رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز

الوصي الان على حفيده كما أنه ورث جزءا من المنزل پوفاة الفقيد مالك المنزل ابنه!
ثار وعلت الأصوات حتى اضطر للخروج من المندرة لتصطدم عيناه بها وقد وقفت تحتل اخر درجات السلم الاخير متسمرة بذهول قطعه هو بهذه النظرة المريبة وقوله لها
بت الدهشااان 
قالها ليبعث بضحكة قميئة وعيناه الټفت نحو شقيقاته وابنائهم ليردف متابعا لهما بغيظ وكأنه لم يتأثر بالشجار ولا السباب الذي تم منذ قليل بالإضافة إلى علامات السكر التي تعتلي ملامحه بوضوح
مرة ولدي وام الغالي واخدة بالك يا حجة سکينة البيت اللي حرمتوني منيه بالسلطة العالية هاخده منيكم واطرد الكلاب اللي شجعوكم على عملتكم 
قال الاخيرة بالإشارة نحو شقيقاته وابناءهن قبل ان ينصرف بتبختر بعد ان اثار الړعب بقلب المسكينة وتركها لمرمي السهام وقد صوبت انظار الجميع نحوها وكأنها في موضع اتهام وكانت البداية من هويدا
خدتي بالك يا نادية اهو دا اللي كنا خايفين وحذرتك منه السكري جاي يبجح فينا ويجولها بجلب جوي لسه برضوا هتستني في تفكيرك يا بت الناس لحد ما تلاجيه داخل البيت عليكي بالمحروسة مرته والعيال هتأمني على ولدك وسطيهم ازاي
زحف المزيد من الړعب داخلها حتى ارتسم على ملامح وجهها التي قاربت شحوب المۏتى ليضيف عليها سند
انا مش عارف والله يا بت الناس نعمل ايه عشان تقتنعي بجى وتعرفي ان نيتنا زينة وكله عشان خاطر ولدك المسكين طب انتي شايفانا عفشين ولا اخلاجنا مش تمام عشان تكشي منينا
تدخل عيسى هو الاخر يقول بلهجة مؤنبة
سيبها يا سند هي حرة وتعرف مصلحتها ولا يمكن شايفانا زي ما بتجول يبجى محدش يلومها 
خرج صوت علية لتضيف على قولهما
ربنا يهديكي يا بتي جبل فوات الأوان دا عيالنا فتيان مدخلوش دنيا ومع ذلك جبلو انتي حرة بجى استني واديكي شوفتي نظرته لولدك 
لقد كان صوت
بكاءها يخرج لخارج الغرفة وكأنها وجدت المأوى لإفراغ كبتها 
والأخرى تربت على ظهرها بحنو تستمع بصبر وتريث رغم قسۏة الحديث الذي اجبرها الظرف على البوح به بجلد يفوق اعظم الرجال قوة 
حتى هدأ نشجيها وعاد اليها عقلها تذكرت لترفع رأسها اليها قائلة بأسف
سامحيني ياما والله ما كنت عايزة اتكلم بس بصراحة مجدارش اتحمل 
خرج تعقيب سليمة بابتسامة خلت من اي مرح 
ويعني كنتي عايزة تفضلي مخبية كدة على طول ما كل حاجة مسيرها تبان وتبجي ع المكشوف يا بتي 
ردت باعتراض ويدها تمسح آثار الدموع بحزم من على خديها
وايه اللي يخليها تبجى ع المكشوف انا لا يمكن اجبل بحديتهم ده حتى لو على جطع رجبتي 
طالعتها قليلا بتفحص سائلة
يعني مش عايزة تدي لنفسك اي فرصة عشان تفكري يا نادية 
خرج صوتها بحړقة
أبدا والله عمري انا بس خاېفة على ولدي كل شوية يخوفوني بيه يجولولي ان عمي فايز هيتخلص منه عشان يورثه طب اعمل ايه في الڼار اللي محطوطة فيها دي جوليلي 
تمتمت سليمة بتهكم
دا على أساس ان هو اللي جتل حجازي وخرب العربية 
توقفت فجأة قبل ان ترفع إليها عينيها ناظرة بقوة تجيبها
عايزة الحل يا نادية
يا ريت يامة 
صدرت منها كغريق يستجدي أحدهم بطوق النجاة وجاء رد الأخرى بدون تأخير
امشي 
ايه
بجولك امشي يا نادية وسيبي البيت ده خالص
روحي اتحامي في أهلك هما اكيد هيحموكي ويحموا ولدك 
ذهول تام جمد ملامحها فظلت لفترة من الوقت تطالعها بعدم استيعاب حتى أجمعت صوتها لتسألها
طب وانتي امشي واسيبك وواد ولدك احرمك منه ولا يكون جصدك انك هتيجي معايا
ردت تجيبها بهدوء رغم الألم الذي اعتلى تعابيرها
لا يا نادية انا مش هسيب بيتي حتى لو جه وبرطع فيها هو وعياله اما انتي فخلاص يا مرة الغالي أهلك أولى بيكي وان كان على معتز امنه وسلامته اهم عندي من أي شيء حتى لو هتحسر في بعده عني لكن دا اهون بكتير كفاية عليا ڼار ابوه اللي حاشة في جلبي ومهديتش لحد دلوك وبرضو انا مش هسيبه وهاجي ازورك كل ما اشتاجله 
بتجول ايه يا واد
هتف بالسؤال ينتفض ناهضا عن مقعده وكأن ثعبان لدغه لبعيد مكررا على اسماع الفتي الذي كان يعلمه بالأخبار الجديدة تنفيذا للمهمة المكلف بها في المراقبة واحاطته بكل جديد بخصوص المنزل عموما
عيد من تاني اللي جولته انا عايز افهم اللي جرا بالظبط الراجل العفش ده جرب منيها ولا أذاها
التقط الفتى انفاسه ليردف موضحا
يا غازي بيه والله ما اعرف انا بجولك ع اللي شوفتهزي أي واحد في الشارع من الناس اللي اتلمت هناك صوت فايز في عراكه مع هويدا واختها وعيالهم كان موصل لاخر الدنيا كان باين جوي من الكلام اللي طالع انهم بيتعركوا ع البيت بعدها مشى فايز من عندهم يطوح واكنه طالع من خمارة اما بجى الست نادية محدش سمعلها صوت نهائي وانا لولا اني جعدت واجف محلي ما كنت ابدا هاخد بالي منها لما طلعت سكوتي بعد الدنيا ما ضلمت وجمع الناس اتفض من زمان 
بتركيز شديد مع كل جملة وانفاس تصعد وتهبط بانفعال شديد عاد بسؤاله وتحفز جسده يصدر ذبذبات الخطړ
طيب ولما شوفتها كانت سليمة ولا فيها حاجة جولي الحجيجة جبل ما اروح افرغ بندجيتي في بيت الدهشوري كلهم 
انتفض الفتى يسارع بالنفي
لا والله كانت زينة وتمام التمام هي بس كان باين عليها انها حزينة ووشها دا كان احمر زي الطماطم باين من كتر البكا 
يا بن ال 
تفوه بها جاذبا له من تلباب جلبابه پعنف حتى كاد أن يفتك به لولا أن تدراك ليكبح غضبه اخيرا يلوح بقبضته بټهديد
خلي بالك من كلامك يا حميدي بدل ما ابكي امك على فراجك الليلة انت عارفني 
صاح الاخير بړعب مرددا بأسف
والله ما هعملها تاني والله ما هعملها 
زمجر من حلقه بصوت متوحش ارعب حميدي حتى كاد ان يبلل جلبابه لولا أن تركه اخيرا بدفعه قوية يصرفه
طب ياللا غور من وشي دلوك غووور
وفي منزل هريدي الدهشان 
وبعد ان وجدت امانها وسط اسرتها تسرد لهم ما حدث وراسها مستريح على حجر والدتها التي كانت تمسد على شعرها بحنان
روحت لمېت هدومي وهدوم ولدي في الشنطة الصغيرة وطلعت على طول من جبل حد منهم ياخد باله ولا استنى اخد الاذن
عشان تستاهلي 
صاح بها عزب فور استمع لكل الحديث ليهدر بعضبه
ما انتي لو مش ماشية بمخك مكنش كل دا حصل سيباهم يلفو حواليكي زي الحيايا ومفكرتيش تبلغي حد منينا يجف لهم ملكيش ناس ياك يا بت
تساقطت دمعاتها لتدافع بضعف
محدش منهم يجدر يضغط ولا يجبرني على حاجة 
انا كل خۏفي غير على ولدي هتلومتي عشان خاېفة على ولدي يا عزب
أوقفت تتابع سيل عبراتها مما جعل والدتها تتدخل بحمائية ردا له
عزب مش وجت كلام وتجطيم في الحديت دلوك اختك تعبانة
وفيها اللي مكفيها سيبها ترتاح الله يرضى عنك 
زمجر بعدم تحمل ليترك الغرفة لهما
هتجولي تعبانة والكلام الفاضي ما هي اللي جابته لنفسها انا ماشي وسيبهالكم خالص مدام كلامي تجيل 
ابتعلت غصتها لتتمتم سائلة وكأنها تخاطب نفسها
اخويا بيلوم عليا ليه ياما ليه محدش حاسس پالنار جايدة حواليا 
دنت جليلة منها لتطبع على جبهتها تخاطبها بعتب يشمله بعض اللطف
محدش بيلوم عليكي هو بس زعلان عشان متكلمتيش يا نادية كان لازم ع الأجل تبلغيني انا امك احنا ناسك مش عدوينك يا بتي 
والله عارفة ياما بس انا خۏفت من عصبيته زي ما شوفتي دلوك وكمان كان عندي امل انهم يسيبوني في حالي لما يلاجوني مصرة على رأيي مكانش في حسابي انها تتعجد كدة 
أشفقت جليلة ولم تزد عليها ف ابنتها منهكة وليست لحمل أي كلمة أخرى ولكنها واصلت بهدهتها وفتح مواضيع شتى عن اشقائها لتلهي عقلها بأشياء أخرى بعيدا عن هذا الفزع حول حياة طفلها وامانه حتى دلفت إليهن زوجة شقيقها تخبرهم
نادية غازي الدهشان جاي مخصوص وعايز يشوفك 
اعتدلت بجذعها تتسائل مندهشة
غازي الدهشان عايزني انا ليه
دلفت اليه بصحبة والدتها الى داخل غرفة الاستقبال التي فضل الجلوس والانتظار بها تلقي التحية بتوجس وقد فاجئها بهذا التجهم الذي كان يعتلي ملامحه
مساء الخير 
مساء النور 
قالها ليستقبل
تحية جليلة بعد ذلك واستقبالها له بحفاوة قبل أن تردف بأسئلتها الروتينيه عن حال جدته وشقيقته والسؤال عن زوجته واسرتها تقبل الحديث والأسئلة بصدر رحب كي لا يحرج المرأة حتى اذا انتهت فاجئها بقوله
معلش يا خالة ممكن تسبينا انا ونادية لوحدينا انا عايزها في كلمتين 
اجفلت الأخيرة بطلبه الغريب همت أن تحتحج لكن والدتها باغتتها بالموافقة على الفور وبثقة عمياء نهضت قائلة
وماله يا ولدي انا هروح اعمل كوبايتبن عصير 
تابعت نادية انصرافها وقد افتر فاهاها تريد ان توقفها بالقول معترضة ولكن الأخرى لم تعطيها انتباه حتى اذا غادرت وجدت نفسها معه وحدها لتلتف اليه وتفاجأ بهذا التحول في ملامحه
بهيئة مخيفة ارهبتها منه وقد كان وجهه مظلما عاقد الحاجبين بأعين تطلق شررا من قعر الچحيم حتى أدخل في قلبها الارتياع بقوله
لكن انا مش منبه عليكي ان لو عندك مشكلة تجولي عليها ما سمعتيش الكلام ليه
ارتدت للخلف مجفلة لصيحته حتى اتجهت عينيها نحو باب الغرفة تتمنى دخول أحد ما يؤازرها مما زاد على حنقه ليهدر بها
ما تردي يا نادية ع السؤال مش بكلمك انا
طب كلمني زين ومتزعجش فيا 
خرجت منها بعفوية كرد طبيعي على تجاوزه ليرتد عليه بإجفال لم يستوعبه في البداية قبل أن يتدارك متذكرا قول شقيقته عن طبيعتها المدللة منذ نشأتها في منزل ابيها حتى في زواجها من الراحل والذي لم يقصر هو الاخر معها في ذلك 
عند خاطره الاخير ورغم غضبه المتعاظم إلا أنه استطاع تحجيمه ليخفف من حدته من أجل عيون الريم التي تناظره بتحدي تخفي من خلفه خۏفها والذي ظهر جليا في اهتزاز صوتها فرد بلهجة بطيئة متانية يستمتع بالتطلع لقمريها الأسودين
انا بسألك عن اللي حصل في بيت الدهشوري عايزك تجاوبيني يا بت الناس وتجوليلي ع اللي حصل ممكن
احرجها بتغاضيه عن جرأتها في الرد عليه ثم هذا اللطف في الحديث معها لتسبل أهدابها عنه بخفر متمتمة بخجل كاد أن يطيح به صريع حسنها
معلش لو هبيت فيك بس انا والله ما بتحمل حد يزعج فيا حتى اسأل اخويا عزب 
قاطعها يردف بمزيد من اللين
مفيش داعي للسؤال يا نادية انا عارف من الاول ان انتي مبتتحمليش الزعيج بس انا كمان جاي معبي وعلى اخري بعد ما سمعت بالعركة الشديدة اللي كانت في بيتكم هناك الراجل اللي اسمه فايز اذاكي بكلمة ولا عمل أي حاجة عفشة تزعلك
نفت بهز رأسها متمتمة بصوت كالهمس 
لأ دي كانت عركة مع خواته البنتة وعيالهم انا مليش صالح معاهم 
ضاقت عيناه بمزيد من الحيرة
يتفرس في ملامحها بتمعن ليتابع تحقيقه
ولما هو مكلمكيش ولا حتى جرب منك طلعتي باكية من بيتهم ع الساعة تمانية المسا
تم نسخ الرابط