رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز

في الرد پغضب
وانتي مالك انتي فرجت منين ولا سويتها بكام هامك جوي الاجساط المتكومة ما هو كله منك تسحبي من البياعين وتجيدي عليا اشي هدوم واشي مفارش للبيت على اجهزة كل شوية تجدديها وكله على جفايا لا بتسدي ولا بتنيلي يبجى تحطي مركوب في خشمك اجيب مجيبش ملكيش دعوة 
تسمرت جاحظة العينين امامه پصدمة زاد عليها حينما دفعها فجأة من أمامه متمتما
واوعي كدة خليني اعدي سادة الطرجة بجسمك الضخم ده 
تبعته بانظارها وهو يتخطاها بكل برود ذاهبا للغرفة التي خرجت هي منها وقد تدلى فكها بشدة لا تستوعب فعلته لقد زجرها دون أدنى تردد ولم يعطيها فرصة حتى للرد عليه وكيف تفعل وقد تبدل لرجل اخر لا يطيق لها كلمة وكأنه قد زهدها ولم تعد به حاجة اليها هذا ما استنتجته الان وبقوة 
الټفت براسها وقد تذكرت الأولاد على طاولة الطعام وصورتها امامهم والتي وضح تأثير ما حدث على اكبرهم وبكل وضوح مالك ابنها الذي كان مضيقا عينيه امامها بغموض يزيدها ارتيابا وتخوفا أيضا 
بسأم يجاهد في اخفاءه ليتحلى ببعض الزوق مجبرا نفسه على الإنصات وسماع الترهات في حديث منتهي من الأساس لا جدوى منه غير متقبلا للإقتناع به وهو يعلم بمن هو الأحق 
ها يا واد عمي ناوي تساعدني
اساعدك في ايه بالظبط يا ناجي
سأله بجفاء لم يوثر به فخرج رده بتشدق
وه يا عارف يعني عمال بحكي وبشكى بجالي ساعة عشان تيجي انت دلوك وتعمل نفسك معرفش خبر ايه يا عمنا ما تفتح مخك كدة وتعرف انا غرضي ايه
ردد معقبا خلفه باستنكار
اه يعني ولما افتح مخي معاك واعرف بغرضك تجدر تجولي انا في إيدي ايه عشان اساعدك لا انا اخوها ولا ليا اي اختصاص بيها ثم تعالى هنا بجى ومتزعلش مني واحدة رافضة الجواز وسيرته من الاساس ما نسيبها يا سيدي في حالها 
كيف اسيبها في حالها يا عارف وانا ھموت عليها من زمان وما صدجت الفرصة جاتني بعد ما بجت حرة والطريج بجي مفتوح يا راجل
دا انا جولت ان انت اكتر واحد هتحس بيا دونا عن الناس كلها 
التوى ثغره بامتعاض واضح وقد وصله مغزى ما يقصده هذا المعتوه عن عشقه اليائس من ابنة عمهما التي اتعبته في الركض خلفها دون امل وهو الشيء المختلف تماما عن رغبة قوية يتمسك بها فرد مثل ناجي وېحترق حتى ينالها 
طب وعشان انا بجى حاسس بيك انصحك تشيلها من مخك
خالص عيش حياتك احسن دي واحدة عايشة على اطلال اللي راح مالك انت بيها
لون كلماته بغرض النصح ولكن الاخر لم يتقبل
يعني ايه مالي بيها هي دي برضوا مساعدتك اجولك كلم واد عمك عشان يأثر عليها وانت تجولي سيبك منها مكانش العشم يا عارف 
لم يتحمل الاخير حتى فاض به منفعلا
ما انت اللي كلامك مستفز يا عم بتجولي اكلم غازي اللي هي جاعدة عنده ضيفة طب بذمتك دا كلام يعجل دا كدة ممكن تفتكر انها ضيفة تجيلة ع الراجل 
ولا يكونش عايزو يشد عليها ولا يفرض رأيه كمان
وه انا جولت كدة يا عارف
لا مجولتش بس بصراحة دا معنى كلامك 
دافع يردف بالكلمات الحانفة ولكن عارف تجاهله عن قصد ليرى محتوى تلك الرسالة التي وردت اليه في اللحظة انتفض فجأة بوجه شاحب جاحظ العينين پغضب اعتلى تعابيره حتى انتبه عليه الاخر يسأله
إيه مالك شوفت خبر عفش ياك
نفى بتوتر ليتحرك بقدميه مغادرا
عن اذنك يا ناجي نكمل كلامنا في وجت تاني 
تطلع الاخير في الفراغ الذي تركه ابن عمه بذهابه ليغمغم باستغراب
ولا اكنه شاف نصيبة في التلفون يا ترى ايه اللي حصل
لم يكمل تساؤله حتى ورد على هاتفه هو الاخر نفس الرسالة وتأتيه الاجابة سريعا
ليعلق بسخرية متمعنا النظر في شاشة الهاتف
وه وه دا انت عندك حج تتخطف وتتسرع على كدة يا عارف اما دي حكاية يا ولاد
في شقته في العاصمة
وبعد ان غفى قليلا استيقظ على صوت الهاتف الذي كان يدوي بصخب بجوار رأسه حتى اجبره على الإستيقاظ ليتناوله من فوق الكمود يجيب عنه وهو يعتدل على الفراش
الوو ايوة يا فتنة 
الوو ايوة يا غازي كدة برضوا متتصلش بيا ولا تبلغني بوصولك
برغم استغرابه لهذا الاهتمام المفاجئ إلا أنه أجاب متجاهلا هذه الشعور بعدم الارتياح لربما كان هذا تمهيد منها لتصلح من نفسها وهو لن يخذلها فسوف يحاول ايضا
انا وصلت ع الإجتماع على طول شريكنا الأستاذ يوسف بهنسي ما صدج ولجاني جدامه ما سبنيش غير عشان اريح جسمي 
تثائب بصوت عالي ثم نهض يفرد ويثني في ساعديه وباقي أعضاءه ليفك عنه تشنج عضلات جسده والتي تيبست قليلا بنومه مستمعا لها وهي تردف بتردد
اااه يعني على كدة انت ماكنتش فاضي خالص عشان تتصل ولا حتى تبص ع التليفون!
فهم مقصدها انه عتاب فرد بسجيته
يا بت بجولك والله ما فضيت ع العموم بس اخلص المشوار اللي ورايا دلوك واتصل بيكي على ما ارجع حتى عشان اكلم البنات 
فتنة!
هتف منايا باسمها حينما لم يسمع لها صوتا حتى ردت بارتباك
ايوة يا غازي سمعتك 
طيب يا ستي هجفل معاكي دلوك عشان اللحق اتسبح جبل ما يوسف يطب فوج راسي ورانا اجتماع مهم مع عميل
ماشي يا غازي فهمت طب تبجى تتصل عاد ومتنساش 
لا مش هنسى هرن واتصل هو انتي عايزة حاجة يا فتنة
ها لا لا يا غازي انا بجولك عشان اطمن عليك يا حبيبي
تاني حبيبي! 
غمغم بها قبل أن ينهي معها المكالمة ثم تحرك نحو المرحاض بخطواته المجهدة وحدسه يخبره انها كانت تنتظر شيئا ما منه رغم نفيها ذلك والدليل تقطع الكلمات منها وخروجها بدون تركيز 
اما عنها فقد كانت تعض على شفتيها بغيظ مكتوم تهز قدميها بتوتر شديد فقد تأكد لها الان انه لم يرى الرسالة لقد ودت ان تكون هي اول من يسمع منه بل وترى رد فعله حينما يصدم بما يراه ليعلم بحقيقة مدللته أو كما يسمها شقيقة روحه 
هذا الهدوء في الأجواء يزيدها توترا وڠضبا وهذه الملعۏنة تمارس حياتها الطبيعية فلا يوجد بشائر لأي شيء حتى الان لنتيجة تلتمسها على أرض الواقع 
دارت الظنون برأسها حتى تناولت الهاتف
لتتصل بهذه المصېبة شريكتها في الأمر
أيوة يا زفتة انتي متأكدة انك بعتي الصور لنفس الأرقام اللي خدتيها ولا لاه
على الفور جاءها الرد
أيوة يا ست هانم والله ما سيبتش رقم
وفي خلف المنزل في هذه البقعة الخالية من الجميع كانتا الاثنتان يفترشان الارض حول منقل الشواء الصغير حيث كانتا تضعان عليه بعض قناديل الذرة التي يتم شويها مع الاستمتاع بالهدوء الذي يعم المكان حولهما والهواء النقي في هذا الوقت رغم البرودة الطفيفة وأحاديث انثويه لا تنتهي
يعني مجولتيش برضوا يا ست نادية انتي لما اتجدملك المرحوم كان ايه ساعتها رد فعلك كنتي هتطيري من الفرح ولا ايه كان شعورك بالظبط
تبسمت تجيبها بوجه مشرق وقد عادت بها لهذه الذكريات الجميلة
أكيد طبعا كنت فرحانة وكلمة هطير دي حاجة جليلة بالنسبة للي كنت حساه وجتها اصلي بصراحة مكنتش متوقعة الواد الحليوة اللي كل البنات هيتجنوا عليه في المدرسة ساب الكل ونجاني أنا تخيلي بجى احساسي 
اممم طبعا احساس يجنن بس يعني معجول مكنتيش حاسة بإعجابه ده ولا شوفتي أي اماره تبينلك إنه مهتم
قالتها روح بشقاوة جعلت الأخرى تزداد خجلا وسخونة اللهبت وجنتيها لتضيف على تأثرها بدفء حرارة
الفحم المشتعل تعطي ابنها أحدهما الذي نضج سريعا وذهنها يعود بالصور القديمة بذاكرتها
بصراحة كنت حاسة وواخدة بالي هكدب يعني اما كنت اعدي بالمريلة الكحلي وهو واجف جصاد سور المدرسة عيونه عليا يبرطم بكلام اقسم بالله ما كنت بفهم منه حاجة المهم انه كان بيعمل الحركة دي ويخليني ڠصب عني ابص له بعبطي 
قالتها بعفوية جعلت الأخرى تنطلق ضاحكة لمدة من الوقت ولا تستطيع التوقف حتى خرج صوتها
يا عيني دا انتي كنتي على نياتك وهو كان عفريت وبيعرف ازاي يلفت نظرك 
هو فعلا كان كدة رائحة الفقيد به لتردف بشجن
عدت عليا الأيام كانت زي الحلم سعادة انك تكوني متجوزة واحد بتحبيه وبيحبك دي أحلى حاجة في الدنيا وخصوصا لما يبجى حنين زي شخصية المرحوم احلى دلع واحلى كلام واحلى كل حاجة والله 
وكأنها كانت تعزف على لحن اشواقها وهذه الامال التي تداعب خيالها والاحلام التي تجددت الان وقد أوشكت على القرب منها حتى رددت لها بتمني
ياااه يا نادية ياااه دا لو يحصل نفسي بجى نفسي ومنى عيني والله انا اتجدملي كتير كتير جوي كمان ودايما كنت برفض عارفة ليه عشان الإحساس اللي بتجولي عليه ده مجدرش اتجوز عشان لازم اتجوز بحسها بالظبط زي اللي بياكلوا عشان الاكل حلو وخلاص عندي اكلها عيش وكمون بس اكون حابة الأكل ده 
ربنا يكرمك يارب 
تمتمت بالدعوة التي أممت عليها الأخرى وهي تتمعن النظر اليها جيدا وفضول استبد بها لتسألها
روحي انتي حبيتي حد جبل كدة
وقبل ان تجيبها او تفكر حتى في الرد قطع عليهم صوت الهاتف الذي دوى باتصال أحدهم 
ردت نادية على الفور
الوو اهلا يا خالة وجدان 
ردت الأخرى على عجل
اهلا بيكي يا نادية يا بتي معلش لو روح جاعدة عندك ممكن تديهاني
جاعدة جمبي كمان استني اديها التلفون 
ياريت يا بتي الله يخليكي 
تناولت الأخرى منها الهاتف على الفور تجيب على شقيقتها الكبرى
الوو يا جوجو لحجت اوحشك دا انا امبارح كنت عندك
فاجئتها بردها الجاف الغاضب
مش وجت جوجو ولا أي جلع يا بت ابوي انتي ليه مبترديش ع التلفون بجالي ساعة برن عليكي
اجفلت لهذه العصبية المفرطة منها حتى أجابتها بقلق
التلفون مش معايا نسيته في الأوضة انا جاعدة بشوي درة مع نادية زي ما كنا بنعملها زمان انا وانتي وبجية اخواتك 
مش وجت درة دلوك 
هدرت بها مقاطعة بحدة لتتابع بتشديد
تطلعي دلوك على اوضتك على طول وتشوفي اللي باعتهولك انا من تلفوني على تلفونك اخلصي ياللا مفيش وجت 
بمزيد من الارتياب سألتها
طب انتي بعتالي ايه طيب ما تجولي
لا هجول ولا أعيد اخلصي بجولك انا معنديش وجت للأخد والرد خلينا نشوف الموضوع ده 
بصياحها الاخير اضطرت ان تزعن لرغبتها تستأذن نادية ان تسبقها الإنصراف حتى تقف على ما تقصده شقيقتها فهذه اول مرة تعاملها بهذا الإنفعال 
لمي انتي كل حاجة يا نادية وانا بس اشوف
وجدان عايزاني في ايه
واجي اكمل السهرة عندك ان شاء الله 
ردت بتفهم رغم القلق الذي تسرب اليها هي الأخرى
تمام روحي وان شاء الله خير 
اللهم امين 
تضرعت بها على عجالة لتأخذ طريقها على الفور نحو المدخل الأمامي للمنزل وكانت المفاجأة حينما وجدته امامها يقف في وسط الردهة بالمنزل الكبير وكأنه كان في انتظارها 
مساء الخير يا عارف انت واجف هنا مستني حد
طبعا مستنيكي 
باغتها بالرد المفاجئ ليزيد من
تم نسخ الرابط