روايه بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


تدخله ليكم كان عايز يقعد بيه
ابتسموا بسعادة ثم تحدثت مروة قائلة بضيق بعد أن تعبت من هذه الوضعية المجبرة
يزيد ارفعني شويه عايزة أقعد تعبت
ملحقتش ارفعك يا مروة اهدي
تحدثت ميار قائلة بجدية وهي تتجه لتساعده عندما حركها هكذا مرة واحدة
لأ براحه هي هتحتاج معامله خاصة شوية لأن الچرح بيشد عليها
كان وجهه قريب من وجهها للغاية وهو مازال محتضن جسدها كي يرفع وهي تضغط بكلتا يديها على ذراعيه بسبب الألم نظر إليها قائلا بندم
أنا آسف يا حبيبتي مش قصدي
أغمضت عينيها بضعف واراحت رأسها قرب صدره بينما أتت ميار وساعدته بهدوء في رفعها إلى الأعلى قليلا دون أن يهتز جرحها حتى لا يشتد عليها مسببا لها الألم..

عقبالك يا أبو نسب
يارب ياعم بس كده الفرح اتأجل خلاص
نظر إليه يزيد مبتسما بسخرية شديدة وتحدث بتهكم صريح قائلا له وهو يشير إلى وجهه
اتأجل علشان مروة ولدت ولا علشان اللي في وشك ده
لقد اختفت الآثار الذي كانت على وجه يزيد أما تامر يختفى تدريجيا ولأن حالته كانت أسوأ من يزيد إلى الآن لم تختفي كليا نظر إليه بضيق وانزعاج ثم قال
لأ علشان جمالك أنت ومراتك
يزيد أنا هاجي أقعد معاكم الفترة دي لحد ما مروة تكون كويسه
وافقها الرأي سريعا مؤكد حديثها فهو يحتاج لشخص آخر معه بعد ما علم ما تعانيه
آه أكيد الموضوع صعب شويه أكيد هنحتاجك
نظر إليها تامر بانزعاج شديد كيف لها أن تذهب وتجلس معهم في نفس البيت كيف ستبقى هناك مع شخص غريب عنها تجلس وتأكل وتنام حتى أنها لم تقول له ما تنويه تحدثت فقط!..
رأته ينظر إليها بانزعاج فجأة لا تدري لما وقف يزيد ليذهب إلى زوجته ويرى كيف حالها الآن قبل أن تأتي الطبيبة لتراها مرة أخرى..
جلست ميار جوار زوجها وسألته بجدية واستغراب رسم على ملامحها
مالك ملامحك اتغيرت فجأة كده
تحدث بخفوت ونظرة حادة قليلا سائلا إياها باستغراب ودهشة
أنت إزاي

هتروحي هناك ويزيد معاها وإزاي تقعدي هناك أصلا
أجابته بدهشة واستنكار هي الأخرى ولم تفهم ماذا يريد من هذا الحديث
يزيد ده جوز أختي لو مش واخد بالك وأختي محتاجه ليا
أردف بخفوت وهدوء مجيبا إياها بعد أن زفر بضيق
مقولناش حاجه لكن تروحي تقعدي وتباتي طب إزاي يعني
ومين قال إني هبات.. أنا هروح الصبح وأرجع بالليل أنا عارفه كويس أن ماينفعش لكن عايزة أقولك أن يزيد عمره ما بصلي ربع بصه كده ولا كده وأكيد أنت واثق فيا
ابتسم بهدوء ثم قال بجدية
على فكرة أنا أقصد علشان راحتك وعارف الكلام اللي بتقوله لكن ده شيء ڠصب عني ماقدرش أصلا اقبله
أومأت إليه بهدوء وتفهمت ما قاله جيدا لأنه معه حق هو زوجها وله حق في ذلك يجب ألا تنام في بيت رجل غريب عنها حتى ولو كان يزيد..
جلسوا سويا لبعض الوقت وبعد خروج الطبيبة دق الباب ليجد والدته تدلف إلى الداخل مبتسمة بفرح ومن خلفها شقيقه الأكبر..
دلفت والدته للداخل وهي تهلل متحدثة بصوت عال وكأن السعادة لا تسعها الآن بسبب إنجاب ولدها طفل
يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك
ألف مبروك.. دا يوم المنى إني أشيل ابنك على ايديا
تركته وتوجهت إلى زوجته الجالسة على الفراش تستند بظهرها للخلف نظرت إليها مبتسمة ولكن بخجل حاولت قدر الإمكان أن تتخطاه مالت عليها لټحتضنها هي الأخرى كما ابنها فبادلتها مروة مبتسمة بهدوء شديد وقد اعتقدت أنها لن تبادلها..
تحدثت والدته لها وهي تبتعد عنها بهدوء ناظرة إليها بندم شديد لم يتركها إلى الآن
ألف مبروك يا بتي ألف مبروك حمدالله على سلامتك
أجابتها مروة بخفوت وهي تنظر إليها مبتسمة ب إرهاق شديد
الله يسلمك
توجهت من بعدها إلى فراش الصغير لتقف أمامه وتراه وهو نائم لا يدري بأي شيء يحدث من حوله لقد كان صغير للغاية يحمل ملامح من والده ووالدته معا لقد تبينت ذلك ترقرق الدمع داخل عينيها وهي تراه أمامها طفل تمنته منذ زمن تحمله لابنها..
نظرت إلى ولدها وهي تود البكاء بشدة وتحدثت بخفوت وكأنها تطلب الأذن منه لكي تقوم بحمله على يدها
أشيله..
تقدم منه شقيقه وعانقه بشدة وهو يبارك له بخفوت ونظرة حزن وألم ترتسم على ملامحه بسبب ما فعله سابقا ولكنه يحاول رسم الابتسامة بصعوبة
ألف مبروك يا يزيد يتربى في عزك
ربت يزيد على ظهره بقوة ثم هتف عقب كلماته
ألف مبروك على الجوازة إن شاء الله قريب نبارك على الخلفه
أبتعد عنه ثم نظر إلى زوجته باحترام قائلا بخجل وقد كان هذا أول لقاء لهم سويا منذ ذلك اليوم المشؤوم
حمدالله على سلامتك
الله يسلمك 
نظر إلى والدته التي كانت تحمل الطفل بسعادة غامرة ووجهها يبتسم تلقائيا وهي تحرك يدها بحنان على رأسه وتبتسم بفرح وقد وجد ذلك الطفل الحب الكبير في قلبها القاسې وخلق بداية الحنان داخلها ليكون هو مالك قلبها الأول.
بعد مرور أسبوع
دلف إلى غرفة نومه وهو يضحك بصوت عال توجه ناحية الفراش الذي كانت هي تتمدد
 

تم نسخ الرابط