رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
المحتويات
قدميه وتابعت هي هاتفة
ما ترد يا راجل وجعت جلبي لتكون اتعركت مع حد هناك من زمايلك ولا رئيسك زي ما عملت المرة فاتت
رمقها بنظرة ممتعضة ثم استدار ليتناول شيئا ما من أعلى علاقة الملابس ليرتديه بعدم اهتمام حتى استفزها لتصرخ به
خبر ايه يا فايز مش راضي تعبرني بكلمة كنت جدامك بهوهو
صاح بها بنزق يحدجها بغيظ وضجر لإلحاحها المستمر
شهقت تردد بلهفة وهي تقترب من الفراش
انت اللي جولت بنفسك وجيبت سيرة العرايك يبجى تريحني ولو بكلمتين صغيرين حتى
زفر متأفافا يلعن بكلمات شتى متذمرا منها ومن حصارها له حتى استجاب مجبرا للإجابة
اتعركت مع ابويا يا حضرة المفتش كرومبو اتصل بيا بعد ما طلعت من البيت النهاردة وانا رايح على الشغل طلب حضوري ضروري روحت لجيتوا مستنيني بوصل الأمانه اللي اخده عليها صدجي ابو سليم بعد ما دفع جيمته واستلمني بجى يسمم بدني على كل جرش دفعه
تفوهت بها بتفهم وهي تجلس بجواره ثم اقتربت تمسح براحتيها على عظام ظهره في الخلف مرردة بنعومة
يعني هو دا اللي عكر دمك يا راجل متبجاش حنبلي وفوت زي ما بيجولوا اهم حاجة دلوك هي انك خلصت من الدين اللي لافف على رجبتك وعدت زي كل المرات اللي فاتوا
زفر أنفاسه بخشونة ليعقب على قولها بحدة وتهكم
شافاني خرتيت جدامك يا مرة انتي ولا ايه ولا فاكراني عديم الاحساس عشان متأثرش لما ينجص من رجولتي ولا اكن عيل صغير الموهبة دي مش عند كل الناس كيف عيلتك
وايه الداعي بجى للمسخرة على عليتي يا فايز باشا كانوا عملولك ايه الناس الغلابة
تبسم ساخرا يزيد عليها باستخفافه
وهو انا جيبت حاجة من عندي ولا انتي نسيتي اللقلب الكريم عليكم عيلة التنج
زفرت متأففه تحدجه بنظراتها الڼارية وهي تهزهز أقدامها جواره بعصبية اثارته حنقه أكثر فهتف غاضبا
قالها وتحرك ليبتعد عنها يخلع عنه معطفه ثم دفعه على الارض بطول ذراعه فازادت هي من قربها متاجهلة سخريته من عائلتها تعود لنعومتها السابقة
ماشي يا فايز انا برضوا مش هزعل منك عشان مجدرة حالتك وزعلك من أبوك عشان انا جلبي ابيض وانت عارف كدة زين
أومأ لها على مضض لينهض خالعا عنه القميص القماشي ثم ارتمي على تخته قائلا
كمان وسيبني اخطڤ ساعة ولا ساعتين نوم اريح فيها جتتي مدام كدة كدة انحسب يوم غياب في المصنع متصحنيش غير على ميعاد الغدا ممكن يا سنيورة
نهضت تهتف بميوعة وتشير بسبابتها على الجهتين من وجهها
من عيوني الاتنين يا سيد الناس أنت أحلى وكل لأحلى فايز
نظر في أثرها وهي تخرج من أمامه بوجه واجم ثم الټفت ليندس تحت غطاء فرشته يغطس في نوم عميق غير مبالي كعادته
الكبير وبالتحديد في الطابق الثاني منه والذي يسكنه حجازي الحفيد مع والدته وزوجته وطفله الوحيد معتز والذي هرول إليه بمرح بمجرد رؤيته قادما من الخارج عائدا من عمله ليتلقفه بذراعيه بحب وسعادة وهو ليصدر أصوات ضحكاته الصاخبة مع تحركه به للداخل
سيبه ياخد نفسه الأول يا ولدي اللعب مش هيطير
هتفت بها والدته وهي جالسة على إحدى كنب الصالون بوسط الصالة تمسك بيديها قطعة من ملابس الصغير لتحيك مثلها نسخة أخرة بألأبرة والخيط قبل أن يأتي دوره على مكنة الخياطة بهواية تلازمها ودائما ما تجد بها السلوى لشغل وقتها الفارغ وعدم التفكير بأشياء تضر
رد حجازي وهو يتقدم بصغيره حتى جلس يجاورها على الكنبة بعد أنا على رأسها
سبيه ياما يجلع على حس ابوه دا جلعه ده على جلبي أحلى من السكر
ربتت على ذراعه سليمة بابتسامة شقت ثغرها تقول بحنان
يديمك في حياته دايما يا ولدي وتجلعه على كيفك بس انت جاي هلكان من الشغل يا نضري من سفرك في الليالي وحمولة المقطورة الكبيرة وانت سايج بيها لكن جولي فطرت ولا اروح أحضرلك لجمة تأكلها
دغدغ بأنفه على عنق الصغير جعله يقهقه بصوته المحبب قبل ان يجيب والدته
ما تتعبيش نفسك يا ست الكل انا كلت لي كام سندوتش ع الطريق وحبست كمان بكوباية شاي يعني اخر تمام ناجصني بس فرشتي اريح عليها زي ما جولتي
خلاص ييجى تجوم على طول بس استنى صح
قطعت بتذكر
كنت عايزة اسألك عن صوت العراك الشديد اللي كنت سماعاه من شوية انا مرديتش انزل لما ميزت صوت ابوك
طرد من صدره تنهيدة مثقلة بالهم الذي اعتلى قسماته لينزل الصغير من حجره يأمره بحنان ليلعب بلعبته ثم التف بجذعه اليها بوجه واجم يرد
ايوة ياما العركة كانت بينه وبين جدي شديدة جوي معرفتش السبب بس ڠضب جدي خلاني خمنت انه عمل مصېبة كبيرة
بابتسامة لم تصل لعينيها قالت سليمة بسخرية مريرة
هو دا ابوك وعمره ما هيتغير ولا يستريح غير لما يجيب أجل جدك لاجل ما يورثه ويحط يده على البيت وساعتها يطردنا منه أنا أدرى الناس باللي شايله براسه منينا زي ما انا عارفة زين بشړ الحية مرته
بنظرة ساهمة شرد في كلمات والدته والتي برغم قسۏتها الا أنه يعلم جيدا انها تصيب الحقيقة قطع شروده وصول الرائحة العطرة التي دغدغت أنفه لينظر باتجاه صاحبتها وهي تخرج اليه قائلة بوجهها الندي الذي زينته ابتسامتها الرائعة وشعر رأسها المبتل انفلتت خصلاته على جانب صدغيها من تحت المنشفة التي تلف رأسها بها وتفاح وجنتيها بدا بأجمل صوره وكأنه يدعو لقطفه
حمد لله على سلامتك
ردد التحية بقلب يقفز فرحا مع كل مرة يراها بها رغم زواجهم الذي مر عليه أكثر من سبع سنوات
الله يسلمك حمام الهنا
توسعت ابتسامتها لتردف بخجل وهي تتحرك وتتركهما وقد شعرت بالسخونة تزحف لوجنتيها على الفور
الله يهنيك يا سيدي تحب احضر حمامك ولا اعملك فطار الأول
تحركت رأسه باعتراض يجيبها
لا دي ولا دي روحي انتي سرحي شعرك وانا هدخل مع نفسي اخدلي دش سريع عشان اجدر أنام
يبجى هحضرلك الحمام
تفوهت بها بتصميم ثم تحركت نحو وجهتها ليضل يتابع سيرها عيناه بشغف وعشق لا ينتهي استفاق من شروده على اثر لكزة تلقاها على خصرة من مرفق والدته التي خاطبته بهمس
روح حصلها
قطب يسألها بعدم تركيز
ها!
لكزته مرة أخرى قائلة بحزم
بجولك روح حصلها خليها تدعكلك ضهرك وتريح عضل رجبتك شوية بيدها الناعمة جبل ما تاخد الدش بالمرة وانا هراعي الواد
توارى بوجهه عنها بحرج إلا أنها كررت فعلها بحزم تأمره
يا واد هو انت هتتكسف مني اخلص ياللا
انتفض ينهض من جوراها متمتا بحرج متزايد وابتسامة ملحة لم يقوى على كبتها
يا بوي عليكي يا سليمة وعلى عمايلك باه
ولج لداخل غرفته معها كانت أمام المرأة تمشط شعرها فنهضت على الفور لتساعده في خلع معطفه الثقيل غير مبالية بشعرها الذي لم يكتمل تصفيفه والټفت لتضعه على المشجب خلفها وبمجرد أن استدارت أليه تفاجأت بها يطوقها بذراعيه مرددا بمرح
وحشتيني يا ام عيون كحيلة
رفعت ذراعيها لتحيط وجهه قائلة بعشق
مش أكتر مني يا للي متتكحل عيني غير برؤياك
على وجنتها الوردية ثم رفع رأسه يتنشق من رائحة الياسمين يملأ صدره ثم قال بصوت متحشرج
ريحتك لوحدها بتنعش روحي
وضع راحته
على صدغها ليملي عيناه من حسنها واستطرد
وبنظرة من جوز العيون اللي تسحر دي بحمد ربنا انك بجيتي من نصيبي لاحسن كنت هروح صريع حلاهم
قهقهت بضحكة صدحت صوتها في أرجاء الغرفة بسعادة تتكتنفها في كل مرة يغدق عليها بغزله والذي لم يتوقف عنه حتى بعد مرور هذا العدد من السنوات بينهم
زاد من ضمھا بقوة إليه متابعا بتأوه
اه يا نادية لو تعرفي ضمتك دي بتعمل فيا ايه مهما وصفت الراحة اللي بحسها في يا جلبى لا يمكن هعرف اعبر
شددت هي أيضا بذراعيها تبادله الإشتياق بالإشتياق
بالفعل قبل القول
يا جلب نادية وانا بعشج التراب اللي بتمشي عليه يا حجازي الجلب يا حب عمري
اخرجها من ليناظر وجهها قائلا بابتسامته الجميلة
تعرفي يا نادية انا بكلامك ده افتكرت السؤال اللي كان دايما بيلح على راسي من يوم جوازي بيكي كيف يا مچنونة تجبلي بسواج في شركة المطاحن وترفضي واد عمك صاحب الأراضي والأطيان كيف
دوت صوت ضحكتها الطفولية تردد خلفه بمرح وهي تفتح خزانة الملابس لتخرج له ملابس منزلية يبدلها
انت قولتها يا حجازي مچنون بس مچنونة بك
كمان مچنونة بيا
عقب بها يدعي السخرية بعد أن جلس على طرف التخت يخلع عنه حذائه ليواصل بمزاح
كانك مچنونة صح يا جزينة مدام سيبتي أهلك اللي مالكين نجع الدهشان وأجل واحد فيهم يملك فدان اراض لوحده وجيتي هنا تتحشري معايا في بيت العيلة اللي عدى عليه خمسين سنة
اغلقت باب الخزانة لتلتف اليه حاملة الطقم القطني المريح وتنهدت براحة تقول بنبرة عاشقة متملكة
ولو حتى سكنتني في عشة جريد على جمب المصرف برضوا كنت هوافج بيك وارفض الأطيان والبيوت
خلف المبنى حيث الاثاث الزائد وبعض الأشياء التي تبدوا فاقدة القيمة كجزوع الاشجار الجافة ومخلفات المحاصيل بعد حصدها بالإضافة لفضلات البهائم والغنم والتي يتم تجفيفها لتصبح اداة فعالة لأشعال الفرن الطيني حتى يتم تسخينه بدرجة عالية كي يصلح لنضج الخبز
وظيفة شاقة ومرهقة ما زالت تمارسها اعداد كبيرة من النساء مما اعتدن على ذلك أما هي فقد كانت المهمة لها أشبه بحفر في فوهة الچحيم مع الدفع المستمر في الإشعال وهذه السخونة الحاړقة والتي تسببت لها في عدة مرات ببعض لسعات خاطفة رغم حرصها الشديد بالإضافة للإهانة التي تشعر بها باتخاذ الخادمات لموقف المشاهدة دون تكلف واحدة منهم بالزود عنها في هذا الفعل المهين لها كسيدة الدار بل والبلد أجمعها
ولكن كيف يتم ذلك وقد صدر الحكم منه شخصيا هذا المتجبر على زوجته وأم بناته وكل هذا من أجل عيون مدللته هذه الملعۏنة التي تعيش أميرة رغم موقفها المخزي كعانس رفضت كل من تقدم لها وقد تسببت قبل ذلك في مشكلة كبيرة كادت أن تدخل الفرقة بين افراد العائلة حينما فضت خطوبتها بابن عمها عارف
لتظل معها في المنزل جاثمة على أنفاسها بهذه الرقة المصطنعة تملك قلب شقيقها من أجل أن تقلبه دائما عليها بمكر النساء الذي تعرفه هي جيدا تبا لها ولشقيقها ايضا جسد البغل الذي لا يقدر النعمة التي بيده عديم الرحمة مع واحدة مثلها اجمل نساء العائلة والبلدة بأكملها هي الوحيدة التي تستحق التدليل هي الوحيدة من يليق لها معاملة الهوانم
صاحت بحدة نحو احدى الفتيات
هاتي شوية عفش تاني يا بت
صدح الصوت من خلفها باعتراض
ما بزيادة يا فتنة الفرن بيضت من جوا متزوديش أكتر من كدة لا تحرج العيش
الټفت
بنيرانها نحوها تبصرها
متابعة القراءة