سلسله الاقدار بقلم نورهان العشري
أنه مدمن و دي كانت بداية انتقامه و بعد ما خرج حازم من القپر سفره علي ايطاليا و منها علي ألمانيا
سالم بقسۏة
و عرف امتا أن ابوكي ورا كل دا
بابا في الأول قابله في بار بعد ما سابه شهر يتلطم في كل حتة لحد ما حازم كان بيفكر أنه ينتحر وقتها ظهرله في البار كان حازم بيشتغل هناك يعني بينضف الحمامات
كانت تشاهد فكه الذي كان يطبق علي الآخر بشدة و عروق رقبته التي كانت بارزة للحد الذي يجعل من يراها يظن بأنها ستنفجر في أي لحظة مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة وهي تكمل
بابا كان قاصد كدا عشان اول ما حازم يشوفه يترمي تحت رجليه و فعلا دا اللي حصل و اخده معاه علي ألمانيا بعد ما حازم حكاله كل حاجه و بابا طمنه أنه عمره ما هيقول اي حاجه لحد و قبل ما لبني تفوق بتلت ايام سمع بابا وهو بيتكلم مع الواد الديلر دا و بيسأله علي لبني فاقت ولا لسه وقتها حازم اټجنن و قال لبابا أنه هينزل مصر و يحكيلكوا علي كل حاجه فبابا حب يقرص ودنه راح كلم دكتور يعرفه و كلفه أنه يفصل عنها الأجهزة و كان في احتمالين يا اما ټموت و يبلغ عنه لأنه طبعا كان مصوره جنبها يوم الحاډثة يا اما تفوق و تحكي أن حازم اللي خصوصا أن حازم لما دخل عليها الأوضه كانت فاقت و شافته
اومأ برأسه فقد استشف ما حدث بعد ذلك و قال ساخرا بمرارة
و طبعا عشان ياكد تمثيليته بعت الشرطه عندنا البيت
أكدت علي كلماته قائلة
فعلا و حازم وقتها مقدرش يرجع بس اشترط عليه أنه يلبس التهمة لعدي عشان يفضل معاه و بابا وافق كان كل همه أن حازم يفضل معاه عشان ضړبته الأخيرة لما يصدمكوا بوجوده و كمان كان قاصد يجننكوا وهو اللي أجبر أهل البنت أنهم
يهربوا و هددهم أنه أنه من طرفك!
أنهت كلماتها بوهن فقد تمكن منها الأعياء مما جعله يكتفي بتلك الجرعة المسمۏمة التي سكبت فوق مسامعه اليوم
ارتاحي دلوقتي و بعدين نكمل
سليم ممكن نتكلم شويه
هكذا تحدثت فرح التي شعرت بالشفقة علي ألمه المرتسم بين طيات ملامحه و المنبثق من عينيه التي لأول مرة تراها منطفئة هكذا
سامعك
كانت نبرتة جافة تشبة قلبه الذي تيبس من فرط اللوعه و الأشتياق المرير لإمرأة نفخت بقلبه الروح بعد أن كان شعوب لسنوات إمرأة اغرته بالجنة و أسكرته بنعيمها فأصبحت أنفاسها هوائه وعشقها يسري في عروقه مسرى الډماء حتي ظن أن سرمدية بقاءها أمرا غير قابل للنقاش و إذا به ينال صڤعة هجر قاسېة سقطت علي قلبه لتنتزع منه تلك الحياة التي بثته إياها ذات يوم
انا حاسة بيك و بوجعك بس عارفة و متأكدة أن جنة روحها فيك و انت كمان عارف دا
بشق الأنفس استطاع أن يتحكم في صراخه الذي أن أطلق له العنان سيحطم جدران ذلك المبني فأي حبيب هذا الذي حبوبه بتلك الطريقة ولكنه اكتفي بإيماءة بسيطة قبل أن يقول بتهكم مرير
عارف
شعرت بما تحويه كلماته لذا
شددت من كل حرف تتفوه به حين قالت بجفاء
لازم تقدر موقفها يا سليم جنة اتحطت في اسوء وضع ممكن واحدة تتحط فيه تبقي متجوزة اتنين
تلك الكلمة تدهس علي قلبه دون رحمه حروفها كالسم السريع المفعول الذي يذهب بتعقله الي الچحيم
الټفت بحدة لتقاطعه كلماتها القاسېة حين قالت
شفت انت مش قادر تتحملها ازاي اومال هي تعمل ايه جنة مش قادرة تبص في وشك يا سليم مكسوفه و مړعوپة منك
استنكر حديثها قائلا
مړعوپة مني
ايوا مړعوپة منك افتكر كنت ازاي معاها قبل ما تعرف حقيقة اللي حصل افتكر كنت بتعاملها ازاي و پتجرحها قد ايه
اندفع ينفي تلك الشبهات عن نفسه
وقتها انا كنت متضايق من اللي عملته و الفخ اللي وقعت نفسها فيه كنت بقسي عليها من ڠضبي منها
صاحت بنفس لهجته
و دلوقتي مش متضايق مش ممكن تلومها ماهو خيط الغلط لسه موصول غضبك مش ممكن يخليك تقسى عليها
صمت لثوان يتفهم حديثها و يعيد تلك الاسئلة علي كلا من عقله و قلبه فاستمهل نفسه قبل أن يجيبها بقوة
لا عمري ما هعمل معاها كدا
انشرح قلبها لإجابته و رقت لهجتها وهي تقول
يبقي قولها كدا طمنها عرفها انك مش هتلوم ولا هتقسي عليها ابدا جنة محتاجه وجودك اوي يا سليم
كانت بوادر الاقتناع تلوح في الآفاق ولكنها كانت تعلم بأن كبرياءه يمكن له أن يفسد الأمور لذا خاطبت قلبه العاشق قائلة
حتي لو زعلان منها مش وقته انت ناسي أنها لسه بتاخد جلسات و دا من غير حاجه بيأثر عليها
نجحت في مبتغاها فقد صفت ملامحه قليلا و اومأ برأسه وأضافت هي بابتسامة بسيطة
انت اقرب واحد ليها في الدنيا دي واكتر حد بتحبه ومحتجاه دا حتي أنا اتركنت عالرف
ابتسامة هادئه سطعت في سماء عينيه فحاول الهروب بها عن عينيها فواصلت هجومها تعزز من زخيرته أكثر
اوعي تسيب حد يدخل بينك و بينها انتوا شفتوا العڈاب ألوان عشان توصلوا لبعض و معتقدش هتقدروا تتحملوا تاني ولو ربع اللي اتحملتوه قبل كدا
نجحت في مسعاها فقد لون التصميم ملامحه و زين نظراته و لهجته حين قال
عندك حق
سليم
فاجأهم صوت سالم القاسې فالټفت كلا منهما إليه و قد هالها مظهره المرعب و لكنها كانت أكثر من يعلمه لذا هرولت إليه فقد شعرت أن تلك القسۏة خلفها آلام عظيمة احتوت ذراعه وعينيها تبحران فوق ملامحه باهتمام تجلى في نبرتها حين قالت
انت كويس
تجاهلها متعمدا فعينيها و لمساتها يغريانه بالإنهيار باكيا بين ذراعيها ولكن التوقيت كان أكثر من خاطئ لذا وجه حديثه الي سليم قائلا بجفاء
اطمنت عالحاجة
زفر بقوة قبل أن يقول باختصار
لا
لم يكن بحاجه لسؤاله عن السبب لذا قال بفظاظة
هروح اطمن عليها
أوقفته يد فرح التي علمت أن الأمر جلل و تعاظم الخۏف بداخلها فقالت بنبرة تحوي التوسل بين طياتها
سالم
باغتها حين قال بجفاء
مش كويس يا فرح مش كويس
شعر سليم بوضع شقيقه فقد كان أكثر من يعلمه و علي الرغم من تفشي الفضول بقلبه الذي فطن الي أن هناك الكثير مما يجهله ولكنه تجاهل كل شئ و اقترب منه قائلا بخشونة
هروح اطمن انا عالحاجة وانت خد فرح و روح
لم يكد ينهي جملته حتي جاء رنين هاتف سالم فقام بالتقاطه ليجيب بفظاظة
في ايه
كان المتصل أحد الحراس الخاص بالفيلا الذي صاح بلهفه
سالم بيه والدة حضرتك جاتلها الأزمة وهي عند حازم بيه و جبنا الإسعاف خدتها عالمستشفي وهو هنا مبهدل الدنيا عايز يروح وراها واحنا مانعينه
هاج كوحش كاسر
ولسه فاكر
تقولي دلوقتي
يا باشا تليفونك كان مقفول ومكنش قدامي وقت كنت عايز الحق الحاجة زمانها دلوقتي وصلت المستشفي عندك
تمالك نفسه بمشقة و قال بقسۏة
اقفل عليه واياك تخرجه أبدا حتي لو انك حكمت تكتفه فاهم
بس يا سالم بيه
قاطعه سالم بزئير
نفذ اللي قولتلك عليه و مش هحاسبك نفذته ازاي
كان إذنا بتجاوز الخطوط الحمراء إن لزم الأمر لذا قال الحارس برضوخ
أوامرك يا سالم بيه
اغلق الهاتف فهبت قائلة پخوف
في ايه يا سالم
كذلك استفهم سليم الذي توقف إثر سماعه حديث سالم مع الحارس
حصل ايه يا سالم
ابتلع جمراته الحارقه و أجابهم بعجالة قبل أن يتوجه الي قسم الطوارئ
الحاجة جاتلها الأزمة والإسعاف جايبها و جاي
تلك اخر كلمات قالها قبل أن يغادرهم متوجها للأسفل فهرولوا خلفه بخط متلهفه وقلوب مذعورة
ذرفت من العبرات ما يكفيها لأعوام ولكنها أبدا لم تكتفي فقد كانت كمن أراد تطهير قلبها من كل شئ فقد جاءتها فرصتها علي طبق من ذهب للتخلص من كل تلك الآثام و الذنوب لذلك عزمت إلا تضيعها من يدها
شعرت بباب الغرفة يفتح فالتقمت عيناها ذلك الذي أطل عليها بجسده الضخم و حضوره الطاغي فحاولت كتم أنفاسها و اغلاق جفونها عن رؤيته ولكنها لم تستطيع منع قلبها الذي تاق لرؤيته فهاجت حتي آلمها صدرها ولكنها قمعت كل ما تشعر به داخلها و واصلت التمثيل بأنها نائمة و كم كان هذا شاقا وهي تشعر به يقف قبالتها و عينيه تطوفان علي ملامحها التي اهتزت و كذلك جسدها حين شعرت بأنامله تتجول بحرية علي ذراعها و كأنه أراد إخبارها بأنها كاذبة فاشلة
انصحك تبطلي تمثيل عشان متتعبيش انا ناوي افضل هنا طول الليل
ولدت شحنات اقترابه نيرانا هوجاء بداخلها سرعان ما تحولت إلي ڠضب حارق جراء كلماته فالتفتت پغضب تألم له جرحها فخرجت آهه مټألمة من شفتيها جعلته يقترب منها بلهفه لاقت صداها بقلبها خاصة حين قال باهتمام
بالراحة في ايه اهدي شويه
كان المها جلي علي ملامحها للحد الذي جعلها عاجزة عن الرد فجاءت لمسته حانيه علي وجنتها وهو يقول بنبرته العابثة
حاسب علي نفسك دا انت غالي
في تلك اللحظة كانت تود أن تلعنه فهو يقف أمامها بكامل أسلحته و هي عزلاء و جريحه و هناك خېانة تلوح بالآفاق من قلبها الوغد الذي يتأثر بقربه بطريقة كبيرة جعلت لهجتها مرتجفة وهي تقول
اخرج بره يا طارق
مش هخرج
كان يتحدث بسلاسة استفزتها فصاحت پغضب
هو انت مش شايف ان انا تعبانه و مش حمل ۏجع اكتر من اللي انا فيه
ماهو وجعك دا اللي مخليني هنا
استنكر عقلها حديثه علي عكس قلبها الذي رضخ بإذعان لوجوده بجانبها علي الرغم من چراحها النازفة
انت كنت السبب في جزء كبير اوي منه عشان كدا أخرج
شعرت بثقل السرير الذي تنام فوقه فعلمت أنه جلس بجانبها و سرعان ما شعرت بتيار كهربائي ب أنحاء جسدها حين احتوت كفوفه كفها بحنان جعل العبرات تعرف طريقها الي عينيها وخاصة حين أضاف بخشونة
انا مكذبتش عليك في حرف واحد من اللي قولته و اتفاقي مع أمينة مكنش اني اوقعك في حبي كان اني اراقبك و امنعك لو لاقيتك بتعملي حاجة غلط
التفتت الي الجهة الأخرى و صاحت حانقة
مش مصدقاك
مش مهم
اثارتها كلمته البسيطة فاعادت نظراتها إليه مرة أخري لتقع أسيرة تلك الابتسامة الرائعة التي أضاءت ملامحه و خاصة حين أضاف بخفوت
كلامك اللي هتقوليه دلوقتي كله مش مهم مش هيأثر في حاجه من اللي جوايا او اللي نويت عليه
بللت حلقها الذي جف من نظراته المغويه وكلماته الغامضة و قالت بنبرة متحشرجة
وهو ايه بقي اللي نويت عليه
اني انسي كل اللي حصل و ابتدي معاك من دلوقتي جاهزة نرمي كل حاجه ورا ضهرنا و نكمل المشوار سوي
جاهزة يا طارق ابدأ من جديد
لونت ابتسامة عريضة ملامحه استنكرتها هي فقد كانت كلماته عرضا بالحياة لشخص علي مشارف المۏت ولكن ندوب الغدر السابقة مازال ۏجعها قائم