سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
ايه
سالم بغموض
هتفهم دلوقتي و صدقني أقسم بالله المرة دي لو متعدلتش مش هتردد اغسل عاري و اقټلك بإيدي زي ما الناس بتعمل مع بناتها لما يقعوا في الغلط
تهاني
هكذا صړخ عبد الحميد مناديا على تهاني التي هرولت إليه فقال بغلظة
جولي لحلا إن خواتها سالم و سليم چايين عشان يزورونا النهاردة
جاءت كلماته تلك تزامنا مع دلوف ياسين إلى البيت فتوقف لثوان يستوعب ما سمعه الآن ولكن باغتته كلمات تهاني الماكرة حين قالت
حاضر يا عمي والله مظلومة يا حلا و ربنا راد يرچعلك حجك لحد عنديكي
قالت جملتها الأخيرة بعد دلوف عبد الحميد إلى غرفته ثم هرولت إلى المطبخ لتخبر الخدم حتى يعدوا وليمة للضيوف القادمين و من ثم توجهت إلى حلا وهي تقول بغبطة
يا حلا حلا
أطلت حلا من غرفتها وهي تجيبها
نعم يا ماما
تهاني بحبور
خواتك سالم و سليم چايين من مصرعشان يزوروكي
هللت بفرحة
بجد يا ماما
تهاني بمكر وهي تنظر من طرف عينيها لياسين الذي يتابع بصمت
بچد يا روح جلب ماما جولت أفرحك أهلك وناسك مش مفرطين فيك و چايين عشان يزوروكي من آخر الدنيا
فطنت حلا إلى ما تقصده تهاني فقالت تجاريها
ربنا ما يحرمني منهم و يخليهملي دايما في ضهري و سانديني
تهاني بنفس طريقتها
يارب يا حبيبتي روحي أچهزي أنت بجي و اني هروح أچهز الوكل عايزين نعملهم عزومة تليج بيهم
حبيبتي يا ماما ربنا ما يحرمني منك أبدا
كان يراقب ما يحدث باستهجان أطل من نبرته حين قال محادثا نفسه
دول بيشقطوني لبعض ولا أنا بيتهيقلي
لم تتثنى له الفرصة للتفكير أكثر فقد خطړ على باله هاجس جعل طبول الحړب تدق بصدره فأخذته أقدامه بسرعة البرق إلى الأعلى فإذا به يجدها تقف أمام الخزانة تنتقي ملابسها فتقدم منها قائلا بخشونة
حلا
أجابته بتجهم دون أن تكلف نفسها عناء الالتفات
نعم
زمجر باستهجان
ايه الغتاتة دي
التفتت تناظره بجمود تجلى في نبرتها حين قالت
في حاجه يا دكتور
استنكر ذلك اللقب الذي قلما نادته به
دكتور !
ارتفع أحد حاجبيها باستفهام تجاهله و اقترب منها مغلفا اعتذاره بعتاب لم تخطئ في فهمه
ينفع يا حلا اللي أنت عملتيه من شوية تحت
فاجأته حين أقرت بذنبها بسلاسة
لا مينفعش عن اذنك
استوقفتها يداه وهو يقول بلهفة
ايه ايه رايحة فين احنا بنتكلم على فكرة !
جذبت يدها من بين براثنه و واصلت تمنعها قائلة
مش فاضية أخواتي جايين و عايزة أجهز عشان أقابلهم
استنكر حديثها قائلا
تجهزي عشان تقابليهم ! و ياتري هتحطي مكياج و لا هتلبسي قميص نوم
لم تجيبه فزمجر پعنف
أنا جوزك يا هانم الوحيد اللي مفروض تتجهزي عشان خاطره
واصلت استفزازه قائلة بسلاسة
حاضر في حاجة تاني
استفزته ببرودها قاطعة عليه جميع السبل لمراضاتها فهتف باندفاع
اه طبعا في أنا الوحيد اللي مفروض ترضيه و تسمعي كلامه ربنا أمرك بكدا
حلا باستمتاع أخفته جيدا خلف قناع الدهشة
وهو أنت قلت حاجة وأنا مسمعتهاش
أجابها باندفاع
لا
ايه الغباوة دي يا ياسين ! هكذا عڼف نفسه قبل أن يستطرد قائلا بمراوغة كحال جميع الرجال في الهرب من أخطائهم
بصي من الآخر
بقي أنا مش بتاع اعتذار و الكلام الفارغ دا
اغتاظت من حديثه فقالت ببرود
وأنا مش مستنيه منك أي اعتذار و عن إذنك عشان اروح أجهز أخواتي جايين في الطريق
تعاظم حنقه و غيرته و صاح بانفعال
تاني هتقولي تجهز عشان أخواتها وأنا إيه
العب باليه!
لم يتوقع إجابتها المريعة تلك و صاح باندهاش
ايه بقي أنا الدكتور ياسين عمران الوقور المحترم يتقالي العب باليه
استغلت دهشته و هرولت إلى الحمام مغلقة الباب خلفها وهي تقول بنبرة عابثة
دا لزوم القافية بس يا دكتور وقور
تجاوز صډمته وتوجه إلى الحمام يدق الباب پعنف وهو ينتوي النيل منها و من لسانها السليط بشتى الطرق فهب صارخا
في واحدة تقفل الباب في وش جوزها وعلى فكرة بقي أنا ممكن أرد عليكي بنفس الوزن و القافية بس أنا متربي !
تفتكروا هيقولها ايه يا حلوين
أجابته ساخرة
برافو والله ونعم التربية
زمجر بخشونة
افتحي الباب دا
عاندته بدلال
باخد شاور
رقت لهجته قليلا وهو يقول
طب ما عادي جدا أنك تفتحي وأنت بتاخدي شاور أنا جوزك يا هانم
تشدقت ساخرة
الناس كلها في البلد والبلاد اللي حواليها عرفت أن أنت جوزي خلاص بقي
تعاظم غضبه و شوقه في آن واحد فصړخ قائلا
افتحي بطلي استفزاز بدل ما اكسر الباب
لم تريد إغضابه أكثر فهتفت قائلة
ياسين لو مفكر إني هحكي لأخواتي على اللي أنت عملته متقلقش بنت الوزان متربية على الأصول
كظم غيظه من غبائها بصعوبة فهو إن كان يخشي شيء في هذه الحياة فهو فراقها لذا صدح صوته قاسېا حين قال
أولا مابخفش من حد ثانيا عارف إن سيادتك عارفة الأصول و بلاش كل شوية بنت الوزان دا محسساني أنه وسام شرف ناقص تعلقيه على راسك
قال جملته الأخيرة بحنق فصړخت محذرة
عندك شك في كدا
مش هفضل اتكلم من ورا الباب كدا افتحي قلت
فتحت الباب بغل تجلي في نبرتها حين قالت
نعم
جاءها رده الهادئ مع تلك الغمزة العابثة
عايز اخد شاور أنا كمان
غلت عروقها من وقاحته و تجاوزته وهي تقول حانقة
اتفضل ادخل سيبالك الحمام و الأوضة كلها و خارجة
جذبتها يديه التي احتوتها كعروس فامتزجت دقات قلوبهم بشغف تجلي في نبرته حين قال
على أساس أن أنا هسيبك تعتبي برة الباب دا أصلا
تجاهلت تأثرها بوضعهم هذا وقالت بحنق
عايز ايه يا ياسين
احنى راية تمرده أمام عشقها وقال بنبرة شغوفة
عايزك تسامحيني و متزعليش مني
عانقت رقبته وهي تقول بدلال
و أيه كمان
داعب أنفها بخاصته وهو يقول بعتب
تبطلي رخامة و تقبليني زي مانا
هتفت غاضبة
مانتا مش قابلني زي مانا !
همس أمام شفتيها بنبرة موقدة
قابلك بس دانا عاشقك يا حلا
أدارت وجهها الجهة الأخرى تخفي ابتسامتها الرائعة وحاولت الثبات على موقفها وهي تقول بدلال
بإمارة اي دا انت في أول فرصة بتبيعني ولا اكني فارقة معاك أصلا
شددت يديه من احتوائها و قال هامسا بجانب أذنيها
أنت أكتر حد فارق معايا في حياتي بس أنت متهورة و دا ممكن يوقعنا في مشاكل احنا في غني عنها
قال جملته وهو يضعها فوق الأرض بينما يديه لم تفارقها فقد أراد أن تكون في أقصى انتباهها لما يقول
فأجابته بتذمر
يعني أنت مسمعتش كلام ابن عمك
سمعته عشان كدا زعقتلك
هبت معارضة
ليه بقى
ياسين باتزان
شيفاه عامل زي الطور الهايج تقومي تقفي قدامه افرضي كان قالك كلمة ولا علا صوته عليكي كنت هعمل أنا ايه بقي اقف اتفرج ولا اكسرله سنانه و يقولوا إنك خلتينا نقف قدام بعض
تفهمت دوافعه و مدى خطأها فأخفضت رأسها وهي تقول بخفوت
مانا كان ڠصب عني
ياسين بحنو
بردو عارف وعشان كدا لازم تتحكمي في انفعالاتك شويه و اعرفي إن محدش هيتجرأ أبدا عليكي ولا على أهلك بالرغم من أي حاجه طول مانا موجود
اومأت بتفهم
حاضر
اقترب أكثر وهو يقول بعبث
خلاص صافي يا لبن
تدللت قائلة
ماشي
يروق له كل شيء منها حتى أنفاسها فهمس يداعبها
ماشي كدا حاف
أجابته برقة
حليب يا قشطة
أظلمت عينيه و اقترب
منها بينما تراجعت هي حين قال بوقاحة
طب عايز أدوق القشطة بقى
تدللت وهي تعطيه ظهرها قائلة بغنج
معلش بقى مش فاضية يا دكتور
قادته أقدامه إلى حيث قلبه وهو يزمجر بشوق
يبقي تفضيلي يا بنت الوزان
لم تشعر بنفسها سوى وهي محمولة بين كفوف عاشقة احتوتها بشغف قاټل أذاب عظامها خاصة طريقته تلك المرة معها والتي كانت حانية شغوفة و قاسېة أحيانا فقد كان يقربها منه كأنه يريد غرسها بين سياج صدره يبثها مشاعر عاتية تركت بصماتها فوق معالمها الرقيقة و جسدها اللين ولكنها لم تكترث فقد غابت معه في دوامة من السحر و الجنون الذي كان ضجيجه يدوي في أرجاء الغرفة حولهم وقد كان هذا يضاعف أشواقه التي بدت و كأنها نيرانا هوجاء لا تخمد و خاصة وهي تبادله جنونه بشغف جعله يهمس من بين أنفاسا ثائرة
مچنون مين يفكر ياخدك مني أو يبعدك عني أنت حتة مني مقدرش استغني عنها أبدا
ملست بأناملها الرقيقة شعيرات ذقنه الكثيفة وهي تقول بخفوت أشبه بالعزف
اوعدني إنك مش هتزعلني تاني وأنا اوعدك إن مفيش حد يقدر ياخدني منك أبدا
لثم موضع جنونه يرتشف منه وعدها الأخير بأن لا شيء يمكن أن يأخذه منها ثم قال بنبرة محرورة
دا ابتزاز صريح بس عشان التوت الحلو اللي نطقه دا اوعدك
كان وعدا يستحق المكافأة ولم تبخل بها فقد اقتربت ترتشف هي الأخرى وعده الرائع فأثارت فعلتها جنونه و أخرجت شياطينه من چحيم رغبته العاتية بها فانهال عليها بعشقه الجارف ينهل من شهدها حتى أسكره نبيذ رمقها و عذوبته ولكن كان لخوار جسدها رأيا آخر فتركها على مضض بينما استندت هي على صدره هانئة القلب على الرغم من آلامها الهائلة
دلف سالم إلى المنزل تزامنا مع وصول فرح هي الأخرى و التي ما إن رأته حتى توقفت قائلة بلهفة
جيت امتى
سالم بخشونة
لسه دلوقتي عملتي ايه عند الدكتورة
التفتت تنظر إلى مروان بعتب قابله الأخير بسخط قبل أن يتوجه للداخل و كذلك فعلت شيرين فاقترب منها مستفهما
قالتلك ايه
فرح برقة
متقلقش طمنتني ممكن نطلع فوق نتكلم شوية
لأول مرة بحياته كان يود الهرب منها فقال بجفاء
ورايا شغل كتير و مبقاش فاضل على ميعاد الطيارة غير ساعتين بس
اقتربت منه واضعة يدها على موضع نبضه وهي تهمس قائلة
يتأجل الشغل يتأجل و الساعتين دول يبقوا من نصيبي هتوحشني اوي
هل يمكنه مقاومة إغواء امرأة ملكت قلبه ذات يوم و الآن تملك كل ذرة من كيانه
أطاعها بصمت حين أمسكت بيده و توجهت إلى الأعلى و حين دلفوا سويا إلى الغرفة تحدث ينوي بتر كل محاولاتها للحديث
فرح أنا معنديش طاقة للكلام
فاجأته حين اقتربت تحتوي باقي حروفه في جوفها بشغف بعثر كيانه وأطاح بثباته الذي لا ينال منه سواها
بادلها اختوائها الشغوف بأقوى منه حتى أنه أطلق العنان لعشقه الضاري بامتلاكها محررا جيوش شوقه العاتية لتتسيد لقائهم الذي كان يحوي من الشغف ما يجعل العظام تذوب و القلوب تحترق فكان هذا التشبيه الأمثل لما يحدث الاحتراق كان كلا منهما ينصهر بجانب الآخر يبثه كافة أنواع الشعور من بينها الألم الذي تقبلته بصدر رحب فقد كان و كأنه يشكو لها مرارة ما يشعر به فتمتصها بكل رحابة و تقبلها كأنها تسكب حلاوة ريقها في جوفه فتمحي كل ما يعلق به ولا يتبقى سوى شهدها الرائع فأخذ يسحب منها حتى أنفاسها يختزن ما يكفيه حتى يعود ولكنه كان يخشى عليها من الألم فهمس من بين لهاث محموم
لو قسيت عليك نبهيني مش عايز أتعبك
تساقط العسل فوق قلبه من شفاهها حين قالت
تعبك راحة و قسوتك على قلبي سكر
لثمت بكلماتها جراحه الدامية فأخذ نفسا قويا معبأ برائحتها العذبة قبل أن يهمس بصوت أجش
أنت راحتي في الدنيا دي قربك دا هو المكان الوحيد اللي بحس إني مطمن فيه
استرد