روايه بقلم ندا حسن
المحتويات
غرفتها وودت وبشدة عندما رأت فرحة يسرى أن تمر تلك اللحظات عليها لتتذكرها أينما تحيا ولكن إذا تذكرت اللحظات التي مرت عليها لن تتذكر سوى بكاء ورفض تام قد تحول الآن إلى حب...
سألها يزيد بعد أن دلفت للغرفة قائلا بجدية
قولتيلها مش كده مش هقولك على حاجه تاني
ابتسمت ابتسامة مهزوزة ثم تحدثت وهي تتقدم منه بهدوء
كنت عايزه افرحها
يزيد!..
لم يجيبها بل أصدر صوتا يدل على عدم اعتراضها ثم زاد من تمسكه بها مقربها
منه إلى أن ألصق ظهرها بصدره العريض وأغلق عينيه لينام وهو يستنشق رائحتها...
وضعت يدها على يده التي يتمسك بها بهدوء وحاولت ألا ترتجف تعودت على الوضع سريعا ونامت بين يديه بأريحية وقد شعرت بالأمان من كل جانب..
في الخمسة أيام المنصرمة تم الإتفاق بين سامر وعائلة يسرى حيث أنه ذهب إليهم بصحبة والدته فلم يكن لديه غيرها هي وشقيقته بعد أن توفى والده تحدث مع عمها وأخاها الأكبر وصديقه يزيد الذي مهد إليه الطريق ووقف جواره في كل شيء يسانده لتتم الزيجة بخير عليه هو وشقيقته ولم يعترض فاروق لأن سامر شقيق زوجته وعلى معرفة به وبأخلاقه وظن أنه إذا رفض سيعمل على إغضاب زوجته وسيولد ذلك مشكلة بينهم..
فرحت والدة يسرى كثيرا فهي كانت تريد منذ زمن أن تتزوج حتى لا تأخذ لقب العانس الذي اخترعوه في عادات متخلفة وهي صاحبة الستة وعشرون عاما في مقتبل شبابها..
أما بالنسبة لمروة فقد سعدت كثيرا من أجل صديقتها شعرت بأن تلك السعادة لها هي لم ترى يسرى تشعر بتلك الفرحة من قبل لذا ساعدتها في كل شيء قدمت إليها الدعم النفسي والمعنوي دون الجميع وشعرت كما لو أنها شقيقتها كما قالت لها يسرى أنها تحلق في السماء بوجود الجميع معها وتحقيق حلم حياتها بجوارها..
خلاص بقى يا يسرى كل حاجه مظبوطة والله
اردفت مروة بهذه الكلمات بعد أن عجزت في إقناع يسرى بأن كل شيء على ما يرام وأنها جميلة للغاية في هذه اللحظات
تحدثت يسرى بتوتر شديد وهي تدلك يدها ببعضها البعض من هول الموقف الغريب عليها وقد كانت تريد أن تكون جميلة في عين سامر في يوم خطبتهم
حاسه إن الميك آب مش حلو الفستان لونه مش لايق عليا
تقدمت منها زوجة شقيقها مبتسمة بهدوء مقدرة ذلك الموقف تحدثت بهدوء وود وهي تربت على كتفها
يسرى حبيبتي الفستان تحفة عليكي بجد والميك آب رائع ممكن تهدي بقى كل ده علشان أنت متوترة يا حبيبتي
بجد يعني حلوة
ابتسمت مروة باتساع وأجابتها قائلة بحماس وفرحة
قمر ممكن بقى امشي علشان ألبس أنا كمان واطلع ليزيد لبسه
اومأت إليها يسرى قبل أن ټحتضنها بحب ونظرة ائتمان بعينيها فهي الوحيدة التي وقفت جوارها وساعدتها في كل شيء كانت تريده تحملت شكوكها وتوترها ولم تتركها في لحظة أرادت تواجدها بها..
خرجت مروة من غرفة شقيقة زوجها متجهة إلى غرفتها لتخرج ملابس يزيد الذي سيرتديها في حفل خطبة شقيقته ولترتدي ملابسها هي الآخر فقد كان سامر ووالدته والمقربون من العائلة على وصول إلى المنزل في أي لحظة..
دلفت غرفتها وتوجهت إلى غرفة النوم الرئيسية أخرجت من الدولاب ملابس يزيد لتضعهم على الفراش ولكن جذب انتباهها صندوق هدايا متوسط الحجم ليس كبير موضوع على الفراش لم تكن تتوقع أن يحضر إليها مفاجأة في مثل ذلك الوقت فقالت لنفسها أنها ربما تخصه هو..
تركتها في موضعها ووضعت إليه ملابسه على الفراش ثم تقدمت من الدولاب مرة أخرى لتخرج الفستان الذي سترتديه ولكن لم تستطع أن تمنع نفسها من رؤية ما في الصندوق تقدمت منه ثم فتحته بتوتر محاولة معرفة ما في داخله رأته قماش لونه أحمر قاتم مع بطاقة صغيرة كتب عليها بضع كلمات..
أمسكت الورقة وقرأت ما كتب عليها بخط اليد وقد تغيرت تعابير وجهها إلى الاندهاش والاستغراب الشديد فهي علمت أنه لا يطيق اللون الأحمر كيف له أن يحضر إليها شيء لونه أحمر لترتديه
فقد كتب على الورقة
أول ما شوفته لقيته متفصل عليكي حابب أشوفك بيه النهاردة يزيد
تركت الورقة جانبا ثم أمسكت بقطعة القماش ليظهر إليها ثوب رائع ولكن مفتوح للغاية! هل أشتراه بكامل عقله لقد كان الثوب يحمل فتحة صدر على
شكل مربع كبير للغاية غير رسمة صدره المنحوتة بدقة أكمامه واسعه وهناك فتحة في مقدمته من الأسفل ستظهر ساقها يصل إلى بعد الركبة بقليل!..
فكرت قليلا فهو دائما يعلق على ملابسها
متابعة القراءة