رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
المحتويات
وكنت هتبعك! الله يهديكي
صړخت ټضرب الأرض بأقدامها پغضب يفتك بها فور خروجه من امامها دون ان يبالي بڠضبها او الأخذ بنصائحها
لتركض نحو الهاتف على الفور تطلب صاحبة الرقم الأقرب الان
ايوة يا عزيزة عايزاكي تخبريني بكل حاجة تحصل النهاردة في الليلة الزفت دي ان شالله حتى بالصور فاهمة ولا لاه
مساءا
وسط مجموعة من نساء العائلة التي كانت تدلف وتخرج باستمرار من الغرفة التي تزينت بها يطلقن الزغاريد وكلمات التهاني والإثناء على جمال العروس التي كانت كالحورية اليوم كما يصفنها رغم التوتر الشديد الذي كان يكتنفها لتعبر عن مخاوفها فور انفرادها بأقرب الأشخاص البها الان
هونت تخاطبها بمشاكسة وصوت هامس لا يصل الى غيرها
ميبجاش جلبك خفيف امال هو ديب وهياكلك على رأي جدتك ما تعجلي يا بت
شهقت ترمقها باندهاش مرددة بعدم تصديق
ايه اللي انتي بتجوليه دا يا نادية هو انتي جاصدة كلامك ولا انا فهمت غلط
لا يا ختي مفهمتيش غلط دا انتي اللي باينك خيبة وهتتعبينا في
النصايح معاكي اروح اجيبلك ام أيمن تكرلك الشريط كله وتفهمك من البداية
هذه المرة صدرت شهقتها بصوت عالي توقفها بالنداء بإسمها لتنطلق بالضحك مع ذكر ايمن ونكاتها الوقحة لتنسى ما كان يطحن عقلها من افكار وهواجس حتى اخترق جلستهم نداء الصغيرة ابنة شقيقها
أشارت بالاخيرة نحو ابنة عزب والتي كانت تتمايل امامها بتخايل معجبة بنفسها وهذه القصة التي اثارت انبهار الجميع واولهم صديقتها ايه ابنة غازي والتي تابعت نحو الأخرى
انا كمان عايزاكي تعمليلي واحدة زيها ممكن يا عمة نادية
تبسمت الأخيرة لطلب الفتاة لتجيبها بود شديد
وانا يا عمة
هتفت بها شروق الوسطى لتجيبها بنفس الترحاب
وانت كمان يا عسل يالا بجى تعالوا جبل المأذون ما يعجد للعرسان
بعد قليل
دلف من اجل ارتداء ملابسه كي يحضر جلسة عقد القران قبل ان تبدأ الليلة الكبرى بمأدبة العشاء وقراءة القرآن ثم السمر والسهر مع الفرقة النوبية التي تم احضارها مخصوص لإحياء حفل الحناء
هتفت بها صغيرته قبل ان يرفعها اليه يتغزل بجمالها
اه فعلا
والله جميلة مين يا بت اللي عملهالك ومين اللي لبسك وخلاكي حلوة وعروسة كدة خالتك وجدان ولا خالتك نادرة ها جولي يا بت
رافق قوله الاخير دغدغات مشاكسة اسفل عنقها وعلى خصرها لتصدح ضحكاتها العالية في قلب الردهة بعيدا عن تجمعات النساء في المنزل حتى اذا توقفت أخبرته بحماسة
عمتك مين
سألها باستفهام وقد ظن بأسماعه سمع الاسم خطأ ولكن صغيرته عادت لتؤكد له
بجولك عمتي نادية دي حتى عملت للبت شروج زيي اهي كمان عمة نادية
اجفلته بالاخيرة ليتفاجأ بها بالفعل وقد كانت في طريقها نحو جهة النساء قبل ان توقفها الملعۏنة ابنته
لتلتف نحوها تبادلها ابتسامة كادت ان توقف قلبه من روعتها بالإضافة لهذا الإشراق وفتنة تصرخ بها ملامحها رغم احتفاظها باللون الاسود ولكن ببعض الأضافات البسيطة على هيئتها بدت أمامه اجمل النساء فخرج صوتها بالتحية اليه وتقديرا لمحبة الصغيرة
الف مبروك لروح وعجبال أية
الله يبارك فيكي يام معتز تفرحي بيه هو كمان
امين يارب
تمتمت بها ثم اختفت من أمامه ليظل متمسرا محله يطالع اثرها بقلب وجل حتى استدرك اخيرا لصغيرته ولسانها الاحمق يسالها
انتي يا به ليه بتناديها يا عمه
مش صاحبة عمتي روح يبجى اجولها يا عمة
قالتها ببرائة كادت ان تجلطه ليشدد مصححا لها
لا يا ختي مش مفروض عشان دي مش اخت ابوكي فاهمة عايز تناديها جوليها يا خالة
جادلته مقارعة بفصاحة كالعادة
وبرضك مش اخت امي عشان اندهلها بخالتي
بت
صاح متصنغا الحزم بتوبيخ اضحكها
انتي تسمعي الكلام وبس اياك اسمعك تاني مرة تجوليلها يا عمة فاهمة ولا لاه ردي
انعقد العقد وخطت بخط يدها التوقيع على الدفتر الضخم تبصم بإبهامها على عدة اوراق به ليتأكد الجميع انها أصبحت له زوجته امام الله والقانون
لحظة انطلقت بها اصوات الزغاريد من النساء ترافق تلقي التهاني من هذا وذاك وهذه وتلك وصدحت صوت السماعات لتتوافق مع خطوات الرقص والفرح من أشقاء وأبناء العمومة تظهر محبتهم في هذا الوقت للإحتفال بالعروسين
كانت كالمغيبة تندمج في الأجواء لتريح عقلها قليلا من أفكاره تتبادل الابتسام وتلقي التهاني تستجيب احيانا مع تعليقاته رغم عدم تركيزها في المعظم وقد ساهم الصخب الدائر والزحام في ازدياد تشتيتها والذي تضاعف حينما اجبرت لتشاركه الرقص وسط نساء العائلة لإدخال الفرح بقلب جدتها قبل اخذ مباركتها
مرت اللحظات حتى وجدت نفسها معه وحدها في قلب الردهة المختصرة ينفرد بها قليلا قبل ان يستكمل ليلة حناءه الساهرة التي سوف تحيها الفرقة
مسبهلة أهدابها عنه بخجل تضغط بأصابعها على اصابع كفها الأخرى بتوتر شديد تسمع لبعض الكلمات عن تجهيزات الغد كمقدمة وهي تؤمئ له برأسها رغم عدم تركيزها نتيجة لتسلط ابصاره عليها حتى اجبرها بأسلوبه
لدرجادي عاجباكي الرسمة
طالعته باستفهام ليجيبها على الفور
انا جصدي ع الحنة اللي منجوشة على كفك اصل مرفعاش عينك من عليها
اجبرها على الابتسام ولكن ما زال حاجز التوتر يمنعها عن التواصل حتى رفع كفيه امامها ليخطف انتباهاها
انا كمان راسم على كفوفي الاتنين خدتي بالك منها دي
اومأت تجيبه بالكلام هذه المرة
بصراحة خدت بالي واستغربت اصل دي اول مرة يعني على حسب ما اظن اشوفها في ايدك
هي فعلا اول مرة ودا ملهوش دعوة بشكل ولا هيئة بس انا حبيت امشي على عوايد جدودنا ان الحنة في الكف فرح وانا حبيت الفرح يبان في كفي
اومأت له بتفهم وابتسامة عذبة ارتسمت على ثغرها المطلي بالحمرة تزيدها فتنة وتشتته عن رزانته فتابع يلهي نفسه بمشاكستها
على فكرة انا
كنت بتكلم ع الرجالة اما انتو الستات ف انا شايف اها على كفوفك
نزل بعينيه نحو اقدامها حتى ذهبت بابصارها معه ليتابع بمكر
دا غير كمان النجش اللي على أكبر صوابعك واللى ظاهر من تحت العبايه يا ترى اخر النجش ده موصل لفين
طالعته متوسعة العينان بعدم استيعاب لجرأته لكن سرعان ما استدركت لتهم بالهروب من امامه ولكنه منع عنها الفرصة بأن جذبها فجأة خاطفا قبلة
من وجنتها ليصيبها الذهول هذه المرة كصاعقة فقابل نظرتها بابتسامة مردفا بتملك لا يخلى من خبث
مبروك يا عروستي
يتبع
الفصل الخامس والعشرون
صعدت حتى سطح المنزل لتجده متسطحا على كوم من الرمال ويبدوا انه قد غفى وبات ليلته عليه زفرت بقنوط لتخطو حتى وصلت اليه فجلست جواره كي توقظه
عمر يا عمر اصحى يا خوي ضاجت عليك ملجيتش غير ع الرمل وتنام!
فتح جفنيه اخيرا ليستعيد وعيه رويدا رويدا حتى خرج صوته متحشرجا يضغط بطرفي السبابة والإبهام على عظمة أعلى أنفه يكتنفه صداع بالرأس
خلاص يا جميلة انا صحيت اها صحيت خلاص
هو انا نمت هنا كيف
قال بالاخيرة وهو يعتدل بجذعه يتطلع حوله في الأجواء ونسمات برد لطيفة بعض الشي تلامس جسده وبشرة وجهه ليتوجه لشقيقته الصامتة يعيد السؤال
ما تجولي يا جميلة كيف انا نمت هنا
امتعضت ملامحها تجيبه على مضض
لو انت مش فاكر افكرك انا انت امبارح كنت جالب ع الكل امك بتجول انك جعدت اليوم كله برا بعد ما دبيت كذا عركة معاهم ومع عيال خواتك ولما رجعت متأخر على وش الفجر محدش دري بيك غيب لما صحيوا على صوت الدب فوجيهم وابوك افتكر حرامي ولا حصين نازل ياخد الطير لكن اتفاجأ بيك متمدد على الرملة جعد يكلمك عشان تجوم من مكانك وتنزل على أؤضتك لكنك مكنتش حاسس اصلا في الاخر سابك على راحتك عشان متجومش متعصب عليه
مسح بكفه على الذقن الغير الحليقة ليردف مع تذكره لأحداث الأمس
وه حتى ابويا كمان كش مني لدرجادي انا كنت عفش مع الكل
التوى ثغرها لتشيح بوجهها للناحية الأخرى تمنع نفسها عن الانفعال أو توبيخه عما بدر منه نحو والديها الطيبين من الأساس ولكنه كان أذكى من أن يتجاهل
انا عارف انهم لسة زعلانين وعارف اني غلطان يا ست جميلة يعني مفيش داعي تولي وشك عني هنزل اروح أرضيهم اطمني
الټفت اليه معقبة على كلماته
والله لمصلحتك يا واد ابوي رضا الوالدين عليك من رضا ربك بلاش نيجي عليهم دا انت اكتر واحد عارف انهم غلابة وما صدجوا ياخدوا نفسهم من الشجا بعد انت ما جومت بالبيت
اومأ بضيق لينهض من جوارها ليس لديه طاقة على معارضتها او الجدال معها
خلاص يا جميلة عرفت غلطي وجولت ان اراضيهم يعني مفيش داعي بجى للتجطيم خليكي جدعة بجى وروحي حضريلي لجمة افطر بيها
اضطرت تجاريه وقد حسبته استفاق من كبوته ليعود لواقعه والحياة التي تنتظره بعدما عاد بالمال الوفير ليحقق ما يصبوا اليه
نهضت على الفور بهمة كي تذهب وتعد له اجمل وجبة افطار ولكن وقبل ان تصل للدرج اوقفها بهتافه
ناوية تروحي فرحها النهاردة ولا لأ يا جميلة
استدارت له ليرى مزيج من حيرة وضعف يعلو تعابيرها قبل ان تجيبه بوضوح
والله يا واد ابوي مش هخبي عليك عندي رغبة شديدة ان احضر فرح اعز صحباتي وفي نفس الوجت مستتجلاها احضر ولا اشوف غازي الدهشان بعد ما رفضك و
توقفت فجأة لتجفله بسؤاله
طب افترض روحت يا عمر هتزعل مني
تسمر لبعض الوقت يطالعها بصمت ثم ما لبث ان يجيبها بكذب مكشوف
لاه يا جميلة مش هزعل دي صاحبتك يعني من حجك تروحي وتباركيلها كل حاجة في الاخر نصيب
بنبرة متشككة سالته
صح يا واد ابوي يعني انت متأكد من كلامك ده
ايوة يا جميلة متأكد وروحي حضريلي الفطار خليني انزل اشوف مصالحي
قالها والتف يعطيها ظهره لينهي بينهما النقاش فهبطت الدرج تسبقه في النزول الى الطابق الارضي
هم هو بالحاق بيها ولكن اوقفه صوت الهاتف ضجر پغضب وقد
ظنه نفس الرقم المتكرر ولكنه تراجع فور ان راى هوية المتصل صديق غربته صلاح صابر
الوو يا صلاح عامل ايه يا صاحبي
وصله رد الاخر على الفور
الوو يا عمر يا خسيس بقى يا راجل تنزل البلد وتنسانا خالص طب اعمل حتى بحق العيش والملح اللي كان بينا وافتكرنا برنة اخص عليك
تبسم لقوله على غير ارداته يسير نحو حاجز الشرفة الأسمنتي يستمع لتوبيخه ولسانه السليط لا يكف عن الشتيمة حتى وصل به للسؤال الملح
طمني بقى ايه الاخبار اتجوزت ست الحسن اللي كنت
فالق راسنا بيها ولا اتخلت عنك
متابعة القراءة