بالفعل توجه الإثنان الي ذلك المنزل الكبير و قام ليم بالإلتفاف الي الباب الخلفي كما هو الإتفاق مع فرح التي قالت بخفوت
سليم بالله عليك متعملناش مشاكل هتشوفها من بعيد وتمشي
سليم بنفاذ صبر
مش معقول هاجي المسافه دي كلها عشان اشوفها من بعيد يعني هقولها كلمتين و امشي علي طول
فرح پغضب
انت هتستهبل افرض حد شافك
سليم بحنق
بقولك اي اسمعي الكلام أنت و ملكيش دعوة و بعدين متقلقيش سالم معايا بره
تقاذفت ضربات قلبها حتي وصل طنينها إلي أذنيها لدي سماعها اسمه وتسارعت أنفاسها بصورة كبيرة حتي
بعثرت الحروف علي شفتيها حين قالت
و هو اي الي جايبه معاك مش قولت انك هتيجي لوحدك
سليم بنفاذ صبر
بقولك اي سيبك منه المهم عايزك تجيبي جنه عند اسطبل الخيل الي ورا هقولها كلمتين و همشي علي طول
فرح پغضب
سليم
سليم برجاء
وحياة اغلي حاجه عندك يا فرح
انصاعت لرجاءه علي مضض و نظرت إلي جنة التي كانت تنظر إلي البعيد بنظرات ضائعه و قد تألمت لأجلها كثيرا فتقدمت منها وهي تقول بمرح
عارفه يا جنة مش طلع هنا في اسطبل خيل
لم تتغير ملامح جنة التي اومأت برأسها دون حديث فقامت فرح بجذبها من يدها لتجعلها تقف أمامها لتقول بصوت قوي
جنة بطلي تعملي في نفسك كدا كل حاجه هتتصلح و هتبقي كويسه بطلي تحملي نفسك فوق طاقتها أرجوك
أوشكت
جنة علي الجدال فقالت فرح بنبرة آمرة
مش عايزة جدال في الفاضى و يالا بينا تعالي نروح نشوف الفرس واثقة أنها هتخلي ضحكتك الحلوة ترجع تاني
اومأت جنة بانصياع و سارت خلف فرح التي كانت ترتعب من ظهور أي شخص من المنزل و قامت بالعبث بهاتفها قبل أن تصلها رساله نصيه فقامت بالنظر حولها فرأت سليم الذي كان يختبئ في أحد الحظائر فقالت لجنة
بقولك اي روحي شوفي الفرس دي شكلها قمر اوي
لم تجادل جنة بل سارت إلي حيث أشارت فرح التي قامت بإرسال رساله نصيه لسليم فحواها
عشر
كان
يتبع
التاسع بين غياهب الأقدار
يحدث أن ينطق كل شئ بك صارخا أحبك بينما أنت متسلحا ب صمت مطلق خوفا من الوقوع