رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
المحتويات
فرد منهم حتى انتبه لصغيرته التي كانت جالسة بحجر والدتها
شروق تعالي يا بابا
سهرانة ليه لجد دلوك مش بكرة وراكي مدرسة
هتروحي تنامي أو تلعبي مع خواتك في اوضتهم عشان عيب تجعدي وتسمعي كلام الكبار
أومأت بهز رأسها ليعتبرها موافقة ثم التف نحو رجله
بسيوني خد البرنسيسة دي ووديها لأوضتها
رفعها الرجل اليه وخرج بها ليأخذ هو فرصته كاملة الان مع انصات الجميع وقبل ان يبدأ تكلم ناجي ساخرا
علقت فتنة والتي كالعادة كانت جالسة جواره بمزاح الواثق من نتيجة أفعاله
وه يا ناجي تفكيرك كله غير في الأرض والفلوس ما تصبر يا عم واد عمك اكيد مجمعنا لحاجة مهمة ولا ايه يا كبير
تبسم عدد من الإفراد لها اما هو وقد استشعر بنبرة السخرية في لهجتها فقد تماسك ليببادلها ابتسامة صفراء مرددا
تدخل سعيد بفظاظة ليست غريبة عنه
بس ياريت يكون بسرعة وتختصر بجى انا معطل مصالحي بجالي كذا ساعة دلوك
مش هاخرك يا عمي
هتف يقطع استرساله قبل ان يعود للجميع مخاطبا
طب عشان ندخل في الموضوع على طول
توقف قليلا يستجمع شجاعته وقد وجد الصعوبة في لفظ الكلمات الثقيلة على لسانه في هذا الموقف المهيب
صدرت الهمهات وتوجهت النظرات نحو صاحبة الصور والتي انكمشت على نفسها بحرج منهم ترمق شقيقها باستجداء ان يرحمها من حكم تنتظره بادلها بنظرة مطمئنة تعرفها عنه قبل ان يعود إلى البقية وقد صدر صوت عمه سعيد ساخرا
نفهم من كدة يا واد اخوي ان انت مجمعنا عشان نعرف حجيجة الصورة ولا ناوي تأدب صاحبة الصورة
سعيييد سيبه يكمل كلامه يا واد ابوي واسمع زي البجية الله يرضى عنك
اديني سكت
دمدم بها بغيظ ليذعن لطلب شقيقه ويستمع بسخط داخله فجاء رد غازي له
لا وانت الصادج يا عمي انا مجمعكم عشان اكشف صاحب العملة نفسها جليل الأصل اللي يدور على ڤضيحة لبت عمه يسلط ناس معروفة بجلة حياها ويديها ارقام العيلة عشان تبعت وتنشر من غير تجدير ان اللي تعمل كدة ممكن تنشرها في باجي البلد كلها
هتف بها ناجي متسائلا بجوار شقيقته والتي شحب وجهها وقد ذهب عنه العبث
التف اليه يقابل عينيها المتربصة ليهتف مجيبا له
دلوك تعرف كل حاجة يا باشا أدخلي يا بت
دلفت على النداء يسحبها احد الرجال لتلفت انظار الجميع إليها
وقد على صوت الهمهمات المتسائلة من معظمهم فتابع يجيب التساؤل بأبصار ارتكزت على زوجته والتي اعتلى الفزع ملامحها ليتأكد هو من صدق رواية هذه المراة والتي وقفت مطأطأة رأسها بخزي ولم ترفعها سوى بعد ندائه القوي
رفع سبابته امام الجميع ملوحا بټهديد
الكلام اللي هيتجال دلوك ولا كلمة منه هتطلغ برانا احنا عيلة في بعض والبت
دي عارفة نفسها لو نضجت بحرف تاني يوم لسانها هيبجى برا خشمها عشان تخرص للأبد وانتوا كل واحد فيكم هيدني تلفونه عشان امسح الصور بنفسي
علت اصوات الاحتجاج ولكن عارف قطعها بفطنته
كمل يا غازي احنا كلنا موافجين ولا ايه يا جماعة
لم يقوى أحد على الاعنراض فتبسم هو بانتشاء وعينه لم تفارقها وقد تبدلت تعابيرها الان لأخرى مرتابة تحدج المرأة بټهديد فهدر حازما لها
تمام جوي اتكلمي يا نفيسة
بجوار النافذة كانت تقف خلف الستار تراقب بقلق تشعر أن هناك أمر ما خلف هذا الاجتماع في هذا الوقت من المساء وحدسها يخبرها بيقين تام ان ما يحدث له صلة ما بروح وتقرير مصيرها بعد هذه المصېبة التي حلت فوق رأسها
تنهدت بأسى لحال الفتاة رقيقة القلب الطيبة والتي تعلقت بها في الفترة الأخيرة بعد مجيئها هنا وسكنها في هذا المسكن وقد حظيت منها بمعاملة طيبة وكأنها من أهل المنزل أو كأنها شقيقتها بالفعل
تتمنى من الله أن يمر الأمر على خير وأن تنال ما ترغب به رغم يقينها باستحالة حدوثه الان
واجفة عندك ورا الشباك بتعملي ايه
هتفت بالسؤال جليلة بعدما عادت من الخارج وزيارتها اليومية لمتابعة احوال منزلها هناك
تطلعت نادية اليها بإشفاق تقول
تعباكي ياما في الروحة والجية مشندلة ما بين هنا وبين بيتنا هناك
تبسمت جليلة بعزوبة ترد بمزاح
يا خيتي وانا من امتى كنت مرتاحة يعني وهي اللي تخلف البنتة تشوف الراحة واصل ادعيلي بس ربنا يشدني وافضل ناصبة طولي معاكي انتي واخواتك على طول
يارب ياما يديكي الصحة وما تحتاجي لحد فينا ابدا
تمتمت جليلة تأمم خلفها قبل ان تعود لنفس السؤال
اللهم آمين يارب مجولتيش بجى واجفة عندك بتعملي ايه
بتصف ابتسامة ردت تجيبها بمغزى وكأنها تخاطب نفسها
بتفرج ع الدنيا ياما بشوفها واخدانا على فين وهي بتوطحنا من موجة عالية لتانية واطية لواحدة عالية تانية وبعديها العكس وهكذا
قطبت جليلة تعقب بعدم فهم قبل ان تحرك قدميها وتذهب للداخل
وه انتي هتتكلمي بالالغاز امك فاهمة الكلام العادي عشان تفهم غيره يا محروسة امام عجايب دي يا ولاد
تبسمت تتابع انصرافها نحو غرفتها ثم عادت للنظر الى خارج النافذة تتابع بخقوت
ربنا يعدلها بجى ويعديها على خير
انتهت نفيسة بعد ان قصت جميع ما حدث باختصار فرضه هو ليحفظ سمعة شقيقته من اللغو والمزايدة
انكمشت المرأة محلها بأدب في انتظار أمر منه ليخرج قوله موجها خطابه للجميع بشجاعة يحسد عليها
اولا كدة من غير لوم ولا جيب وحط في الكلام انا اختي ومسؤلة مني يعني مش هسكت لأي حد يجيب كلمة واحدة عليها فما بالكم بجى باللي اتعمد انه يشوه صورتها او يتسببلها بڤضيحة بالعملة السودة دي
التف برأسه نحو تلك التي كانت تناظره بتحدي هذه المرة وقد انكشف الغطاء التي كانت تتستر من خلفه وأصبحت المواجهة بينهما مباشرة بعد تعمده كشفها بارتداد الأمر عليها
ها يا فتنة إيه رأيك
سألها وضجيج انفاسه العالية يكاد أن يصم الأذان يلجم نفسه بصعوبة عن الفتك بها وقد تعدت بفعلتها كل الخطوط الحمراء وقبح طبعها الذي قصد هذه المرة أن يطعنه بأذية أقرب ماليه
ما تردي يا هانم ولا البسة كلت لسانك كدبي البت دي لو معاكي الحج برئي نفسك جدام عمك وابوكي اللي شادد حيله على بت اخوه عشان يربيها وناسي بته اللي هي مشافتش رباية من أساسه
لم نفسك يا ولد كامل واعرف انت بتخربط على مين
صاح بها سعيد ضاربا بعصاه فوق الأرض لتصدر صوتا قوي
تجاهل غازي لينقل بأنظاره نحوها لن يلتفت لأي أحد غيرها ولن يثتيه شيء عن كشف حقيفة هذه الأفعى زوجته والتي خرج ردها أخيرا
بجبروت أدهشه ناقلة بنظرة ازدراء نحو المرأة المنكمشة على نفسها بزعر
وانا ايه اللي يجبرني ارد على كلام واحدة ملهاش جيمة ولا سعر زي دي ايه جيمتها دي عشان تصدجوا كلامها عليا ولا انت عايز تزيح من اختك وترمي عليا طب حرك دمك الحامي ده ع اللي جابلت الراجل الغريب عنها والصور تشهد
لمي لسانك يا فتنة وانتبهي انك بتتكلمي على بت عمك
خرجت من عارف يسبق زوجها في الرد وقد اظلم وجهه امامها واكفهرت معالمه ليستطرد بصرامة
وردي ع السؤال عشان الكلام ده يدينك على فكرة ويثبت كلام البت دي عليكي
صاحت به بجرأة أمام الجميع
والم ليه وانتو كلكم عايزين تطرمخوا على عملة المحروسة وجايين تحاسبوني بدالها البت دي اللي جاية تجول بالفم المليان ان انا ادلتها الارقام عشان تبعت عليها الصور جبرها أكيد متجولش الكلام الاولاني في ان الصور دي حجيجية والبت دي هي اللي صورتهم بالفعل
فتنة
صاح بدوره يوقف استرسالها بعد ان صرف المرأة التي تدعي نفيسة بإماءة خفيفة بذقنه ليتفرغ لمواجهتها
جاوبي ع السؤال اللي يخصك محدش غريب وسطينا اللي جاعدين عمك وبنات عمامك انا جمعتهم مخصوص
عشان يحكموا في مرة في الدنيا كلها عندها ذرة عجل ولا ضمير تدي ارقام عيلتها لواحدة زي اللي اسمها نفيسة دي وتجولها ابعتي صور بت عمي عليهم طب ماخوفتيش على سمعة بت عمك لو البت دي وزعت الصور على ناس غريبة مفكرتيش ان الأمر لو اتوسع هيضر سمعة الكل مفتكرتيش بناتك
مالهم بناتي
هتفت بها تنقل بنظرها نحو روح التي بدت كالمخطۏفة فاقدة الادراك لهول ما يحدث معها وهذه تتابع غير مبالية
انا بنتتي هيطلعوا مأدبين البت اللي المحها تكلم واد هكويها پالنار مش هسيبها تمشي على حل شعرها
امسكي خشمك يا بت
صدرت هذه المرة من عمها يامن يسبق الجميع وقد فاض به من تبجحها ليردف حاسما من أجل ان ينهي النقاش بحكمته
فوضوها على كدة الصور هتتمسح من على كل التلفونات ونعتبر الأمر كأنه محصلش بعد ما تعتذري يا فتنة لجوزك وبت عمك
اعتذر لمين
رد بصياح اقوى
سمعتي كلامي زين يا فتنة وانا مش هعيده من تاني عجل بتك يا سعيد احنا عايزين نلم مش ناقصين بعترة
سمع الاخير ولم يطاوعه كبرياءه على الانصياع لأمر شقيقه حتى لا يعترف بجرم ابنته فتطوع ناجي شقيقها كي ينهي الأمر رغم علمه بغباء شقيقته حين تغلب العنجهية على صوت العقل
عمك عنده حج اعتذري لجوزك وبت عمك يا فتنة
تراقص الجنون برأسها ترفض بكل جوارها ان تنقص من قدرها بالاعتذار ولمن لهذه المتعالية التي امسكت عليها اخيرا الخطأ لتكشفها امامهم ام لزوجها الذي يتعمد الدفاع عنها باستماتة حتى وهي تضعه في موقف ضعف وخزي لا يرتضيه أي رجل إذن فليتحمل
احتدت انفاسها لتطالع الجميع بتحدي يدفعها شيطانها لتخرج بالقاضية دون الالتفاف لأي شيء آخر سوى هزيمتهم
لأ يا عمي متجوليش اعتذري عشان انا شوفت بنفسي شوفت رسايل العشج بين المحروسة بيتكم مع ولد عبد السلام الأجري على تلفونها طب تجدروا تجولولي هي جاعدة لحد دلوكت من غير جواز ليه خمس سنين مستنياه! الله اعلم بجى هي خاېفة من ايه يتكشف على غيره!
إيه اللي بتجوليه ده كدة حرام عليكي
صړخت بها تخرج صوتها اخيرا پقهر المظلوم تدخلت وجدان الكبرى بدفاعيه غريزية عنها امام الصدمة التي لجمت شقيقها عن الرد لهذه
الملعۏنة وقد تسمر واقفا أمامهم كالجماد
لمي نفسك يا فتنة مش بت الدهشان اللي يتجال عليها كدة كلامك يطير فيه رجاب يا جزبنة ما ترد بتك لعجلها يا عمي ولا انت فالح ان حسك يعلى على بت اخوك وبس
وعلى عكس المتوقع نهض سعيد يساند ابنته وقد جاءته الفرصة من ذهب لكسر هذه المتغطرس الصغير والذي ڼصب في مكان لا يستحقه بأن اخذ حقه في قيادة
متابعة القراءة